يتم التحميل...

مقابلة السيد حسن نصر الله مع قناة صوت الأهواز

2015

مقابلة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع قناة صوت الأهواز

عدد الزوار: 20

مقابلة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع قناة صوت الأهواز 08-10-2015

للجمهورية الإسلامية الدور الحاسم في إنهاء "إسرائيل الكبرى" و "إسرائيل العظمى"


المحاور الرئيسية
• السعودية تريد أن تخترق الجهورية الإسلامية بعرب الأهواز
• "فضائية الأهواز" تقوم بدورها في الدفاع عن الإسلام الأصيل
• لولا الجمهورية الإسلامية لذهب "داعش" بالإسلام الأصيل
• السعودية تستهدف الإعلام الصادق لخوفها من ظهور الحقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد، أحبّائي المشاهدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشاهدي ومتابعي قناة الأهواز الفضائية دمتم لنا مشاهدين من أنحاء العالم الإسلامي ومن محافظتنا الحبيبة، محافظة خوزستان، محافظة الولاء، محافظة التّشيّع.كم أنا سعيد أحبّائي المشاهدين وهنا في محضر سيّد المقاومة، البطل المجاهد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله لبنان. وكم أنا سعيد أن أمثّل شعبنا الحبيب ، الشعب الأهوازي، شعب عليّ بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام من محافظة خوزستان، وكذلك شعب الإمام الرّاحل الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه والقائد المفدّى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنائي دام ظلّه الوارف.حيّاكم الله، وأهلاً ومرحباً بكم في تغطية جديدة وحلقة خاصة وفريدة من نوعها، من لبنان – بيروت.إذاً أحبّائي المشاهدين، بإسمي وإسمكم، إسمحوا لي أن أرحّب بسماحة السيد الأمين العام لحزب الله لبنان السيد حسن نصر الله. شكراً لإتاحة الفرصة سيّدنا الجليل، وشكراً للوقت طبعاً ونعرف أنّه ليس من السّهل أن تلتقي بكم قناة، هذه نعرفها بالكامل، لكن نعرف مدى حبّكم للشعب الإيراني وبالذّات الشعب الأهوازي بالذّات، نعرف هذا الشيء.أحمل لكم سلام أهالي الأهواز، وأهالي محافظة خوزستان، ويسلام آية الله السّيد علي الموسوي الجزائري,الكلام لكم.

تحية ود واحترام إلى أهالي خوزستان
- أهلاً وسهلاً بكم، بسم الله الرحمن الرحيم، أيضاً أنا أعبّر عن سعادتي بهذا اللقاء، وأعتبر أنّ اللقاء مع قناتكم هي فرصة طيّبة ومباركة إن شاء الله،لتوجيه الخطاب والتحدّث مع هذا الجزء العزيز من أُمّتنا سواءً في خوزستان، والشّعب الأهوازي، وكذلك الشّعب الإيراني المسلم والمجاهد والثّائر والعظيم. والتّحية لكم جميعاً، أيضاً نحن نبادلكم نفس مشاعر الحب والودّ والإحترام.

شكراً جزيلاً.مدينة الأهواز أي محافظة خوزستان عندهم لون من الشّعر معروف، يعني معروفون بشعر الأبوذية، فأحببت في البداية أن أرحّب بكم بهذا البيت:
نسلكم من نسل طيّب وسادة وفضلكم ما إله روفة
وسادة جهل منكم غلق بابه وسدّه ...

تبريك بعيد الغدير وتعزية بضحايا فجيعة مِنى
طبعاً بالمناسبة سيّدنا الجليل، ولو سماحتكم تعرفون مدى حبكم في محافظة خوزستان أي مدينة الأهواز، هذا الشق لا أريده، لكن للتأكيد، أحب أن أؤكّد على هذا الشيء في كل بيت في الأهواز تدخل قبل ما أن تجد صورة السيد حسن نصر الله في البيت، تلقاه في القلوب موجودة.وأتذكّر في تموز 2006 إنتصار المقاومة، شعراء الأهواز قاموا بتأليف قصائد وشاركوا الإحتفاليات، وأتذكّر هذه المفردة تتردد الآن أن حزب الله هم الغالبون، كانت في معظم قصائدهم موجودة ماذا تخاطبون الشّعب الأهوازي الآن؟

ــ طبعاً بعد التحيّة والسلام، هي هذه الأيام، أيام عزيزة ومباركة، أيام عيد الغدير، هذا العيد العظيم هو عيد الإسلام وعيد لولاية. كان بودّنا أن نتحدّث بفرح عن هذا العيد لكل المسلمين ولأهلنا في الأهواز وفي خوزستان، لكن للأسف الشديد ما جرى في عيد الأضحى المبارك من مآساة، وما أدّى إليه من أحزان وآلام، حوّل الأفراح إلى مناسبة للعزاء.فأنا أبدأ بأن أوجّه وأعبّر عن مواساة ومشاعر التعزية والعزاء لشعبنا الإيراني العزيز لأنه - بحسب المعطيات الأخيرة- الحظّ الأوفر للأسف الشديد من الإحصائيات أن العدد الأكبر كان من إخواننا وأخواتنا الحجاج الإيرانيين.فنحن طبعاً نتقدّم بمشاعر العزاء للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف فهو صاحب العزاء، لنائبه بالحقّ سماحة الإمام السيد علي الخامنئي دام ظلّه الشريف، ولمراجعنا الكبار والعظام، ولعلمائنا الأجلّاء، ولعائلات الحجّاج وللشّعب الإيراني العزيز فرداً فرداً، وكذلك لكلّ المسلمين في العالم لأن هذه المصيبة أصابت كل الشعوب الإسلامية في العالم على تفاوت في عدد الضحايا والمفقودين.فأحببت أولاً، مع الإشارة إلى التبريك بهذا العيد، أن نقف عند هذه المناسبة وهذه ليست المرّة الأولى التي يحولون فيها أعيادنا وأفراحنا إلى مآسي وأحزان.

وأنا أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق أهلكم وشعبكم لمواصلة الطريق الذي بدأوه منذ عشرات السنين مع سماحة الإمام الخميني المقدّس الراحل، لأن المعركة ما زالت قائمة ولأن الأهداف التي قام من أجلها هذا الشعب لم تتحقّق بالكامل وأنّما تحتاج إلى مزيد من الجهود والتضحيات والصّبر والمعاناة من أجل أن تتحقق، ولأن الإستهداف للإسلام والمسلمين وللأمة ولشعوب المنطقة من قبل المستكبرين وأدواتهم وعملائهم في المنطقة، الذين يزدادون جرأةً وتوحشاً في عدوانيتهم وفي شيطنتهم، الأمور بحاجة إلى أن نبقى جميعاً في الميدان وأن نتحمّل المسؤولية. أنا لا أريد أن أختصر كل ما أريد أن أقوله في المقدمة وإنما أترك إن شاء الله بعض النقاط أشير إليها في الحوار.

شكر لأهالي الأهواز على مشاعر المحبة الشخصية
- في البداية سيد نحن أحببنا أن ننقل سلام أهلي الأهواز ومحبتهم بالنسبة لسماحتكم واقع الأمر، وعندما يكون خطاب لسماحة السيد حسن نصر الله يكون خطاب مباشرةً خاصة قناة الأهواز الفضائية تكون سبّاقة بهذا الشيء، جميع البرامج المباشرة حتى لو كانت نشرة أخبار تتوقف ويبدأ الخطاب وهذا يدل على محبتنا بالنسبة لسماحتكم وهذا واجب.
أنا أشكركم على هذه المحبة وحسن الظّن.
- كل أهالي الأهواز.
أنا أشكرهم جميعاً.

