يتم التحميل...

النراقي والتفاحة

هكذا تكون سعيداً

إذ يروي أن شاباً مؤمناً كان يمشي قرب بستان تفاح، فوجد تفاحة على الطريق وكان جائعاً فأكله، ثم التفت متسائلاً عن مدى شرعيّة العمل الذي قام به، وقرّر أن يتسامح من صاحب البستان، فذهب إليه طالباً منه المسامحة،

عدد الزوار: 19

وأختم ما يتعلّق بهذا البند الثالث من برنامج التوبة بقصة لطيفة تتعلّق بوالد أحد كبار علماء الأخلاق وهو صاحب جامع السعادات.

إذ يروي أن شاباً مؤمناً كان يمشي قرب بستان تفاح، فوجد تفاحة على الطريق وكان جائعاً فأكله، ثم التفت متسائلاً عن مدى شرعيّة العمل الذي قام به، وقرّر أن يتسامح من صاحب البستان، فذهب إليه طالباً منه المسامحة، ورغم أن صاحب البستان كان يمتاز بأخلاق حسنة إلا أنّه أجابه قائلاً:كانت التفاحة من بستاني فإني اسامحك إلا أنّ هناك بستاناً آخر يقع في الناحية الأعلى من بستاني ويمكن أن تكون
التفاحة قد سقطت من ذلك البستان.

وبعد سؤال ذلك الرجل عن صاحب البستان الأعلى تبيّن أنه في مدينة أُخرى بعيدة جداً. فما كان من ذلك الشاب المؤمن إلا أن سافر إلى تلك المدينة سائلاً عن صاحب البستان، ليلتقيه قاصاً عليه ما جرى معه.

وهنا كانت المفاجأة، إذ قال صاحب ذلك البستان: إن كانت التفاحة من بستاني فأنا لا أسامحك إلا بشرط، فسأله الشاب: وما هو شرطك؟ أجابه: لديَّ ابنة عمياء صمَّاء بكماء، فإن قبلت أن تتزوجها أسامحك.

ولأن همّ الشاب وقضيته الأساسية هو أن يسامحه صاحب التفاحة ليبرئ ذمته أمام الله تعالى قبل بذلك الشرط.

وفعلاً عقد الأب قران ابنته على الشاب، وكانت المفاجأة في اللقاء الأول بينه وبين الفتاة، إنها لا تشكو من أية عاهة، بل هي أجمل وأكمل فتاة في تلك المدينة.

وكان أبوها يريد أن يزوِّجها ممن يثق بإيمانه فرأى ذلك في الشاب المؤمن، فكان الزواج المبارك ليلدا العلاّمة النراقي أستاذ الأخلاق عند الشيعة.


* كتاب هكذا تكون سعيداً، سماحة الشيخ أكرم بركات.

2014-08-25