يتم التحميل...

الحضارة الغربية

حقوق وحرية وحجاب

الذي مرّ معنا كان تاريخاً مظلماً ظالماً للمرأة إلى أقصى الحدود، فهل تعلَّمت الحضارة الغربية من التاريخ، للأسف إنها لا تزال قاصرة عن علاج قضية المرأة، ولم تستفد من دروس التاريخ، بل استفادت خطأ بإفراطها بشأن المرأة، ولا يزال الظلم يلحق المرأة بشكل أو باخر.

عدد الزوار: 43

ظلم الحاضر.. استمرار الظلم‏

الذي مرّ معنا كان تاريخاً مظلماً ظالماً للمرأة إلى أقصى الحدود، فهل تعلَّمت الحضارة الغربية من التاريخ، للأسف إنها لا تزال قاصرة عن علاج قضية المرأة، ولم تستفد من دروس التاريخ، بل استفادت خطأ بإفراطها بشأن المرأة، ولا يزال الظلم يلحق المرأة بشكل أو باخر.

يقول سماحة القائد: " ... إذاً فالظلم الذي نتحدث عنه ليس خاصاً بالمجتمع الإيراني، وليس خاصاً بالماضي، بل إنه يمتد من الماضي السحيق حتى اليوم... وهو موجود اليوم في كل أنحاء العالم، وفي الدول الغربية وخاصة في أمريكا وبعض الدول الغربية، فإن إيذاء النساء واستغلالهن بشكل ظالم وتعذيبهن أشدّ بعدّة أضعاف، وهناك إحصاءات كثيرة حول ذلك، طالعتها في الصحف الغربية والأمريكية، ولست أنقل ذلك من مصادر أعدائهم ومخالفيهم بل هو ما ينشرونه بأنفسهم، ولا بد من مواجهة ذلك الظلم والاستغلال... ".

ظلم ظاهره أنيق  شعارات برَّاقة
 

والخطير في الظلم الغربي للمرأة أنه يمرَّر عن طريق شعارات ومظاهر خادعة، وهو ظلم خطير ينطلي على السذّج من الناس.

يقول سماحة القائد دام ظله: " يجب أن يلتفت الجميع إلى أن هذا الظلم موجود في العالم بأسره، وموجود في العالم الغربي بشكل أسوأ جدّاً، كل ما في الأمر أن الغربيين جعلوا التعامل بين المرأة والرجل، كالتعامل بين المرأة والمرأة، وكالتعامل بين الرجل والاخر، أي أنهم لم يفرِّقوا بين هذين الجنسين. وهو أمر يبدو بعد التأمل والتدقيق أنه أمر سلبي، لكنهم يتظاهرون أحياناً بعدم وجود ظلم للمرأة، هذا هو وضعهم في الأسرة والأسواق والبيوت، وفي التعامل والمعاشرة والرفاقة. لكنّه قد يبدو جذاباً، لكن عندما نطلع على باطن الأمر، نجد أنه غير صحيح، وقد نبذه الإسلام، فالإسلام وضع حجاباً بين الرجل والمرأة، وعلى الرجل والمرأة أن يراعيا ذلك الحد في المعاشرة ".

ومن الشعارات التي يطلقها الغربيون لذر الرماد في العيون، الحريَّة والحقوق والعدالة والمساواة، ولكن إذا نظر المتأمِّل إلى مضمون هذه الشعارات بالمعنى الغربي يجدها شعارات مدمِّرة مفسدة.