- سيدنا الجليل هناك سؤال يتردد ربما المشاهد والمتلقّي يحب أن يعرف هذا السؤال. السعودية، تصرف الملايين أو الدولارات أو المليارات ونحن لا نبالغ إذا قلنا المليارات من أجل أن تغيّر مسار الشعب الأهوازي بالضبط، لكن الشعب عاهد الإمام الراحل رضوان الله تعالى عليه وعاهد الإمام الخامنئي، القائد المفدّى للثورة الإسلامية، ونستدلّ بكلام الإمام القائد الخامنئي قال: " إنّ الأهواز وجبل عامل هما المصدران الوحيدان للتشيّع"،كلمة علّقناها على معالم أستار الأهواز، على جسرها الهلالي وعلى النخيل الشامي. ماذا تريد السعودية بالضبط حيث تغيّر مسار الشعب الأهوازي للإستكبار والصهاينة، إليها بالضبط؟ ماذا تريد من المنطقة بالذّات؟

المملكة العربية السعودية أنفقت مليارات الدولارات لمحاربة إيران
هذا النظام، نظام آل سعود منذ قيام المملكة في عهدها الثالث كما يقال، هذا النظام له وظيفة، من المعروف أن النظام السعودي يعود بالفضل في تأسيسه إلى البريطانيين وما كان لهذا النظام أن يقوم، وما كان للملك المؤسس أن ينتصر في حروبه المختلفة والمتنوعة سواءً على المناطق التي هاجمها أو الإمارات التي حذفها، أو حتى في معركته الداخلية ضد جيش الإخوان الذي كان يسمّى بجيش الإخوان في ذلك الوقت، لولا المساعدة العسكرية الإنكليزية ولو المساعدة المالية الإنكليزية. هذا النظام منذ البداية له دور يعني هو نظام وظيفي كما يقال وأنا لا أريد الآن أن أستعرض التاريخ.لكن يكفي بالتحدّث عن العقود الأخيرة، نحن نذكر جيّدا أنه عندما كانت إيران محكومة بنظام الشاه المستبدّ، الطاغي، الدكتاتوري، الظالم، العميل لأميركا، المتحالف مع إسرائيل، المعادي للشعب الفلسطيني والشعوب العربية، كانت العلاقة بين آل سعود والشاه علاقة مميزة ومتقدّمة.بمجرّد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه وبدا في الأفق أن إيران أمام فرصة صاعدة، أمام نظام إسلامي وجمهورية إسلامية، أمام دولة مستلقة وسيّدة وحرّة ومقتدرة، ويمكن أن تلعب دوراً كبيراً على المستوى الإقليمي بل على المستوى الدولي، ويمكن أن تكون سبباً لإحياء شعوب المنطقة،إحياء قيم الإسلام الأصيل،إحياء القضيّة الفلسطينية، إحياء مشاعر المقاومة عند العرب والمسلمين، منذ اللحظات الأولى نظام آل سعود ناصب هذه الثورة وإمامها وشعبها وهذه الجمهورية الإسلامية العداء.أنا أقول لكَ ولأهلنا الذين يستمعون إلينا: كل ما يستطيع آل سعود أن يفعلوه منذ شباط 1979 ميلادية أي منذ الأيام الأولى لإنتصار الثورة الإسلامية في إيران، كل ما كانوا يستطيعون أن يفعلوه وأن يتآمروا من خلاله، وأن يقدّموه في الحرب على هذا الإمام وعلى هذه الثورة وعلى هذه الجمهورية وعلى هذا الشعب وقيمه وأهدافه، فعلوه. لم يقصّروا بشيء في العلن وفي الخفاء. والكل يعرف أن المعاناة الحقيقية للشعب الإيراني والتي تجلّت أكثر ما تجلّت وكان أهم أسبابها الحرب المفروضة على إيران، على الجمهورية الإسلامية من قبل صدام حسين والذي دفع الشعب الإيراني وكل إيران أثمان باهظة في هذه الحرب وبالخصوص الأهواز وخوزستان، السعودية هي التي تقف خلف هذه الحرب بالدرجة الأولى، طبعاً صدام حسين كان شخصاً مهياً لديه العدوانية الكافية، لديه الطموحات الكبيرة، لكن التحريض والتمويل والتغطية السياسية والدبلوماسية والدولية لآخر لحظات الحرب كان من قبل نظام آل سعود.

لو عدنا إلى تلك الأيام، إن جميع الشهداء الذين سقطوا في إيران وفي العراق وإن كل الدمار الذي لحق بالبلدين وبالشعبين، يتحمل مسؤولية كل هذه المصائب في الدنيا وفي الآخرة، هم آل سعود لأنهم السبب الحقيقي في هذه الحرب. وهم أكملوا ذلك في كل ساحات العالم، حيث يمكن أن يكون هناك صديق للجمهورية الإسلامية، أو حليف للجمهورية الإسلامية، أو محب للجمهورية الإسلامية، أو مؤيّد للإمام وللجمهورية الإسلامية، هم كانوا أيضا يفرضون حرب عليه بأشكال مختلفة، من أندونيسيا، إلى أميركا اللاتينية، إلى أميركا الشمالية، إلى الأحياء الهادئة في عواصم الغرب.أنا قرأت في إحدى الصحف الأميركية قبل سنوات طويلة حتى قبل وفاة الإمام رضوان الله تعالى عليه أن المملكة العربية السعودية أنفقت فقط في الولايات المتحدة الأميركية، وليس في كل القارة الأميركية، على الصحف والمجلات والمعاهد ومراكز الدراسات وعلى الطباعة وعلى الكتّاب وعلى وعلى وعلى ... 75 مليار دولار، لمحاربة فكر الإمام الخميني . إذاً 75 مليار دولادر خلال عشر سنوات لمحاربة فكر الإمام، وطروحات الإمام، وقيم الإمام، وتعاليم الإمام، في الوقت الذي يعاني فيه عشرات ملايين المسلمين بل مئات ملايين المسلمين من الجوع، والفقر، والمسكنة، والبطالة، والمرض ... وفي الوقت الذي يعاني فيه جزء كبير من الشعب في المملكة العربية السعودية.ولكن هم ينفقون الأموال فقط 75 مليار درلار.قبل قليل جانبكم بدأت أنهم ينفقون أموال على وسائل الإعلام على محاربة فكر الإمام الخميني في الولايات المتحدة الأميركية، فما بالك منذ عام 1979 إلى اليوم؟! ماذا أنفق هؤلاء من مليارات الدولارات لمحاربة الإمام ةالجمهورية الإسلامية وهذا الفكر وهذا الخط في كل أنحاء العالم.

لا شك أنهم لا يترددون على الإطلاق لا في الإنفاق المالي ولا في الحرب الإعلامية وال في الحرب السياسية ولا في الحرب الأمنية ولا في الحرب العسكرية ولا في تحريض الشعوب على بعضها البعض وصولاً إلى الحرب المباشرة، مثل التي تجري الآن في اليمن وعنوانها كما يقولون هم "مواجهة النفوذ الإيراني في اليمن". وهي كذبة كبيرة جداً.

