يتم التحميل...

دليل أدارة الإعتكاف

الإعتكاف

ما أحلى أن يتفلت الإنسان من أعباء وأثقال الحياة المادية ساعات معدودة من عمره، ليقبل بقلبه والعقل على بيت من بيوت الله تعالى، فيختلي فيه بربه، في جو مفعم بأنس الرضا والطاعة، بشفتين ظامئتين وبطن خاوٍ من علائق هذا العالم الفاني،

عدد الزوار: 64

1- تمهيد
ما أحلى أن يتفلت الإنسان من أعباء وأثقال الحياة المادية ساعات معدودة من عمره، ليقبل بقلبه والعقل على بيت من بيوت الله تعالى، فيختلي فيه بربه، في جو مفعم بأنس الرضا والطاعة، بشفتين ظامئتين وبطن خاوٍ من علائق هذا العالم الفاني، متقلباً في رياض القرآن الكريم وأدعية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيت العصمة عليهم السلام، ومبحراً في غمار الذكر والتسبيح، مقتدياً في ذلك كله برسول الرحمة والإنسانية صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان إذا دخلت العشر الأواخر من شهر رمضان "..شمر وشد المئزر وبرز من بيته واعتكف وأحيا الليل كله.."1.

في هذا الإطار وحرصاً منا على إحياء هذه الشعيرة الإسلامية - شعيرة الاعتكاف - بأحسن ما يكون الإحياء، قمنا باعداد هذا الدليل التوجيهي الذي يستهدف مساعدة المشتغلين بهذا الشأن على تخطيط وإدارة ومتابعة وتقييم الاعتكافات الرمضانية المنوي إقامتها في المناطق كافة، آملين من العلي القدير أن يوفقهم لخدمة غايات هذه السنة النبوية الشريفة وأن يجعل عملهم هذا ذخراً لهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

2- الأسباب الموجبة للاعتكاف
- وجود ضعف في الإهتمام الكاف في أوساط المسلمين عموماًً بسنّة الاعتكاف.
- غربة المجتمع الإسلامي المعاصر عن ثقافة المسجد والاهتمام به والحضور فيه.
- الاستجابة لنداءات ولي أمر المسلمين المتكررة بضرورة إحياء هذه الشعيرة الإسلامية.

3- أهداف الاعتكاف
- تعزيز الروحية الإيمانية لدى أفراد المجتمع الإسلامي.
- إيجاد فسحة روحية للتأمل و التفكر و الدعاء والمناجاة بعيداً عن الضغوطات اليومية المتسارعة.
- تفعيل الحضور في المساجد وزيادة عدد روادها لا سيما في أوقات الفجر.
- تعزيز علاقة الإخوة العاملين و التعبويين وعامة الناس بالأوراد و الأدعية و المستحبات لا سيما صلاة الليل.
- تزويد المشاركين بشحنة روحية طويلة الأمد في مواجهة مغريات المعاصي ومشاكل الحياة.
- تعزيز علاقة المشاركين بالقرآن الكريم.
- تعزيز علاقة المشاركين بصلاة الفجر ومستحبات ما بين الطلوعين.

4- مفهوم إدارة الاعتكاف
إدارة الاعتكاف هي عملية الاستفادة القصوى من الموارد المعنوية والمادية والبشرية والزمنية المتاحة للاعتكاف لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف الروحية والمعنوية على مستوى المشاركين والبيئة المحيطة.

5- مدير الاعتكاف
مدير الاعتكاف هو الشخص الناظم لأنشطة وفعاليات الاعتكاف والمتابع لمجرياته تفصيلياً والمسؤول عن توفير كل أسباب ومتطلبات تحقيق الاعتكاف لأهدافه المرسومة له وبالتعاون والتكامل مع كافة الجهات والأطراف المعنيين بهذه الشعيرة ووفق السياسات والأنظمة المعتمدة.