يقول القائد دام ظله: " إن أول ما يطرح في الغرب كشعار هو حريَّة المرأة، والحريَّة ذات معنى واسع، فهي تشمل التحرر من الأسر، والحرية من الأخلاق، حيث أن الأخلاق تعد أيضاً قيداً وحدّاً، والحرية من نفوذ الاخرين، على أساس استغلال أرباب العمل للمرأة وجرّها إلى المعمل بأجرة أقل، وتشمل أيضاً التحرر من القوانين التي تلزم المرأة بأمور تجاه زوجها، ويمكن اطلاق الحرية على كل هذه المعاني. ومع كل شعار من هذه الشعارات هناك شعاع واسع من المطالب والتوقعات التي يتناقض بعضها مع البعض الاخر بشكل كامل، فما هو معنى الحرية؟ للأسف فإن المعنى المطروح في الغرب للحرية هو الحرية بمعناها الخاطى‏ء والمضر، أي الحرية من قيود وحدود الأسرة، والحرية من السلطة المطلقة للرجل، والحرية حتى من قيود الزواج وتشكيل الأسرة وتربية الأطفال، ليحل محل ذلك كله الهدف الشهواني العابر. وليست الحرية بمعناها الصحيح. لذلك ترين أن من بين الحديث المطروح في الغرب قضية حريّة إسقاط الأجنَّة، وهي مسألة مهمة جداً رغم أن ظاهرها بسيط وصغير، لكنّ باطنها خطر جداً وعميق. تلك هي الوسائل والشعارات التي تطرح في الغرب غالباً لذلك يقولون نهضة حرية المرأة ".

المرأة في الثقافة الغربية

يلفت سماحة القائد النظر إلى أمر مهم، وهو أن حقيقة تعامل الغربيين مع المرأة لا يُعرف من خلال الشعارات التي يطلقونها، بل يُعرف من خلال أدبهم وثقافتهم، يقول دام ظله: " لقد وقع الغربيون في الإفراط والتفريط في مجال معرفة طبيعة المرأة وكيفية التعامل مع جنس المرأة، وكانت النظرة الغربية إلى المرأة نظرة قائمة على عدم المساواة وعدم التعادل. لا تنظرنّ إلى الشعارات التي تطلق في الغرب، إنها شعارات خاوية وتحكي عن واقعية نسبية، ولا يمكن فهم الثقافة الغربية من خلال تلك الشعارات، بل لا بد من البحث عن الثقافة الغربية من خلال الأدب الغربي. إن المطلع على الأدب الغربي والشعر الأوروبي والأدب الأوروبي والقصة والرواية والمسرحية الأوروبية يعلم أن الثقافة الأوروبية منذ القرون الوسطى وقبلها وحتى أواخر القرن الحالي كانت تنظر إلى المرأة كموجود من الدرجة الثانية، وكل من يدعي خلاف ذلك فهو يدّعي جزافاً.

أنظرن إلى مسرحيات شكسبير الإنكليزي، ترين بأي نفس وأي لغة وأية نظرة ينظرونها إلى المرأة في هذه المسرحيات وفي سائر أنواع الأدب الغربي، فالرجل في الأدب الغربي سيد المرأة والقيّم عليها ولا تزال بعض نماذج هذه الثقافة واثارها باقية حتى يومنا هذا. الان عندما تتزوّج المرأة عندهم، وتنتقل إلى بيت زوجها، فإن اسم عائلتها يتغيّر، وتحمل اسم عائلة زوجها... هذا هو عرف الغربيين، لكن ذلك لم يكن في بلدنا، وليس كذلك الان، فالمرأة عندما تحتفظ بهويَّة عائلتها حتى بعد زواجها. وما يجري الان في الغرب دلالة على الثقافة الغربية القديمة التي تعتبر الرجل سيد المرأة.

فالثقافة الغربية كانت تعتبر أن المرأة عندما تتزوج رجلاً وتذهب إلى بيته فإن جسدها وكل ما تملكه يصبح تابعاً للرجل، كل ما تملكه.. تصبح للرجل، وهذا أمر لا يمكن للغربيين أن ينكروه. وفي الثقافة الغربية عندما كانت المرأة تذهب إلى بيت زوجها كان الرجل يملك روحها أيضاً! لذلك تجدون في القصص والأشعار الغربية والأوروبية كيف أن الزوج كان يقتل زوجته بسبب اختلاف أخلاقي، ولا يلومه أحد على ذلك! ولم يكن للفتاة في بيت والدها أي حق للاختيار، طبعاً في تلك الأيام أيضاً كانت المعاشرة بين المرأة والرجل بين الغربيين حرة إلى حد ما، لكن اختيار الزوج كان بيد الأب وحده.