السعودية تريد أن تخترق الجهورية الإسلامية من خلال عرب الأهواز
بكل الأحوال الموضوع الإعلامي الذي أشرتم له هو جزء من المعركة الكبيرة، في الحقيقة النظام السعودي والمملكة العربية السعودية (نحن نحاول أن نكون مؤدبين في التعبير) هم لم يتوانوا لحظةً واحدةً في هذه الحرب، وسيكملون هذه الحرب بكل الوسائل. هنا بطبيعة الحال سيكون للأهواز ولهذه المنطقة، وخصوصاً العرب في الأهواز(المقدم: هنا السؤال لماذا الأهواز؟) نظرة خاصة لأنهم هم يريدون أن يخترقوا الجمهورية الإسلامية من خلال الأهواز أو من خلال مناطق أخرى. ولكن هم يعتبرون لأن هذه المنطقة تحتضن عرباً ويمكن مخاطبتهم باللغة العربية وممكن إثارة بعض المشاعر القومية لديهم وبالتالي الوصول إلى هذا الهدف. يعني هناك رهان سعودي ما في هذه المنطقة. وهي تحاول من خلال هذه المنطقة ومن خلال التضليل ومن خلال الأكاذيب ومن خلال التحريض ويمكن أحياناً الإستفادة من بعض الأخطاء الموجودة وتكبير هذه الأخطاء لتقدّم نفسها وكأنها مخلصة لهؤلاء الناس وتريد عزّتهم وكرامتهم ورفعتهم. ولكن لا يجوز للناس أن يُخدَعوا، ومن العجيب الغريب أن نجد إنساناً، بعد كل هذه التجارب لآل سعود وللملكة العربية السعودية والتي تنفق مليارات الدولارات على تدمير الدول والجيوش والشعوب وإيقاع الفتن بين المسلمين في كل أنحاء العالم، ثم نتصوّر أو نتوقع أن هؤلاء يريدون خيراً للأهواز أو للعرب في الأهواز أو لأي جزء من الشعوب العربية والإسلامية؛ على الإطلاق. في الحقيقة يجب أن يحضر دائماً في ذهن الناس عندكم أنه " من هذا الذي يخاطبنا؟ ماذا يريد؟ في الحقيقة ماذا يريد؟" أنا أريد أن أقول لأهلنا الأحبة والأعزة والكرام من عرب الأهواز: يجب أن لا تنسوا على الإطلاق (كل أهل خوزستان) أن أيدي آل سعود تقطر من دمائكم في حرب السنوات الثمانية، وإذا كان هناك من معاناة تعيشها الجمهورية الإسلامية، وتعيشها دول المنطقة الآن: العراق، سوريا، لبنان، اليمن، الشعب الفلسطيني، الكثير من دول العالم، فهو بسبب هذا النظام، وأحقاد هذا النظام، وأهداف هذا النظام، وسلوك هذا النظام، وبالتالي لا يجوز أن نتوقع منه خيراً، أو أنه يدعونا إلى خير.

فضائية الأهواز تقوم مشكورة بالدفاع عن الإسلام الأصيل
- سيّدنا الجليل حتى أسسوا قنوات كثيرة على إسم الأهواز، هم يتلفظون الأهواز بالأهواز. سماحة آية الله الجزائري قام بتأسيس قناة الأهواز الفضائية، لنشر محبة وولاء أهل البيت عليهم السلام، ومدى حبّهم لأهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام لأن حقيقةً محافظة خوزستان كلها ولاء وكلها محبة لأهل البيت عليهم السلام. وأسس قناة الأهواز الفضائية، حتى عندما يحدث حدث في البلدان الإسلامية وفي العالم الإسلامي، أي بلد أيً كان، قناة الأهواز تكون سبّاقة في نقل الحدث مباشرةً، ونحن دائماً وأنا دائما شعاري بالنسبة لقناة الأهواز الفضائية "جاءت لتسعف الثقافة العربية الأهوازية" هذا من جانب ولنشر الولاء ومحبتهم بالنسبة لأهل البيت عليهم السلام. حتى في البلدان الأخرى، يعني عندما يكون هناك حدث قناة الأهواز الفضائية تكون سبّاقة في هذا الشيء، وكانت شوكة في عيون هؤلاء ولديهم قنوات تنطبق على هذا الإسم ولكن فاشلة. وقناة الأهواز الفضائية لأنها بإسم أهل البيت عليهم السلام فهي ناجحة، لأن شعارها أهل البيت عليهم أفضل الصلاة السلام.إذاً سيدنا هذا بالنسبة لقناة الأهواز الفضائية. ماذا بالنسبة لقناة الأهواز الفضائية ، هل هذا يكفي بالنسبة لما قدّمته ؟ أو هناك توصيات أخرى؟

أولاً، طبعاً هذه خطوة مباركة جداً ومشكورة وهذا الجهد الخاص من قبل سماحة آية الله السيد الجزائري حفظه الله، وأنا أعرف أنه في سبيل تأسيس هذه القناة وتداومها وإستمرارها وتطورها أن سماحته يبذل جهوداً كبيرة ولديه عناية خاصة ووافرة وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيه كل خير.لا شك بأن قناة الأهواز وأي قناة مشابهة، هي تقوم بجزء من المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعاً في الدفاع عن الإسلام الأصيل الذي يُعمَل على تشويهه اليوم من خلال هذه المناهج التكفيرية التي يعود أساها إلى نظام آل سعود وإلى الفكر الوهابي.

والإسلام اليوم في العالم يتعرّض إلى أشبع صور التشويه، أنا لا أظنّ منذ بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليوم، تعرّض هذا الإسلام وهذا الدين إلى هذا المستوى من التشويه وإلى هذا المستوى من التضليل وإلى هذا المستوى من الإهانة في الحقيقة.

قنواتنا الفضائية معنية بتقديم "التشيع" الحقيقي
على كل حال، وأيضاً هذه القنوات معنية أيضاً بالدفاع عن التّشيّع، وعن مذهب أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم لأنه هناك اليوم، أيضاً في سياق التحريض بين المسلمين وإثارة الفتنة بين المسلمين، من ينسب إلى الشيعة وإلى أتباع أهل البيت عليهم السلام أفكاراً وأقوالاً هي إدّعائات كاذبة ليس لها أي أساس من الصّحة والغرض من هذا هو إيقاع الفتنة بين المسلمين.

نحن اليوم عندما نقول أن بعض القنوات الفضائية معنية بأن تقدّم التشيّع الحقيقي، وأن تشرح هذا الفكر وهذا المذهب ليس من أجل ، كما نُتّهم أو تُتّهمون أننا نريد أن نحوّل إخواننا السنة إلى شيعة،وإنما نحن نريد أن نبيّن حقيقة إعتقاداتنا لإخواننا وأهلنا المسلمين، لنقول لهم أننا ننحن جميعاً مسلمون وننتمي إلى إلهٍ واحد ونبيّ واحد وقرآنٍ واحد وعقائد أساسية واحدة وأنّ ما يجمعُنا هو كبيرٌ جداً، ونريد أن نُبعد ونكشف زيف الإتهامات والأكاذيب والأضاليل التي يتم إلحاقها بمذهبنا وبفِكرنا وبعقائدنا.

مسؤولية خاصة لقناة الأهواز في مواجهة الفتنة السعودية الوهابية
اليوم طبعاً قناة الأهواز هي واحدة من القنوات التي هي معنية بهذه المعركة، لكن أعتقد أن هي أيضاً، وهذه طبعاً مهام مشتركة قد تتفاوت بين قناة وأخرى، اليوم الحمدلله هناك عدد كبير من القنوات الإسلامية التي تقوم بهذه الوظيفة، لكن يبقى لقناة الأهواز برأيي (وهو ما تقوم به لكن من باب التأكيد) من خلال مُخَاطَبِها كونها تركّز بشكل أساسي في خطابها على أهلنا في الأهواز أن تتحمّل مسؤولية مواجهة الفتنة الوهابية والفتنة السعودية وفتنة التحريض بين المسلمين وبين أبناء البلد الواحد والشعب الواح.
وأيضاً تضيئ ـ وهذا ما أريد أن أُلفت إليه أيضاً. وهذا الكلام ليس للأهواز فقط وإنّما لكلّ الشعب الشعب الإيراني ولكل شعوب المنطقة ـ أن تصيئ وتوجِّه إلى معرفة النعمة الإلهية العظمى والكبرى ـ ونحن هنا في أيام عيد الولاية ـ التي منّ الله سبحانه وتعالى بها على أجيالنا وهي نعمة الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، والتي قدّم فيها هذا الشعب العزيز فلذات أكباده مئات آلاف الشهداء والجرحى ومعاناة طويلة من أجل إنتصار هذه الثورة. التّذكير دائماً بأنّ هذه الثورة كانت نعمة إلهية عظيمة جدّاً على الشعب الإيراني بكل مكوناته، وعلى المسلمين وعلى الشعوب العربية كلها، ولكن المشكلة أنه هناك من لا يعرف النعمة،ومن عرَفها هناك ممن يعرفها من لا يشكر النعمة.