6- أدوار مدير الاعتكاف
التخطيط التفصيلي لفعاليات الاعتكاف.
تكوين وإدارة وتقييم لجنة إدارة الاعتكاف.
الإشراف على تأمين كافة الاحتياجات اللوجستية والمادية للاعتكاف ووفق السياسات والضوابط وبمواصفات جودة عالية.
الإشراف على تجهيز وتهيئة وحسن اختيار مكان الاعتكاف.
الإشراف على عملية استقبال وتوزيع ومغادرة المشاركين في الاعتكاف.
المتابعة اليومية لبرنامج الاعتكاف القبلي والاثنائي والتأكد من حسن تطبيقه.
تقييم مجريات الاعتكاف و الحصول على تغذية راجعة عنه.
توثيق كافة المعلومات المتعلقة بمجريات وتقييم الاعتكاف وتحليلها ورفع توصيات بشأنها إلى المعنيين.

7- وظائف مدير الاعتكاف

أ- التخطيط:
تُعد وظيفة التخطيط الوظيفة الأم بالنسبة لكل وظائف العملية الإدارية الأخرى، ومن هنا أولى الإداريون هذه الوظيفة
موقعها ومكانها في مجمل العمليات الإدارية حتى قال بعضهم (إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل).

من هنا أخي المدير يقع على عاتقك حمل عبء هذه الوظيفة الحيوية بالنسبة لإدارة الاعتكاف ككل وايلائها الأهمية المتناسبة معها وهذا ما يتطلب منك:
1- دراسة بيئة الاعتكاف
يقصد بالبيئة المحيط المادي والمعنوي الذي تجري فيه فعاليات الاعتكاف، سواء كان ذلك المحيط في البيئة القريبة أي داخل المسجد أو في البيئة الخارجية القريبة والبعيدة أي داخل القرية والمحلة وفي البلد عموماً، وهذه الدراسة تتطلب الفهم الدقيق للعوامل المساعدة على نجاح الاعتكاف وتحقيق أهدافه والعوامل التي قد تسهم سلباً في إفشاله وإجهاض أهدافه. وهذا يتطلب دراسة عناصر البيئتين المادية والمعنوية و التي تشمل:

أ- مكان الاعتكاف (سعته وموقعه).
ب- الشروط الصحية لمكان الاعتكاف.
ج- الظروف المادية لمكان الاعتكاف.
د- بعده عن مصادر الضوضاء والضجيج والإزعاج.
هـ- توفر الإضاءة والتهوئة والتبريد والتدفئة فيه.
و- توفر المياه و المرافق الصحية الصالحة.
ز- وجود قَيِّم مؤهل ومقتدر على إدارة المسجد وتسيير شؤونه.
ح- توفر متطلّبات الأمن والحماية للمقيمين في الاعتكاف.
ط- وجود إمام مسجد أو مبلّغ مؤثر وفاعل.

2- دراسة المناخ العام المحيط
المناخ العام المحيط يقصد به الرأي العام الموجود في المحلة أو القرية التي يقام فيها الاعتكاف حول هذا النوع من النشاط الديني ويشمل التشجيع والمساندة والتعاون والتقبل وما إلى ذلك مثل:

أ- تشجيع البيئة المحيطة لا سيما فعاليات القرية أو المحلة على هذا النوع من النشاط وعدم وجود معارضة له.
ب- وجود بيئة إجتماعية هادئة وخالية من النزاعات والتوتّرات.

وهذا ما يفرض على القيمين على اقامة الاعتكاف وجوب صناعة هذا المناخ في القرية أو المحلة في حال عدم وجوده قبل اقامة هذا النوع من النشاط.