... تلك هي الاثار الأدبية الغربية، وحتى أواسط القرن الحالي كانت تلك هي الثقافة الحاكمة، وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بدأت بعض الحركات باسم حرية المرأة ".

الإسلام هو السبّاق‏

ولقد لفت سماحة القائد دام ظله إلى أن الغرب إلى وقت متأخر أخذ يحمل لواء حرية المرأة، وأن الضجيج الغربي حول حرية المرأة ما هو إلا تغطية للتخلّف التاريخي الذي كان يقبع فيه الغربيون.


يقول دام ظله: " ... رغم كل هذا الضجيج والصراخ والادعاءات التي تطلق دول دعم المرأة ودعم موقفها الإنساني، فإن هذا الاستنتاج الخاطى‏ء ما يزال موجوداً مع الأسف، الأوروبيون تأخروا عن الدول الإسلامية في معالجة قضايا المرأة.  إن المرأة في أنحاء أوروبا كانت محرومة من حق التصويت حتى العقود الثانية من هذا القرن،... ولم يكن من حق المرأة أن تتصرف بأموالها. ومنذ العقد الثاني، أي منذ العام 1916 أو 1918م قررت الدول الأوروبية أن تعطي المرأة بشكل تدريجي حق إبداء الرأي، والتصرف بأموالها، ومساواة حقوقها الاجتماعية مع الرجل. بناء على ذلك فإن أوروبا استيقظت من سُباتها متأخرة في هذا المجال، وأدركت الأمر متأخرة جدّاً، وكأنها تريد بإثارتها لهذا الضجيج الكاذب أن تجبر تخلّفها الزمني ".

حركات تحرير المرأة في الغرب حركات استغلالية

يقول القائد دام ظله: " إني أتصوّر أنهم  الغربيون   قد أخضعوا المفاهيم الإنسانية حول المرأة لهوى المسائل الإعلامية والسياسية والاقتصادية، وهكذا كان الأمر في أوروبا منذ البداية، ومنذ أن أعطوا النساء حقوقاً، فإنها أعطيت في الغالب على أساس تلك المباني الخاطئة ".

" ... فحسب الدراسات الدقيقة لعلماء المجتمع في أوروبا نفسها يتبين أنه حتى عندما أقرّت أوروبا بحق المرأة بالتملك كان ذلك لهدف اخر وهو أن المصانع بدأت بالانتشار مع تقدّم التقنية الحديثة والصناعة في الغرب، وكانت تلك المصانع تحتاج إلى عمّال، وكانت هناك شحّة في اليد العاملة، فأرادوا أن يجرّوا النساء إلى المصانع ويستفيدوا من طاقاتهن، فأعلنوا عن حق المرأة بالتملك في أوائل القرن العشرين، وطبعاً كانوا دوماً يعطون المرأة أجوراً أقل من أجور الرجال... ".

" إن موضوع المرأة أصبح كباقي الموضوعات سلعة بيد المستغلين والمتاجرين بالقيم الإنسانية. فأولئك الذين لا يقيمون وزناً للمرأة ولا لجنس الإنسان ولا للكرامات الإنسانية إلا في حساباتهم المالية، والذين مع الأسف يلعبون دوراً مهماً في المدنية الغربية في جميع المجالات، ويعتبرون قضية المرأة سلعة ورأسمالاً للتعامل في أسواقهم المختلفة، يتحدثون عنها، ويرسمون ثقافة وإعلاماً يناسبهم حولها، ويدفعون بأذهان الرجال والنساء في العالم كله نحو جادتي الوسوسة والضياع الكبير ".