• أيضا للتذكير بالنعم التي يعيشها الشعب اليوم في إيران
اليوم يا أخي الكريم أنا أتحدّث من لبنان وأمامنا كل مشهد المنطقة. المنطقة الملتهبة، المشتعلة، المدمّرة التي يراد لها المزيد من الدمار والخراب والتمزّق والتشتت والضعف والوهن والهوان والذلّ وضياع الأفق واليأس والإحباط والإكتئاب. يعني كل ما تريد من هذه الكلمات أن تصف ما تعانيه منطقتنا الآن. لكنك تجد واحة إسمها الجمهورية الإسلامية في إيران،واحة من الأمن والأمان والسلام الداخلي والإستقرار والإرادة الشعبية والسيادة الشعبية، لا أريد أن أقول الديمقراطية، الإرادة الشعبية والسيادة الشعبية وأيضاً دولة متحضّرة وقوية وتحجز مكانها في المعادلة الإقليمية وفي المعادلة الدولية. نعمة وجود هذا النظام ونعمة وجود هذا القائد العظيم والحكيم والشجاع والمخلص والتّقي والورع والذي لا نظير له في العالم. كل النعم التي تعيشها إيران اليوم في ظلّ هذا القائد وفي ظلّ هذا النظام وفي ظلّ هذه الثورة، هذا مما يجب أن يتمّ التّذكير به دائماً .

أحياناً البعض يحاول أن يركّز على الثغرات أو الأخطاء أو السلبيات، في نهاية المطاف هذا الأمر موجود ولا أحد يدّعي العصمة ولا أحد يدّعي الكمال

للجمهورية الإسلامية دور حاسم في إنهاء "إسرائيل الكبرى" و "إسرائيل العظمى"
ولكن يجب التّركيز على هذه الإيجابيات. من يذهب إلى هذه السلبيات وإلى هذه الثغرات ، هو يريد تدميرنا، هو لا يريد أن يعالج الأخطاء والثّغرات.أنا أعتقد اليوم أنّ هذه من أهمّ وظائف قناة الأهواز والقنوات الأخرى بل هي من أهمّ وظائف العلماء والخطباء والمثقفين والأساتذة وحتّى الناس العاديين يجب أن يُذَّكِّروا فيه. لوسمحت فقط أن أقول شواهد من خارج إيران، كوننا نتحدّث من خارج إيران. تصوّر أن هذه الجمهورية الإسلامية غير موجودة وأن الذي يحكم إيران شيء آخر، شيء شبيه بآل سعود وآل بهلوي أو هذه النماذج التي تعاني منها اليوم الشعوب الإسلامية، أين كان ليكون المشروع الصهيوني اليوم في المنطقة؟. ما كانت الهزيمة لتلحق بهذا لامشروع الصهيوني الذي يفكّر في إقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل على الفرات. لولا الإمام الخميني ولولا الجمهورية الإسلامية ولولا سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي ولولا وقوف الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية إلى جانب اللبنانيين والفلسطنيين والسوريين وحركات المقاومة في المنطقة التي أنجزت حتّى الآن: أنهت إسرائيل الكبرى ودفعتها إلى الإنسحاب إلى داخل فلسطين التاريخية وتختبأ الآن خلف الجدر. وأنهت إسرائيل العظمى في حرب تموز 2006 .والآن إسرائيل مسارها الطبيعي هو إلى الإنحدار وإلى الضعف وإلى الزوال.

لولا الجمهورية الإسلامية لذهب "داعش" بالإسلام المحمدي الأصيل
هذا واحد. أين هو الإسلام الأصيل اليوم في العالم لولا وجود هذا القائد وهذه الجمهورية الإسلامية وهذه القوى الحقيقية للإسلام المحمّدي الأصيل في زمن يتعرّض فيه الإسلام لهذا المستوى من التقبيح والتشويه. تصوّر ثالثاً أنه هذا النظام الإسلامي غير موجود في إيران، وأن شعوب المنطقة من العراق إلى سوريا إلى لبنان إلى اليمن إلى كل المنطقة تتعرّض إلى هذه الهجمة التكفيرية، الداعشية، الإرهابية، التي تسحق العظام وتذبح الأطفال وتسبي النساء وترفض أي فكرٍ آخر، ليس فقط الفكر الشيعي بل حتى الفكر السنّي الآخر، يعني ترفض ما سوا إبن تيمية،ترفض ما سوا الوهابية؛ الوهابية كما تفهمها داعش أيضاً وليس كما يفهمها كل الوهابيين.تصوّر أنه لا يوجد هذه الجمهورية الإسلامية، أين هو العراق كان اليوم؟ أين هي دول المنطقة وشعوب المنطقة. ونحن الآن لا نتحدّث عن إفتراضات وتوقعات أو آمال، بل نتحدّث عن وقائع نشاهدها؛ جيلنا يشهدها. نحن لا نسمعها من أبائنا أو أجدادنا، نحن شَهِدناها نحن وآبائنا وأحفادنا الآن يشهدون هذا الواقع.

الجمهورية الإسلامية تمثل اليوم حقيقة "الغدير"
إذاً، هناك نعمة إلهية كبرى وعظيمة جداً وهي اليوم الذين يريدون أن يحتفلوا بعيد الغدير في الأهواز وفي خوزستان وفي العراق وفي دول الخليج وفي كل المناطق يعني المحبّون لأهل البيت عليهم السلام، إذا كنت تريد أن تكون منسجماً مع نفسكَ وفكركَ وعاطفتكً وآمالك وطموحاتك، الذي يجسّد اليوم حقيقة الغدير ومعنى الغدير أهداف الغدير ووجود الغدير هو هذه الجمهورية الإسلامية.وهذا القائد العظيم والحكيم وهذا الخطّ والمنهج الذي أعلنه وجسّده سماحة الإمام الخميني قدّس سرّه الشريف. أنا أتمنّى إن شاء الله وهي طبعاً تقوم بهذا الدور. أنا أعتقد أيضاً كواحد من طلبة العلوم الدينية من واجبي ومن واجب إخواني دائماً أن نُذَكّر بهذه النعمة لكي يعرفها الناس، ولا يَنسُوها وليَذكُرُها الناس ويشكروا الله سبحانه وتعالى، لأنه بالشّكر تدوم النعم إن شاء الله.

السعودية تستهدف الإعلام الصادق لخوفها من ظهور الحقائق
- سيدنا الجليل، هنا سؤال أخير بالنسبة لقناة الأهواز الفضائية.أنقل لكم معلومة، عندما أغلقوا قناة المسيرة حملنا على عاتقنا أن نبثّ وبالنيابة عن هذه القناة المحترمة. قامت قناة الأهواز بتغطية الأحداث مباشرةً، وحقيقةً نقلت قناة الأهواز وحتّى كان لدينا علاقات مباشرة وهناك برامج مباشرة بالنسبة لهذا الحدث.بثّت قناة الأهواز بالنسبة عن قناة المسيرة حتّى إذا كان هناك أحداث بالنسبة للبلدان الأخرى. نريد من سماحتكم سؤالي الموجّه هو، بالنسبة للإعلام ، لماذا إستهداف الإعلام الصادق؟ لماذا يستهدفون الإعلام الصادق السعودية وما شاكل؟

هذا دليل أن هذا الإعلام بالرّغم من إمكاناته المالية المتواضعة وأيضاً بالرّغم من إمكاناته الفنّية أو التقنية المتواضعة، نحن نعترف بذلك يعني، نعترف كل ما لدينا من قنوات؛ في نهاية المطاف هناك إمكانيات متواضعة بسبب تواضع الإمكانيات المالية. وإلّا الكادر البشري والحمدالله، هناك كادر بشري مثقف وخبير وواعي ومبدع. لكن عندما ترى أن السعودية تخاف من قناة المسيرة، تخاف من هذه القناة أو تلك القناة مع أنها تملك مئات القنوات، وتموّل مئات القنوات، وهناك قنوات ضخمة جداً، يعني أن باطلهم الذي تدافع عنه مئات القنوات الفضائية هشّ وهزيل بحيث يخشى من بعض وعدد قليل من القنوات التي تحاول أن تبرز الحقيقة أو تشرح الحقيقة للناس. وهذا دليل ضعف،دليل وهن، دليل هشاشة: يعني هشاشة المنطق، وهشاشة الطّرح، وهشاشة الفكرة، والخوف من الحقّ والخوف من الحقيقة.