3- الفهم الشرعي العميق لمنطلقات الاعتكاف
إن الفهم الشرعي العميق لمنطلقات الاعتكاف يتطلب إدراكاً شرعياً فقهياً وأخلاقيا تربوياً واعياً للمقاصد التي أرادها الشارع المقدس من هذه الشعيرة الإسلامية. وهذا ما يفرض على القيمين على إقامة هذه الشعيرة الإسلامية وإدارة فعالياتها:

أ - الاطلاع التفصيلي على الأحكام الفقهية المتعلقة بالاعتكاف.
ب - الاطلاع التفصيلي على آداب وسنن الاعتكاف من الكتب الأخلاقية المعتبرة.
ج - الاطلاع على توجيهات ولي أمر المسلمين دام ظله بشأن الاعتكاف.

4- المشاركة في التخطيط
ينبغي على القيمين على إدارة الاعتكاف اعتماد نمط التخطيط بالمشاركة لضمان نجاح الاعتكافات التي يقيمونها وذلك عبر إشراك مختلف أطراف هذا النشاط في التخطيط له، ويمكن الوصول إلى ذلك من خلال تشكيل لجنة معنية بالتخطيط المسبق للاعتكاف و التحضير لأنشطته ويمكن أن تحتوي هذه اللجنة على:

أ- إمام المسجد المنوي إقامة الاعتكاف فيه.
ب- الأخ المتابع والذي يقام الاعتكاف في نطاق إشرافه.
ج- المندوب الثقافي في القرية أو المحلة.
د- المسؤول الثقافي في القطاع الجغرافي الذي يقام فيه الإعتكاف.
هـ- خادم المسجد.
و- عينة ممثلة من المصلين ورواد المسجد الفاعلين والذين يمتلكون نضجاً اجتماعياً وثقافياً.

5- مراحل العملية التخطيطية
لضمان الوصول الدقيق إلى أهداف الاعتكاف ينبغي الالتزام بأصول التخطيط السليم له وذلك عبر تطبيق مراحل العملية التخطيطية المعروفة على حالة الاعتكاف وإعداد تقرير خطة يشمل:

أ- الأسباب الموجبة للاعتكاف.
ب- أهداف الاعتكاف مصاغة صياغة علمية دقيقة.
ج- السياسات الحاكمة على مختلف فعاليات الاعتكاف من لحظة التخطيط له إلى لحظة رفع التقرير التقييمي حوله.
د- سلسلة الإجراءات التفصيلية المتعلقة به.
هـ- القواعد الحاكمة على مجريات الاعتكاف.
و- البرمجة الزمنية للاعتكاف وجدولة مختلف الإجراءات وفق تتابعها الزمني.
ز- قائمة الموارد والاحتياجات المطلوبة لإتمام الاعتكاف وضمان نجاحه أهدافه وتشمل:

الموارد البشرية (كماً ونوعاً)
الموارد المادية (كماً ونوعاً)
الموارد المعنوية (المعلومات – الدراسات - الإحصاءات – المناخ الاجتماعي..).

ح- الموازنة التقديرية المطلوبة للاعتكاف.
ط- الخطط العلاجية لمواجهة الطوارئ المحتملة.
ب- التحضير:

1- إعداد البرنامج اليومي والعام
يجب أن يشمل برنامج الاعتكاف الفترات التالية:

أ- وقت أداء أو قضاء الصلوات
ب- وقت المناجاة والدعاء
ج- وقت تلاوة المصحف الشريف
د- وقت التأمل والتفكر
هـ- وقت الدراسة والبحث
و- وقت المطالعة
ز- وقت النوم
ح- وقت الطعام
ط- وقت النظافة

ويمكن لنا في هذا الإطار اقتراح نموذج برنامج يمكن اعتماده:

الوقت

اليوم الاول

 

صلاة الفجر

 

تعقيبات الصلاة

 

دعاء العهد ودعاء الصباح

 

أذكار ما بين الطلوعين

 

فترة النوم الأولى

 

مباحثة ما قبل صلاة الظهر(فقه وعقائد)

 

نوافل الظهر

 

صلاتي الظهر والعصر وتعقيباتهما

 