مفاسد الغرب مآسي بالجملة
 

إزاء الأخطاء الفادحة التي وقع فيها الغرب، تشخيصاً وعلاجاً لقضايا المرأة، وبين تاريخ تفريطي وحاضر إفراطي، ظهرت المفاسد الخطيرة في المجتمع الأوروبي والأمريكي، والتي سترديه إن عاجلاً أو اجلاً في مزالق السقوط الحضاري.

يقول سماحة القائد دام ظله: " ... تلك هي النظرة الإفراطية والخاطئة والظالمة للمرأة في الغرب وفي أوروبا. هذا الإفراط، ويقابله التفريط أيضاً، فعندما تهب نهضة لصالح المرأة في مثل ذلك الجو، فمن الطبيعي أن يقع تفريط في الجهة المقابلة، لذلك ترون كيف انتشر الفساد والتهتك في الغرب طوال عدّة عقود بسبب حريَّة النساء المطلقة ، مما أثار الرعب لدى المفكرين الغربيين أنفسهم ".

وإذا أردت أيها القارى‏ء الكريم الإطلاع على مفاسد وانحرافات المجتمع الغربي، فما عليك إلا أن ترجع إلى الجرائد والمجلات والاحصاءات الغربية، فإنك ترى العجب، وسنطلعك على بعض هذه المفاسد:

تفيد الإحصائيات أن سدس الفتيات البريطانيات اللائي يُعقد عليهن للزواج هنّ من الحوامل! نتيجة لعلاقات اثمة تسبق الزواج.

وفي أميركا يولد سنوياً حوالى 400 ألف طفل غير شرعي.

وقد بلغ من شيوع الفحشاء في فرنسا قبل الحرب العالمية الأولى أن النساء اللواتي كن يحترفن البغاء كن يبلغن نصف مليون!

وتدل الإحصاءات في فرنسا اليوم أن حوالى ربع مليون حالة طلاق سنوياً، ويوجد فيها مليونا فتاة... وتدل الإحصاءات فيها على أن ربع المواليد هم أبناء سفاح! وتسجّل الشرطة الفرنسية كل عام 22 ألف جريمة اغتصاب، واللَّه وحده يعلم عدد الحوادث الأخرى التي تمتنع ضحاياها عن إبلاغ السلطات القضائية بها1.

ناهيك عن الأمراض المتصلة بالجانب الشهواني كالإيدز ونحوه2، إضافة إلى انهدام أساس الأسرة في الغرب، وتفكك العواطف الاجتماعية بين أبناء الأسرة الواحدة، وشيوع القتل والإجرام.

يقول القائد دام ظله: " ... إنكن ترين.. كيف بلغ وضع المجتمعات الغربية من ضياع ملايين الشباب وفسادهم في الدول الأوروبية والأمريكية يعيشون في ظل الحضارة المادّية والقصور العالية والقواعد النووية وناطحات السحاب.. والتطور العلمي والتقني، ورغم ذلك يعيشون مقتبل أعمارهم في سن العاشرة والثانية عشر ضائعين، لصوص، قتلة، مهرِّبين، مدمنين على السجائر والمخدرات!... ".

" إن الدول الغربية... رغم كل الشعارات التي تطلقها، فما زالت أعداد النسوة اللاتي يتعرضن لضرب أزواجهن داخل الأسرة، والبنات اللاتي يضربن ويجرحن على يد ابائهن كثيرة جداً، فهناك إحصاءات مؤلمة ومرعبة في هذا المجال لدى الغربيين، إضافة إلى أمر اخر هناك، وهو قتل النفس، فبسهولة يسفكون الدماء، وبسهولة يقتلون.. فقتل النساء هي إحدى البلايا المنتشرة في الدول الغربية وخاصة أمريكا.. ".

حركات إصلاح جديدة في الغرب‏

إزاء النظرة الخاطئة إلى قضايا المرأة، وما ترتّب عليها من مفاسد في الشارع الغربي، ظهرت أصوات وحركات جديدة للدفاع عن حقوق المرأة وحريتها.