اليوم مثلاً، إذا أخذنا شاهد حيّ،قبل أيام وللأسف الشديد بشكل متزامن مع مأساة منى، يقوم الطيران السعودي بقصف بلدة أو مكان في محافظة تعز، هو بمثابة عرس، ويبدو في الأعمّ الأغلب كان الحضّار في هذا العرس هم من النساء والأطفال. وقضى في هذا القصف السعودي عشرات الشهداء، بعض التقديرات تتحدّث عن 170 شهيد وبعض التقديرات المُقِلّ يتحدّث عن 130شهيد. طبعاً وصل الأمر إلى أن السعودية تنفي. من لديه طيران يقصف في اليمن؟! هذا قصف جوّي الذي حدث. هي تخاف من أي أحد يقوم ويشرح حقيقة هذه المجزرة وهذا القصف الوحشي الذي قامت به، فهي لا تضرب هدف عسكري ولا قاعدة ولا مخيّم ولا معسكر تدريب وإنما تقصف عرساً نسائياً.

القنوات المناصرة الحق شديدة التأثيربالرغم من تواضع الإمكانات
اليوم، هذا الجهد الذي يُبذل لمنع هذه القنوات هويجب أن يشجعنا جميعاً ويُفهِمنا بأنّ صوتنا وإن كان يُعمل على محاصرته هوصوت مؤثّر، وأن كل حقيقة يمكن أن نبينها وأن نشرحها، يجب أن نفعل ذلك ويجب أن لا نتوانى عن ذلك. ويجب أن لا نتوقف عند عدم التوازن بين الإمكانات والمقدّرات، لا نفكر بأن نحن لا نستطيع أن نواجه هذه الهجمة الشرسة إلاّ إذا كان لدينا عدد فضائيات كتلك عدد الفضائيات التي تمولها السعودية ، وأن يصبح لدينا نفس الإمكانيات. لا لا، لا نحتاج إلى ذلك.كما في المعركة العسكرية لو كنا في لبنان مثلاً، المقاومة إمكاناتها العسكرية والمادية غير قابلة للمقاسية مع العدو الإسرائيلي، لكن بالإرادة والوعي والإيمان والتوكل على الله والإبداع والحضور الدئم في الساحات، والأمل، إستطاعة المقاومة أن تلحق الهزائم بالإسرائليين.هكذا فعل الشعب الإيراني عندما كان محاصراً من كل الدنيا، وكانت الدنيا كلها تقدّم ما لديها من إمكانات لصدام حسين.أنا أقول لأنّ هذه القنوات تناصر الحق وتنطق بالحقيقة وتحرص على الصدق والمصداقية، مهما كانت الإمكانات متواضعة فهي أشدّ تأثيراً من مئات الفضائيات التي يُنفق عليها مليارات الدولارات وهي أعجز من أن تهزم الحق لأنها تعتمد التزوير والتضليل والكذب، ونحن نشاهد كيف أن الله سبحانه وتعالى يفضحهم حتى من خلال شاشاتهم ومن خلال الوقائع التي ينقلوها.

حرب السعودية على اليمن لإعادته إلى بيت الطاعة والعبودية
- إذاً ماذا تريد السعودية من اليمن بالضبط؟
السعودية في اليمن مسألة، إذا لم نتكلم في السياسة وتكلمنا بالعمق، فالسعودية تعتبر اليمن تابع لها كما تنظر إلى كل دول الخليج المحيطة بها، وأنها هي سيدة الساحة وسيدة الميدان وهي ولية الأمر وهي التي يجب أن تطاع، وأن يُصغى إليها وأن تُتبع، وأن يُخضَع لها، وهي حاولت أن تكرّس هذا المعنى خلال عقود من الزمن في اليمن.والكل يعرف ماذا فعلت السعودية في اليمن كيف حطّمت اليمن، وكيف هشّمته، وكيف منعت من وحدته الحقيقية، ومنعت من نموه ومن تطوّره، واليمنيون هم يتحدّثون، أنا إستمعت إلى كثير منهم، كيف تم منع السعودية لليمنيين من إستخراج الخيرات الطبيعية التي أودعها الله سبحانه وتعالى في باطن أرضهم ، من نفط وغيره ليبقى اليمن فقيراً ومتأخراً ومحتاجاً إلى السعودية وكيف كانت تشتري الذّمم، وكيف كانت تحاول أن تفرض مذهبها على اليمنيين على مختلف الطوائف اليمنية. بتعبير آخر هي تريد من الشعب اليمني الخضوع.في مرحلة من المراحل الآن، الشعب اليمني يريد الإستقلال، يريد أن يكون شعباُ مستقلاً، شعب يعتزّ بكرامته،وبحريته، وبثقافته، وبخصوصيته وبوطنيته،بيمنيته، وبكل مقدّراته الوطنية.يريد أن يكون شعباً سيّداً ، هو صاحب القرار ، هو الذي يحدد الدستور وهو الذي ينتخب من يريد رئيساً، وهو الذي ينتخب المجلس وهو الذي يُشكّل الحكومة. وهو حقيقةً الثورة الأخيرة في اليمن والحراك الشعبي الأخير في اليمن. كان هدفة الحرية والسيادة والإستقلال، لكن الحرية والسيادة والإستقلال في مقابل من؟ في مقابل الهيمنة الأميركية والتسلّط السعودي.السعودية لا تقبل أن يخرج اليمن من قبضتها ولو بثمن أن تدمّر اليمن وأن تقتل شعب.

إنظروا اليوم المغالطات، عندما تشنّ اليوم الحرب على اليمن ماذا تقول؟ تقول أنها تواجه النفوذ الإيراني في اليمن أو الإحتلال الإيراني في اليمن. أين هو النفوذ الإيراني في اليمن؟ أين هو الإحتلال الإيراني لليمن؟. الحقيقة أنها تحاول أن تلبس هذه الثورة الشعبية وهذا القيام الشعبي السيادي الإستقلالي الحرّ ـ هي لا تستطيع أن تعترف له بهذه الهوية ـ وتريد أن تلبسه هوية التبعية للجمهورية الإسلامية وهذا كذب وإفتراء حقيقي وظلم كبير للإخوة اليمنين. لكن من أجل أن تستثير الدنيا على اليمن وعلى الشعب اليمني تظهر وكأنها تواجه النفوذ الإيراني وهذا كذب. كذب حقيقي ومحض.اليوم، السعودية ما تريده في الحقيقة في اليمن يا أخي هو ليس إبعاد حركة أنصار الله أو الحزب الفلاني أو الجماعة الفلانية عن السلطة(ممكن أن يكون هذا تفصيل). هي تريد إخضاع اليمن، تريد إستعباد اليمن، تريد إعادة اليمن إلى بيت الطاعة وإلى بيت العبودية. هذه هي الجوهر الحقيقي، يعني هنا إذا قلنا الأمور بدون الذهاب إلى الشعارات السياسية والكلام الفارغ الذي يُملأ به الشاشات.