موعظة ما بين الصلاتين

 

قضاء الصلاة

 

مجلس عزاء حسيني

 

قيلولة ما بعد الظهر

 

فقرة التلاوة القرآنية

 

دعاء العديلة +زيارة عاشوراء

 

صلاتي المغرب و العشاء ونوافلهما وتعقيباتهما

 

الإفطار ومستحباته

 

دعاء الافتتاح وتوابعه

 

فترة التأمل والتفكر

 

فترة المطالعة

 

فترة النوم

 

دعاء أبي حمزة الثمالي أو دعاء البهاء

 

صلاة الليل

 

مناجاة أمير المؤمنين في مسجد الكوفة

 

نافلة الفجر

 

الوقت

 

اليوم الثاني

 

صلاة الفجر

 

تعقيبات الصلاة

 

دعاء العهد ودعاء الصباح

 

أذكار ما بين الطلوعين

 

فترة النوم الأولى

 

مباحثة ما قبل صلاة الظهر(فقه وعقائد)

 

نوافل الظهر

 

صلاتي الظهر والعصر وتعقيباتهما

 

موعظة ما بين الصلاتين

 

قضاء الصلاة

 

مجلس عزاء حسيني

 

قيلولة ما بعد الظهر

 

فقرة التلاوة القرآنية

 

دعاء العديلة +زيارة عاشوراء

 

صلاتي المغرب و العشاء ونوافلهما وتعقيباتهما

 

الإفطار ومستحباته

 

دعاء الافتتاح وتوابعه

 

فترة التأمل والتفكر

 

فترة المطالعة

 

فترة النوم

 

دعاء أبي حمزة الثمالي أو دعاء البهاء

 

صلاة الليل

 

مناجاة أمير المؤمنين في مسجد الكوفة

 

نافلة الفجر

 

الوقت

 

اليوم الثالث

 

صلاة الفجر

 

تعقيبات الصلاة

 

دعاء العهد ودعاء الصباح

 

أذكار ما بين الطلوعين

 

فترة النوم الأولى

 

مباحثة ما قبل صلاة الظهر(فقه وعقائد)

 

نوافل الظهر

 

صلاتي الظهر والعصر وتعقيباتهما

 

موعظة ما بين الصلاتين

 

قضاء الصلاة

 

مجلس عزاء حسيني

 

قيلولة ما بعد الظهر

 

فقرة التلاوة القرآنية

 

دعاء العديلة +زيارة عاشوراء

 

صلاتي المغرب و العشاء ونوافلهما وتعقيباتهما

 

الإفطار ومستحباته

 

دعاء الافتتاح وتوابعه

 

فترة التأمل والتفكر

 

فترة المطالعة

 

فترة النوم

 

دعاء أبي حمزة الثمالي أو دعاء البهاء

 

صلاة الليل

 

مناجاة أمير المؤمنين في مسجد الكوفة

 

نافلة الفجر


2- تأمين المتطلبات المادية واللوجستية
ويشمل هذا الإجراء تأمين:
التجهيزات الفردية الخاصة بكل معتكف (فراش النوم مخدة- شرشف أو بطانية).
الإفطار اليومي وفق الشروط الصحية.
السحور اليومي وفق الشروط الصحية.
أدوات الطعام البلاستيكية.
مواد التنظيف والاستحمام.
البرادي والقواطع التي تعزل مكان مبيت المعتكفين عن فناء المسجد.

3- تأمين البيئة المعنوية المناسبة (المناخ الروحي)
ويشمل هذا الإجراء:

ضبط البيئة العامة للمسجد بحيث لا يزعج المعتكفون رواد المسجد ولا يزعج رواد المسجد المعتكفين.
عدم القيام بأنشطة مسجدية عامة تؤثر سلباً على جوّ الاعتكاف داخل المسجد.
تجنب الاجتماعات والجلسات واللقاءات العامة في المسجد خلال فترة الاعتكاف.
الحرص على النظافة والهدوء والسكينة والترتيب داخل المسجد.
عزل أمكنة مبيت المعتكفين عن فناء المسجد بواسطة قواطع او برادي.