والمؤسف أن هناك من ينادي في المجتمعات الإسلامية بمتابعة التجربة الغربية، في حين أن هناك أصواتاً تُرفع لتغيير بعض المسارات الخاطئة، والنظرات المنحرفة فيما يتعلق بالمرأة في النُخب الغربية.

يقول الإمام دام ظله: " إن كثيراً ممن يتحدَّثن اليوم عن حقوق المرأة، إنهن في الحقيقة يطرحن الحرية الغربية والتهتّك، ويقلدن الغربيين، هنّ أنفسهن من يكتبن بين الحين والاخر بعض الأمور... ولو كانت النسخة الغربية حول المرأة صحيحة، لما اضطر الغربيون بعد سبعين أو ثمانين أو مائة عام أن يطرحوا نهضة جديدة للدفاع عن حقوق المرأة كالتي طرحوها أخيراً. الان خلال العشرين العام الماضية عادوا لطرح حركات جديدة للدفاع عن حقوق المرأة، وعن حريتها، لماذا؟ لو كانت الحرية الغربية أمراً موفقاً، ولو كان الدفاع عن حقوق المرأة أمراً حقيقياً، لما احتاج الأمر لأن يقوم البعض بطرح هذه الحركة بعد مائة عام، ويثيرون كل هذه الجلبة. إذن لقد كانت وصفتهم السابقة خطأ، ووصفتهم الفعلية خطأ أيضاً، وسوف لن تعود على المرأة والرجل وخاصة على المرأة، إلا بالبؤس وايجاد المشاكل الجديدة ".

انظر إلى هذا الكاتب الغربي مايك ماثويس ماذا يقول ، في مقال له، يدعو إلى إصلاح في مسير المرأة: " إذا عرضت نفسك للاخرين بصورة مثيرة من خلال لباسك فطبيعي أن الكثير من الرجال يريدون جسدك للمتعة بغض النظر عن كونك امرأة لك شخصيتك وفردانيتك في التفكير".

ويقول مايك  في مقطع اخر من مقاله: " الرجال مخطئون إن فكروا بشهوانية إزاء المرأة التي تلبس ثياباً فاضحة، لكن الرجل المهذب يريد أن يبتعد عن هذا التفكير، ونأمل من المرأة أن تساعدنا على ذلك بعفتها ولبسها الثياب المحتشمة ".

ويقول متابعاً: " يجب أن لا تنخدع المرأة بما هو معروض في المحلات عن الأزياء والموضة التي تجعل من كل شخص باحثاً عن الجنس، وأن عليك أن تلبسي ثياباً مغرية لتحصلي على الرجل الجديد، ليس صحيحاً، هم وحدهم الذين يريدون أن يحصلوا على متعتهم الجنسية، يشجعون النساء على ارتداء مثل تلك الملابس، وليس عليك أن تظهري جسمك لتحصلي على الرجل الجديد... "3.

وقد أصدرت الشرطة البريطانية كتيباً تحت عنوان " لسلامة المرأة الشخصية " يتضمن نصائح لتجنّب الاغتصاب والنصح بعدم لبس ثياب فاضحة ومغرية والالتزام بالاحتشام4، وفي أمريكا أدت المدارس المختلطة إلى نتائج سيئة. وإلى انصراف الطلاب والطالبات عن المناهج الدراسية بشكل عام، ولذلك فقد صمم علماء التربية على فصل مدارس البنين عن البنات في المرحلتين الابتدائية والثانوية5.

في الوقت الذي تصدر فيه مثل هذه الأصوات، نرى بلداناً إسلامية تدعو إلى ما هرب منه هؤلاء الإصلاحيون.

في تركيا بالرغم من القانون الذي صدر في بداية عام 1991 وصادق عليه الرئيس التركي بشأن حرية وضع الحجاب من قبل الطالبات في جميع المؤسسات التعليمية، فإن إدارة جامعة أنقرة، قررت منع الطالبات المرتديات الحجاب الشرعي من الدخول إلى الحرم الجامعي6.