الشعب اليمني سيلحق بالسعودية هزيمة نكراء
والشعب اليمني بعد كل هذه التجارب هو مصرّ على الإستقلال وعلى السيادة وعلى الحرية وعلى العزّة والكرامة الوطنية ويرفض العودة إلى زمن العبودية، لذلك هو مستعدّ لكل هذه التضحيات، والذي يجري الآن في اليمن هو قتل شعب،وليس إسقاط حركة سياسية أو ثورة شعبية. والأبشع من ذلك أن يقف الرئيس المنتهية ولايته، الهارب من عدالة شعبه، عبدربه منصور في الأمم المتحدة ويتّهم إيران بتدمير اليمن ويشكر السعودية التي تريد أن تستَنقذ اليمن، في الوقت الذي يشهد العالم كلّه على مدار الساعة من الذي يدمّر اليمن، البيوت والمستشفيات والمدارس والمساجد والجامعات والأسواق والآثار التاريخية كل شيء في اليمن، الجسور، الطرقات، السدود، كل شيء في اليمن يُدمّر، وكل شيء في اليمن يُقتَل، ثم تُتّهم الجمهورية الإسلامية أنها تُدمّر اليمن وتُشكر السعودية على أنها تُريد أن تستَنقذ اليمن. أن تستَنقِذه بقتل شعبه وتدميره! هل هذا هو إستنقاذ اليمن يعني؟ هذا الذي يجري الآن ولذلك المعركة في اليمن برأيي هي ليست معركة سياسية، هي معركة مصير بالنسبة لشعب، أن يبقى أو لا يبقى! أن يبقى كريماً عزيزاً حرّاً سيّداً مستقلاً. وأنا أعتقد أن اليمنيين حسموا خيارهم وأن السعودية في نهاية المطاف، أنا مازلت واثق ومؤمن أنه ستلحق بها هزيمة تاريخية وهزيمة نكراء. هذه تفاصيل أنه تُستعاد مدينة أو أرض معينة، يعني أن لا يُحكم على الحرب من خلال بعض المعارك الجزئية.يجب أن ننتظر مصير هذه الحرب إلى أين ستصل؟ في الأفق مصير هذه الحرب واضح ومستقبل هذه الحرب واضح والله سبحانه وتعالى إضافة إلى أن الشعب اليمني يملك من العدّة والعتاد والرجال والإمكانات، لكن الله سبحانه وتعالى وقف وسيقف إلى جانب هؤلاء المظلومين المجاهدين المستضعفين، الذين ثاروا لدينهم وكرامتهم وعزّتهم، ولن يتخلى عنهم على الإطلاق، وهذا النصر سوف يأتي. لكن يأتي في الزمان والمكان والكيفية التي يُريدها الله سبحانه وتعالى.

السعودية تعتبر البحرين جزءا من كيانها
- حتى بالنسبة للبحرين، أحببت أن أعرف التدخّل في البحرين أيضاً، ما هي الإرادة.لأنه الموضوع تطرّق إلى اليمن وبالنسبة للبلدان الإسلامية الأخرى ولو طال عليكم الحديث،نحن لا نعرف كم بقي من الوقت..بالنسبة للبحرين، وماذا تريد من البحرين أيضاً السعودية، هي ما شاء الله العراق سوريا لبنان اليمن..

السعودية تتصرف أن البحرين هو محافظة أو منطقة تابعة لنظام آل سعود، وفي نهاية المطاف هو حقيقة الأمر هكذا. يعني أنا لا أتصوّر أنّ الحكام في البحرين هم أصحاب قرار، في الأمور الأساسية في الحدّ الأدنى هم لا يستطيعون أن يحسموا أمراً دون العودة إلى آل سعود. وهذا ما قاله لنا العالم كله، يعني أنا أعرف منذ بداية الحراك الشعبي والثورة الشعبية أو القيام المبارك في البحرين، نحن كنا نتابع على المستوى السياسي وعلى مستوى الحوارات. ودخل في مساعي لإيجاد حوار بين السلطة وبين المعارضة دخلت دول في المنطقة وفي العالم،ونحن كنا على إتصال مع بعض هذه الدول وهذه المواقع الكبيرة. والكل عندما كنا نأخذ منهم الجواب كانوا يقولون المشكلة ليست عند آل خليفة، المشكلة عند آل سعود هؤلاء لا يستطيعون أن يأخذوا القرار.إذا آل سعود وحكام السعودية هم لا يوافقون على حوار في البحرين ولا يوافقون على جدول حوار وعلى نتائج الحوار، لا يمكن أن يكون هناك حوار في البحرين ولا نتيجة في البحرين.إذاً الأصل ،كما تحدّثنا بوضوح وشفافية في موضوع اليمن، أصل مشكلة البحرين هي هذه بالدرجة الأولى، ولذلك يمكن بعض الدول وجّهت نصائح لبعض القيادات وبعض العلماء من إخواننا في البحرين، أنه بدل أن تتعبوا أنفسكم وتتفاوضوا مع الملك أو ولي العهد أو رئيس الوزراء، إذهبوا وإفتحوا خطوط مع السعوديين وتفاوضوا معهم لأن القصة عندهم.هذا من جهة.

أ ــ السعودية لا تطيق قيام حكومة منتخبة في البحرين
من جهة أخرى، ما هي مشكلتهم؟ مشكلة حكام السعودية أنهم لا يتحمّلون في جوارهم نموذج(في البحرين أو في غير البحرين) فيه سيادة شعبية وفيه إرادة شعبية فيه إنتخابات شعبية حقيقية، فيه تداول سلطة ولو على مستوى مجلس وزراء وعلى مستوى رئيس مجلس الوزراء مثلاً، بمعزل عن موضوع الملك وولي العهد وهذه النقاشات الموجودة.السعودية لا تتحمّل، خصوصاً في دولة هم يعتبرونها جزء من كيانهم أو من سلطانهم، وأن هذا سيشجّع الشعب في المملكة العربية السعودية وليس فقط في المنطقة الشرقية.هم يقولون وكأن المشكلة في المملكة العربية السعودية هي مشكلة المنطقة الشرقية، لالا.المسألة ليست كذلك، الشعب السعودي كله، أغلب مكونات الشعب السعودي لديها معاناة طويلة وهي تطمح إلى التغيير. وأنا أذكر عندما بدأ الحراك أو ما يُسمّى بالربيع العربي وحراك الشعوب في أكثر من بلد، كيف كانت حال الرعب سائدة عند حكام آل سعود من إحتمالات قيام شيء مشابه داخل المملكة العربية السعودية.فهم أيضاً في موضوع البحرين، البحرين تدفع ثمن؛ شعب البحرين يدفع ثمن عدم السماح له بالوصول إلى أهدافه، لكي لا يُفتح الباب داخل المملكة العربية السعودية للمطالبة بالحقوق والمطالبة بالتغيير والمطالبة بالمشاركة الشعبية وبالسيادة الشعبية وما شاكل.

ب ــ شعب البحرين يواجه معركة وجود ومصير
أضف إلى ذلك أن المسألة تذهب أبعد من ذلك أ: المشكلة في البحرين ( أنا بيوم من الأيام إستعملت عبارة وقيل أنها قاسية وصعبة) كيف أنا قلت أن المعركة في اليمن معركة وجود ومصير هذا الشعب، أيضاً في البحرين نفس الشيء. يعني اليوم عندما يمشي موضوع التجنيس، يعني عندك أمران يسيران في عرضٍ واحد: الأول التجنيس، أي تغيير الشعب البحريني أي أنه يأتي بهم من كل الدنيا (ولا أريد أن أسمي من أين حتى لا ينظر إلينا أننا نحن نريد أن نسيئ إلى شعب أو إلى بلد، لا) هو يأتي من كل أنحاء العالم الإسلامي ويأتي من أنحاء أخرى بأشخاص ويأتي بعائلات بكاملها يُعطيها جنسية بحرانية ويعطيها وظيفة ويدخلها في الجيش والأجهزة الأمنية ويأمّن لها مقومات حياة، بذلك ماذا يكون قد فعل من يقوم بالتغيير في الشعب أي يأتي بشعب أخر يسكُن البحرين غير شعب البحرين. وهذا يحصل أمام مرأى من العالم. قبل أن نتكلّم بالحقوق السياسية والإنتخابات الديمقراطية، ما يواجهه شعب البحرين بتشخيصي أنا هو معركة وجود. أنّ هذا الشعب يبقى أو لا يبقى؟ في الجهة الأخرى هناك خط موازي، سلب الجنسية من البحرانيون الذين يُطالبون بالحقوق وطردهم من وظائفهم، منعهم من الحصول على فرص العمل، منعهم من الحياة الكريمة، سجنهم، طردهم ترهيبهم ليخرجوا من البلد.