4- الدعاية والتسويق
ينبغي بالقيمين على الاعتكاف العمل قبل وقت معتد به على الترويج للاعتكاف وحض المؤمنين على المشاركة فيه وبيان فوائده وآثاره الفردية والاجتماعية وذلك من خلال:

أ- توزيع منشورات ومواد ترويجية للإعتكاف على عامة الناس.
ب- تعليق بوسترات ترويجية.
ج- تعليق يافطات ترويجية أمام المسجد المنوي الاعتكاف فيه.
د- تحديد وسيلة اتصال وتسجيل في الاعتكاف.
ه- الإعلان عن الاعتكاف عبر وسائل الإعلام.
و- حث المؤمنين على المشاركة فيه
ز- تكوين رأي عام مشجع من خلال الدروس الثقافية والمواعظ التي تحث على الاعتكاف.

5- التسجيل والقبول
من المفترض إقامة مكتب فرعي داخل المسجد أو بجانبه أو تحديد رقم هاتف شخص معني بملء طلبات المشاركة في الاعتكاف وتسجيل الأسماء وإعطاء أولوية المشاركة لمن يتقدم بطلبه أولاً.وينبغي أن يشتمل الطلب على المعلومات التالية:
المعلومات الشخصية عن المشارك: الاسم والسكن ووسيلة الاتصال.
الوضع الصحي تفصيلاً.
دوافع المشاركة.
تطلعاته من وراء مشاركته في الاعتكاف.

6- التنسيق والعلاقات
وتتطلب هذه الوظيفة القيام بحملة من العلاقات العامة التي من شأنها الإسهام في إنجاح الاعتكاف وتحقيق أهدافه المرجوة وذلك عبر:

التواصل الفاعل والجاد مع فعاليات البلدة- القرية- المحلة من المؤمنين و ذوي التأثير.
التواصل الفاعل مع إمام المسجد المنوي إقامة الاعتكاف فيه وإشراكه في وضع التصور العام حوله ودعوته للاعتكاف.
التواصل الفاعل مع الأخوة المتابعين والذين يقام الاعتكاف في نطاق إشرافهم والتنسيق التفصيلي معهم.
تشكيل لجنة استشارية بغية تقديم النصائح والإرشادات والمساعدة في إنجاح الاعتكاف.
التواصل مع المصلين ورواد المسجد وحثهم على المشاركة و الإسهام في إنجاح الاعتكاف.

7- سلامة المشاركين في الإعتكاف
تتطلب هذه المهمة من القيمين على إدارة الاعتكاف التنسيق مع الجهات المعنية بهذا الشأن وتطبيق كافة الإرشادات و التوجيهات التي تطلب منهم بدقة وحرفية عالية ضماناً لسلامة مكان الاعتكاف و المشاركين فيه وتشمل هذه الإجراءات:

أ- محيط مكان الاعتكاف.
ب- الداخلون والخارجون من مكان الاعتكاف و الانتباه إلى أي تصرف أو حركة مشبوهة.
ج- مداخل ومنافذ مكان الاعتكاف.
د- متابعة تفاصيل المستجدات و الملاحظات والإجراءات اليومية مع المعنيين بسلامة المنشآت والأفراد.
ج - التنفيذ:

1- الاستقبال والتوزيع
عند حضور المشاركين لمباشرة الاعتكاف ينبغي على المكلفين باستقبالهم مراعاة التالي:

أ- البشاشة والدماثة وحسن التصرف معهم.
ب- الترحيب والثناء.
ج- تخفيف وطأة أعباء المشاركة عن كاهلهم.
د- إعطائهم التوجيهات و الإرشادات اللازمة بشأن مكوثهم في المسجد والأمور التي يجب عليهم مراعاتها.
هـ- تذكيرهم بفضل وثواب الاعتكاف.
و- تذكيرهم بالأحكام الشرعية للاعتكاف.
ز- تعريفهم بأعضاء لجنة الاعتكاف ومهمة كل فرد فيها.
ح- تعريفهم على مرافق ونواحي المسجد.
ط- تزويدهم بمتطلبات مبيتهم في المسجد.
ي- توزيعهم على أمكنة مبيتهم وإقامتهم.
ك- تعريفهم بتفاصيل برنامج الاعتكاف خلال فترة إقامتهم في المسجد.
ل- إبلاغهم بآلية التواصل و المراجعة عند حدوث أي مشكلة أو طارئ.

2- متابعة إجراءات البرنامج
يتطلب برنامج الاعتكاف متابعة تفصيلية وحثيثة بحيث لا يتعرض البرنامج المرسوم أصلا لإشكاليات وعوائق تمنع تطبيقه وهذا يمكن ضمانه من خلال حسن التخطيط والإدارة، فضلاً عن الحضور الدائم والمباشر للقيمين على إدارة الاعتكاف في مكان الاعتكاف وهذا يلزم الجهة القيمة بجملة أمور:

أ - التقييم الأثنائي المباشر والدائم لكل فعالية من فعاليات الاعتكاف.
ب - إدخال التعديلات اللازمة و الضرورية على البرنامج لحظة بلحظة عند وجود أي تعثرات.
ج - مناقشة مجريات الاعتكاف مع المشاركين والمخططين يوماً بيوم.
د- الاطلاع على انطباعات المحيط و الحضور المسجدي حول أجواء الاعتكاف.
هـ- الحرص على التطبيق الدقيق لعناوين البرنامج والالتزام التام بالمواعيد المقررة وعدم التهاون والتأخير.
و- الاتفاق مع قراء وخطباء دقيقين ومهتمين.
ز- تجنب التفويض غير الضروري والمتابعة المباشرة لمجريات البرنامج.

3- معالجة المشكلات الطارئة
عند حدوث أي مشكلة تؤثر سلباً على سير الاعتكاف ينبغي التدخل الحاسم و المباشر لمعالجتها وعدم التسويف او المماطلة في متابعتها، وينبغي اطلاع المشاركين على حيثيات المشكلة والمدى الذي وصلت إليه جهود معالجتها لحظة بلحظة وعدم ترك مجال للتخمين و التأويل ونشر القلاقل و البلبلة في صفوف المعتكفين.
هذا ومن المفترض إذا كانت العملية التخطيطية التي قام بها مدير الاعتكاف مكتملة العناصر أن يكون قد لحظ فيها المشكلات المتوقع حدوثها و الإجراءات العلاجية المفترض اعتمادها عند وقوع ذلك.

4- التقييم الأثنائي
المقصود بالتقييم الاثنائي هو عملية قياس مدى تحقق الأهداف المرسومة للاعتكاف لحظة بلحظة، أي التأكد بأن ما تم التخطيط له يتم تحقيقه فعلاً من خلال المتابعة الحثيثة والمواكبة المباشرة لفعاليات الاعتكاف من قبل إدارة الاعتكاف ومن خلال الاعتماد على جملة مصادر أهمها الانطباعات التي يقدمها المشاركون في الاعتكاف عند انتهاء كل فقرة منه مباشرة.

5- إدخال التعديلات الضرورية
من المفترض وعند تجمع مجموعة معطيات معينة حول سير البرنامج ومدى سلامة تطبيقه ووجود إشكاليات تستدعي التدخل و العلاج أن يتم ذلك بشكل فوري وسريع. فالبرنامج بطبيعة الحال ليس مقدساً وهو قابل للتعديل بما يتلاءم مع تحقق الأهداف وبالتالي فمن الضروري إدخال هكذا تعديلات ضرورية.