وفي بلد إسلامي اخر مصر سنة 1991.. قررت إدارة التلفزيون منع المذيعات اللاتي يظهرن على الشاشة من ارتداء الحجاب الشرعي7.

على الثقافة الغربية أن تدافع عن نفسها

الثقة بالنفس من أوّليات تقدُّم الإنسان في جميع المجالات، وكذلك من أوّليات تطور أي أمّة هي أن تحافظ على أصالتها وهويتها وتثق بدينها وقانونها وتشريعها.

وأن تحترم نفسها ولا تنهزم أمام الدِّعايات والإشاعات والمظاهر الخادعة، والمؤسف أن في أمتنا الإسلامية أناساً انسحقوا أمام الغرب، فيريدون أن يسيروا مع الغرب بكل سلبياته، وبذلك أصبحوا وأصبح معهم الكثير في موقع المتّهم والمدافع عن نفسه أمام الحضارة الغربية. فساعدوا على الانهزام النفسي للمجتمع الإسلامي.

والقائد دام ظله أراد أن يقلب الصورة ويؤكد أصالة وطهارة وكمال ديننا، ولهذا علينا أن نطمئن وعليهم هم أن يدافعوا عن أنفسهم.

يقول سماحته دام ظله: " على الغربيين أن يجيبوا على ما فعلوه بجنس المرأة، فلقد خانوا المرأة، إن التمدّن الغربي، لم يقدّم للمرأة شيئاً. وإذا كان هناك تقدم علمي وسياسي وفكري فهو للنساء أنفسهن، أينما كانت هذه الأمور فهي للنساء، في إيران الإسلامية وفي الدول الأخرى. أما الذي أقامه الغربيون ووضعت أسسه المدنية الغربية هو البناء المعوّج للتهتك، والابتذال النسوي، لقد جرّوا المرأة إلى الابتذال، ولم يصلحوا وضعها داخل الأسرة. فالصحافة ووسائل الإعلام الأميركية والأوروبية تتحدث عن مستوى عال لإيذاء النساء وتعذيبهن وتعنيفهن. إن الثقافة الغربية حول المرأة والتهتك وجرّ نساء تلك المناطق نحو الابتذال أدى إلى اضعاف الأسرة، وجعل بناء الأسرة متزلزلاً، وجعل الرجل والمرأة لا يعدّان خيانتهما داخل الأسرة أمراً مهماً جداً. أليس ذلك ذنباً؟ أليس ذلك خيانة لجنس المرأة؟ رغم تلك الثقافة يطالبون العالم أن يجاريهم في حين يجب أن يكونوا مدانين. على الثقافة الغربية أن تدافع عن نفسها في مجال المرأة، عليها أن تقدِّم توضيحات، لكن تغلّب سلطة الرأسمالية ووسائل الإعلام المستكبرة الجبّارة الغربية جعلت القضية معكوسة، فأصبحوا هم يدينون الاخر، وجعلت منهم المدافعين عن حقوق المرأة حسب قولهم وادعائهم! في حين ليس هناك شي‏ء من ذلك. نعم هناك بين الغربيين بعض المفكرين والفلاسفة والصادقين والصالحين الذين يفكرون ويتكلمون بصدق. أما ما تحدثت عنه فهي الثقافة العامة والمدنية الغربية وجنوحها ضد المرأة والإضرار بها ".

*المرأة حقوق وحرية وحجاب, سلسلة في رحاب الولي الخامنئي, نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


1- مجلة نور الإسلام، العدد الثاني، ص‏79.
2- للمراجعة، م.ن، ص‏101.
3- مجلة نور الإسلام، عدد 88 87، ص‏46.
4- ن.م، ص‏47.
5- ن.م، عدد 2، ص‏80.
6- ن.م، عدد 22 21، ص‏106.
7- ن.م، ص‏106.

2013-02-20