• شعب البحرين يواجه ما يشبه المشروع الصهيوني في فلسطين
إذاً، إذا استمرّ الوضع في البحرين بهذه الطريقة، سيأتي وقت يصبح فيه سكان البحرين ليسوا من أهل البحرين، يعني لا من أهل البحرين من 50 سنة ولا من 100 سنة ولا من 200 سنة. هذا الذي أنا سمّيته ــ إسمحوا لي وان شاء الله قناة الأهواز تحمل هذه العبارة ــ هذا مشروع أشبه بالمشروع الإسرائيلي. لأن المشروع الإسرائيلي والصهيوني في فلسطين ما هو هدفه؟ إستبدال شعب بشعب، الآن الإسرائليون الموجودون في داخل فلسطين المحتلّة، هم من أين؟هم ناس جاؤوا من روسيا وناس من بولندا وناس من رومانيا وناس من أميركا وناس من الأرجنتين والبرازيل ومن أثيوبيا وتونس واليمن ومن كل أنحاء الدنيا ، وأُعطوا الجنسية الإسرائلية.والآن هذا مايحصل في البحرين، عندما تستجلب من هذا البلد وذاك البلد العربي أو الإسلامي أو الآسيوي أو الأفريقي.. والآن تذهب إلى البحرين هناك أشكال ألوان! ما هذا؟؟ هذا تغيير وإلغاء شعب. المعركة في البحرين هي أنّ هذا الشعب الذي هو صاحب الأرض وإبن تاريخ هذا البلد، هل يبقى؟ أو يُشطب؟ويتحوّل إلى أقليّة كما فعلوا بالفلسطنيين في أراضي 1948. اليوم الفلسطنيون الذين هم يُسموهم عرب ال 48 باتوا أقلّية. من الذي يسكن الآن تل أبيب والقدس الغربية وحيفا ويافا وعكّا وو..مين؟ السكان الأصليين طُرِدوا في مخيّمات الشتات أو في مخيمات غزّة أو في الضّفة، والذين يسكنون هناك هم الذين جيء بهم من كل أنحاء العالم.وهذا ما يحصل الآن في البحرين.

ولذلك أنت تقول السعودية ماذا تريد في البحرين؟ هي تُريد أن لا يبقى شعب البحرين، شعبها التاريخي أن لا يبقى في البحرين، أو أن يتحوّل إلى أقلّية غير مؤثّرة ولا تستطيع حتى أن تتحكّم بمصيرها ومستقبلها، لذلك معركة شعب البحرين هي معركة تاريخية، هي ليست معركة محدودة. في ظاهر الأمر أنها معركة مع النظام أو معركة إصلاحات على إختلاف الشعارات أو الأهداف المُعلنة، لكن في العمق من خلال مسارات الأمور، أنا بإعتقادي هي معركة وجود، أن هذا الشعب يبقى أو لا يبقى!

- أنا عادةً أتكلّم قليلاً حتى أستفيد أكثر وأستفيد من سماحتكم وأستفيد من وجودكم. بالنهاية، وإن أحببت وإن كان لدينا فرصة والوقت مسموح،أنا أعتقد أن الوقت إنتهى من زمان لكن هذا فضل من عندكم وكرم السادة المعروف عن أولاد رسول الله.إذا أحببت سيّدنا الجليل أن تتكلم حول سوريا والأوضاع الأخيرة في سوريا. الكلام لكم والمجال مفتوح لمشاهدينا الأعزاء مشاهدي قناة الأهواز الفضائية.
-
ما يجري في سوريا يستهدف تدمير سوريا المقاومِة لا غير
الأحداث في سوريا ولو من باب التّذكير، منذ البداية لم يكن ما يجري أو جرى في سوريا مسألة ترتبط بما ذُكر أو بما يُحاول البعض أن يتحدّث عنه أنه موضوع تغيير وإصلاح وديمقراطية وحقوق إنسان وو... إلى آخره. على كل حال الأحداث بيّنت هذا الأمر وأن الهدف هو إسقاط سوريا وتدمير سوريا ولعل هو تقسيم سوريا. أن سوريا هذه التي تُشكّل موقع أساسي وكبير جدّاً في موقع المقاومة والتي كانت أيضاً عاملاً قويّاً وكبيراً في تعطيل المشاريع الأميركية الإسرائلية في المنطقة، هم أرادوا ضربها وإسقاطها. هذه هي الحقيقة. وتقاطع على هذا الأميركيون والإسرائليون والسعوديون وبعض دول الخليج والأتراك وأيضاً تنظيم القاعدة وتنظيم ما سمي فيما بعد بداعش.وكل واحد لديه مشروع وهدف، لكن إلتقوا على أنهم يجب أن يأتوا إلى سوريا ونجمع لها من كل الدنيا لنسقِط هذا الواقع القائم ونبدلَه.الإستهداف لسوريا في العمق هو هذا. ولذلك نحن نتحدّث عن حرب كونية في سوريا.يعني مليارات الدولارات أنفقت حتى الآن على تدمير سوريا.أطنان هائلة من السلاح والذخائر جيء بها إلى سوريا، عشرات آلاف المقاتلين الذين جيء بهم من كل أنحاء الدنيا إلى سوريا.أتذكرون أول مؤتمر تحت عنوان أصدقاء سوريا (حوالي 120 دولة تقريباً): حشدوا دول العالم، الإعلام العالمي، الإعلام العربي، كل شيء وصولاً إلى التحريض المذهبي. لم يبقى أي شيء حرام لم يُستخدَم في هذه الحرب. وكان الهدف إسقاط سوريا والسيطرة عليها.