د- التقييم:
التقييم عملية مستمرة تتضمن وظيفتين أساسيتين هما التقييم والتقويم.
والمقصود بالتقييم هو استكشاف الانحرافات الحاصلة في البرنامج والأهداف المرسومة له والتقويم هو عملية تصحيح هذه الانحرافات وإعادة الأمور إلى نصابها.
وهذا يفرض على القيمين على إدارة البرنامج إجراء التقييم على مراحل ثلاث:

تقييم قبلي: يشمل مراجعة الخطط وجداول الإجراءات وفقرات البرنامج المقررة والتأكد من صلاحيتها للتطبيق وعدم افتقارها إلى عناصر النجاح الضرورية وذلك قبل البدء بالتنفيذ.

تقييم أثنائي: وقد مر الحديث عنه سابقاً.

تقييم بعدي: ويشمل عملية التأكد من وصول البرنامج المقرر للاعتكاف إلى أهدافه المرسومة ومدى تحقق هذه الأهداف لدى المشاركين فيه سواء على المستوى المعرفي أو المهاراتي أو الموقفي، إضافة إلى عملية التحقق من الانطباعات التي تركها البرنامج لديهم.

وهذا يلزم إدارة البرنامج القيام بالتالي:
أ- إعداد أدوات تقييمية مناسبة من استمارات ونماذج وروائز وغيرها وذلك بغية الحصول على:
تغذية راجعة من المشاركين
تغذية راجعة من الإدارة
تغذية راجعة من الحضور المسجدي
تغذية راجعة من إمام المسجد
ب- عقد جلسة تقييمية
ج- إعداد تقرير تقييمي
د- إصدار توصيات مستقبلية.

8- عناصر أساسية في نجاح الاعتكاف
أ- التكامل بين أطراف النشاط
إن العمل الفريقي ضمانة حاسمة في نجاح أي عمل والوصول إلى النتائج المرجوة منه، ويتطلب العمل الفريقي وجود روح الفريق وشعور الجميع بأن الخسارة و النجاح من نصيب كل فرد ويتطلب أيضاً الشراكة في التخطيط لأن الشراكة في التخطيط ترتب على الفرد مسؤولية الإسهام في نجاح العمل باعتباره شريكاً فيه.
هذا فضلاً عن وجود روح الجماعة والحس الأخوي بين فريق العمل.

ب- حسن التخطيط والتحضير
ينبغي أن يضع القيمون على الاعتكاف جهدهم في حسن التخطيط له وفي اعداد تصور تفصيلي عن مجرياته(سيناريو واقعي) بحيث لا تترك شاردة ولا واردة الا ويشملها مشروع الخطة المعد وهذا ما يضمن سلامة التنفيذ الى جانب المتابعة الحثيثة والمراقبة الفعالة.

ج- القيمون على الإدارة
إن وجود قائد ومدير ومدبر يمتلك المواصفات القيادية اللازمة كحسن التقدير والقدرة على التنبؤ واتخاذ القرار والحسم والمبادرة والتفهم والمعرفة الواعية والعميقة والعدالة والإيمان بالهدف والثقة بالمرؤوسين والقدرة على التفويض وسعة المعرفة والاطلاع وحسن تقدير المواقف والتوكل على الله والإيمان بالغيب لهو أمر حاسم في نجاح إدارة الاعتكاف لذا ينبغي ايلاء العناية الكافية لاختيار الشخص القيّم على إدارة الاعتكاف وترؤس فريق العمل المعني به.

د- الاحتياجات اللوجستية المناسبة
من المسلم به أن من يأتي للمشاركة في الاعتكاف قد وطن نفسه على الإعراض عن القضايا المادية و المشاغل اليومية للحياة ولكن توفير ظروف مادية صالحة للمعتكف يسهم في تفريغه للعبادة وزيادة توجهه القلبي نحو الأهداف المعنوية والروحية للاعتكاف.

هذا ولا يمكن إغفال الثواب الجزيل المترتب على حسن الاهتمام والرعاية للمعتكفين وتأمين متطلباتهم واحتياجاتهم ما يجعل من يسهم بهذا العمل شريكا في أجر الاعتكاف وثوابه.

وعليه ينبغي التدقيق في طبيعة المتطلبات المادية واللوجستية للاعتكاف ومدى حاجة المعتكفين إليها وحسن استفادتهم منها وجودة المواصفات التي تتمتع بها.

هـ- الحملة الإعلامية المركزة
لا بد من إعادة التذكير بأهمية الحملة الإعلامية المركزة التي تروج للاعتكاف وتشجع على المشاركة به وضرورة القيام بها على أسس علمية صحيحة ومن قبل متخصصين وذوي خبرة يمكن الاستعانة بهم في هذا المجال. لما تتركه هذه الحملة من أثر طيب على تحضير البيئة الاجتماعية الحاضنة للاعتكاف لحسن التعامل معه كظاهرة دينية ومن أثر تشجيعي على شرائح المجتمع الإيماني بما يدفعها للمشاركة الفاعلة في فعالياته لا سيما شريحة الشباب والأحداث.

9- توجيهات الإمام الخامنئي دام ظله حول الإعتكاف
الآلاف من شبابنا قصدوا المساجد في مختلف أنحاء البلاد واعتكفوا فيها، بأفواهٍ صائِمة وبطونٍ خاوية وشفاه عطشى، يتضرّعون إلى الله تعالى ويناجونه في هذا الجوّ الحارّ، هذا شيءٌ قيّمٌ جِداً.

الإعتكاف الذي يمارسه الشباب هو في الحقيقة إختلاء بالله... إنّه عمل فرديّ أكثر منه عملاً جماعياً، إيجاد صلة بالله.
لتكن البرامج الجماعية في مراكز الإعتكاف بحيث لا تؤثر سلباً على لذة الإختلاء بالله والإرتباط الفردي والقلبي به.

ليُفسِح القيّمون على إدارة الإعتكاف المجال ويُعطوا الوقت ويدعوا هؤلاء الشباب يتلون القرآن ونهج البلاغة والصحيفة السجّادية. إنّني أوصي بالصحيفة السجّادية خصوصاً في أيام الإعتكاف هذه.

الصحيفة السجّادية هذه كتابٌ معجزٌ حقاً، لينتفعوا من هذه المعارف المبثوثة في أدعية الإمام علي بن الحسين عليهما السلام ويقرأوها ويتأمّلوها، إنّها ليست أدعية وحسب، بل هي دروس2.

خاتمة
هوذا القلب قد شرع شغافه ناحية بيت الله، وعلى الأعتاب عتاب شوق وغربة وهجران، وبين جنبات البيت يفوح عطر الجنة، وفي أرجائه يصدح نداءٌ من عليين أن هلموا، ألقوا مراسي سفنكم هاهنا عند هذا الشاطئ، وعلى رمله أفردوا أكف الضراعة والتذلل، ﴿ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ3.

عساه بعد حين يفتح باب الوصل وعساها زيتونة الطور تنطق: "أن طوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي ألا على المزور كرامة الزائر ألا بشر المشائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة".

نسأل العلي القدير أن يتقبل عملكم يا من بذلتم أنفسكم في سبيل خدمة المعتكفين في بيوت الله، راجين منه عز وجل أن يعيننا وإياكم على حسن الخدمة وتوفيق الرعاية لضيوف الله انه ولي الإحسان والله من وراء القصد

* دليل ارادة الاعتكاف، سلسلة ادلة الاحياءات، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


1- الإقبال1/71- 72.
2- كلمة الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة 13 رجب - 17/7/2008 م.
3- البقرة: 125.

2014-07-22