صمود الشعب السوري ومساعدة الاصدقاء هزم مشروع إسقاط سوريا
طبعاً حساباتهم كانت على ثقة ويقين أنهم سينتصرون في سوريا، والمناخ الذي كان سائداً في البدايات على ما أذكر أنا: كانوا يقولون 3 أو أ4 أشهر. هذا الكلام كان يقال في الرياض وفي الدوحة وفي واشنطن وفي باريس وفي لندن وهنا في بيروت وفي كثير من العواصم في العالم التي كانت تتابع أو معنية أو على صلة بالأحداث في سوريا. هم إعتبروا أن الموضوع منتهي؛ حوالي شهرين ثلاثة وينتهي.وفي عدة مرات حددوا مواعيد لإنتصار معركتهم في سوريا وفعلاً فشلوا.طبعاً الفشل له أسباب عديدة وأنا إذا أردت أن أكون منصفاً، البعض يحاول أن يجعل من ليس بعِلّة علّة أو أن يقلل أهمية بعض العوامل أو أن يضخّم من أهميّة عوامل أخرى، أنا أعتقد بالدرجة الأولى أن صمود السوريين، أن صمود القيادة السورية، صمود الجيش السوري، وصمود جزء كبير من الشعب السوري الذي إلتفّ حول هذا الوضع وإكتشف مبكّراً الأهداف الحقيقية لهذه الحرب.صمود السوريين هو العامل الأول طبعاً بعد التوفيق من الله سبحانه وتعالى هو العامل الأول. لأنه عندما نتحدّث عن حلفاء أو عن أصدقاء، هؤلاء الحلفاء وهؤلاء الأصدقاء إذا لم يكن الأصيل وصاحب الأرض حاضراً ومستعدّاً ومضحيّاً وثابتاً وصامداً، هؤلاء لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً. عندما نقول مثلاً في العوامل الأخرى وقوف الجمهورية الإسلامية إلى جانب سوريا، وقوف روسيا إلى جانب سوريا الذي تطوّر الآن من وقوف سياسي لوجستي إلى وقوف عسكري قتالي، أو مثلاً دخول حزب الله إلى سوريا ومشاركة مقاتلين من أماكن أخرى ولو بشكل معين ومحدد؛ هذا كله يمكن أن يُعطي النتيجة المطلوبة إذا صمد السوريون أنفسهم. أمّا لو أن السوريين أنفسهم تَخلّوا، يعني لو كان الرئيس بشّار الأسد مثل رئيس أوكرانيا السابق، عندما حصل مشكلة صغيرة بكييف هرب، كان إنتهى كل شيء. لكن صمود الرئيس وثباته وشجاعته، صمود الجيش السوري الذي يقاتل منذ 5 في كل الميادين والساحات بوجه جماعات جيء بها من كل أنحاء العالم، تحمّل الشعب السوري لهذا الجزء الكبير المتضامن والمؤيّد لهذا الوضع شكّل أساس لأي مساعدة أو عون أو تضامن يكمن أن يأتي من الحلفاء والأصدقاء. طبعاً هنا يأتي العامل الثاني وهو وجود حلفاء وأصدقاء صادقين لم يتخلّوا. وأنا أعرف خلال أربع أو خمس سنوات الماضية الأميركان والغرب وبعض الدول العربية ـ يعني بعض المتآمرين على سوريا ـ إشتغلوا لإبعاد الجمهورية الإسلامية عن هذا الموقف، إشتغلوا لإبعاد روسيا عن هذا الموقف، لإبعاد الصين عن هذا الموقف، لإبعاد كل أصدقاء سوريا عنها.أعني أصدقائها في هذا المحور أو في هذه المعركة. ولكن الحمد لله فشلوا والحقائق بدأت تتضح أكثر للسوريين أنفسهم، للشعب السوري، لشعوب المنطقة. ومن أهم هذه الحقائق: أنه المطلوب لسوريا لا إنتخابات ولا ديمقراطية ولا سيادة شعبية ولا دولة حديثة ولا دولة مقاومة ولا.. وإنما المطلوب لها هو هذا النموذج الذي يُعبّر عنه اليوم بداعش أو بجبهة النصرة أو بتنظيم القاعدة. هؤلاء الموجودون فعليّاً على الأرض، والنموذج البشع والمتوحّش والقبيح الذي يُقدّمونه في سوريا وفي العراق. أعتقد أنه أصبح هناك تحوّل كبير جدا، فيالرأي العام السوري والرأي العام العربي والرأي العام الإسلامي، حتّى في الرأي العام الدولي وفي مواقف الحكومات والدول. الأمور أصبحت مختلفة. أنا أعتقد ونحن الآن نشارف على نهاية العام الخامس على مواجهة الحرب الكونية على سوريا أننا تجاوزنا بدرجة كبيرة جدّاً مرحلة الخطر. يعني على ضوء التطورات الداخلية والميدانية والإقليمية والدوليّة، من الواضح أننا تجاوزنا هذه المرحلة وأن القضيّة السورية سوف تأخذ مساراً جديداً. في الميدان سوف تتحرّك الأمور بشكل أفضل. وأيضاً قد تكون إحتمالات أن توضع هذه القضيّة على طريق الحلّ السياسي الجدّي ووالواقعي. لأن العالم بدأ ينظر بواقعية ويفهم الأمور أكثر مما كان يتطلّع إليها في الماضي. أنا أعتقد في نهاية المطاف أن هذه الحرب ستفشل في تحقيق هدفها الأوّل والأساسي. ولكن للأسف الشديد، نعم هذه الحرب إستطاعت أن تدمّر جزءاً كبيراً من سوريا وأن تلحق خراباً وتسقط أعداد كبيرة من الشهداء والضحايا والجرحى ولكن في نهاية المطاف، ما يُعدّ لسوريا هو أسوأ من ذلك.هذه التضحيات يمكن أن تُثمّن وأن تُثمّر إن شاء الله في إعادة بناء سوريا وإعادة إعمارها وإعادة إحيائها وتثبيتها في المنطقة وفي المعادلة وهذا ما نتطلّع إليه.


- شكراً جزيلاً سيّدنا الجليل لإتاحة الفرصة وبالمناسبة كنّا ضيوف إن شاء الله وبالتأكيد خفيفين الظّل في بيت كل مشاهد أهوازي، ومن أنحاء العالم الأهوازي مشاهدي ومتابعي قناة الأهواز الفضائية شكراً لإتاحة الفرصة، ومن دواعي الفخر والسّرور أن أكون في محضركم. وكم أنا محظوظ أن أمثّل الشعب الأهوازي ومندوب قناة الأهواز الفضائية أن أكون في محضركم بسعادة،وهذا وسام وإفتخار أكون في محضركم. بالنهاية ما هو خطابكم لأهالي محافظة خوزستان والأهواز بالذّات كحسن الختام وختام حلقتنا لهذا اليوم؟

جميعنا في المنطقة مستهدفون ومصيرنا واحد
أنا أقول بالنهاية، نحن اليوم نواجه وضعاً واحدً ومصيراً واحدً.لا يمكن تفكيك الوضع بالمنطقة ونقول هذا الشأن يعني العراقيين فما هو شغل الإيرانيين فيه. أو هذا الوضع يعني الجهات الفلانية في إيران فما هو شغل أهل الأهواز. أو هذا يعني سوريا فما علاقة العراق.أو هذا يعني لبنان فما علاقة السوريين. المعركة الآن، التحدّي، التهديدات، الأخطار، ماأتمناه إن شاء الله على أهلنا في الأهواز وعلى شعبنا الإيراني وعلى كل المستمعين ــ حتى لو نحن فككنا أميركا والإستكبار وأدواته فهي تنظر بنظرة شاملة وكاملة وواحدة لكل ما يجري في المنطقة ــ يجب أن نقف جميعاً إلى جانب يعضنا البعض، يجب أن يدعم بعضُنا بعضاً، يجب أن يساند أحدنا الآخر، لا يجوز أن نتخلّى عن المسؤوليات الكبرى ويتم إشغالنا بتفاصيل محلّية لأنه إذا خسرنا في المعركة الكبرى لن يبقى لنا لا قضايا كبرى ولا قضايا محلّية؛ سنخسر كل شيء.

• جميعنا مستهدف في وجوده وفي دينه
الإستهداف الآن هو لوجودنا، هو لديننا، هو لإسلامنا، هو لكرامتنا، هو لحياتنا الكريمة والحرّة التي نتطلّع إليها. وبالتالي اليوم أهل الأهواز كما كل شعوب المنطقة، يجب أن ينظُروا إلى هذه المعركة على أنها معركة واحدة وإستهدافاتها واحدة وتهديداتها واحدة وفرصها واحدة.

التحديات كبيرة لكننا قادرون على إلحاق الهزيمة بأعدائنا
ولكن في نفس الوقت، ــ أنا من سياق كلامي كنت أركزّ أكثر على التهديد والعدوان والتّحدّي ــ لكن أنا أريد أن أُكدّ في ختام هذا اللقاء الطّيب إن شاء الله على الأمل. يعني إذا نحن تحمّلنا جميعاً المسؤوليات، فنحن قادرون أن نلحق الهزيمة بهذا المشروع، نحن نستطيع جميعاً أن نلحق الهزيمة بهؤلاء المستكبرين والمستبدّين والطغاة والناهبين الدوليين والمحليين. نستطيع أن نستعيد قرارنا ومصيرنا وخيراتنا وإمكاناتنا ونبني منطقتنا ونبني بلدنا ونحافظ عل مقدّراتنا ونوظّفها بشكل جيّد.

أنا برأيي ـ خصوصاً مع وجود هكذا قائد وأقصد سماحة آية الله العظمى الإمام السيد الخامنئي حفظه الله، مع وجود هؤلاء المراجع الكرام المقدّرين والمحترمين سواءً في النجف الأشرف أو في قم المقدّسة أو في كل أنحاء عالمنا العربي والإسلامي، مع وجود هذا الوعي في شعوبنا. أيضاً هذا الجيل من الشباب والشّابات الواعية المضحّي المخلص الفدائي الحاضر في الميادين وفي الساحات، ما نحتاجه فقط هو الوحدة والتكامل والإنسجام والتحرك ضمن هذه المحوريّة الواضحة. وأنا على ثقة بأن ما تواجهه منطقتنا من ظلام وظلم وفتن ومصائب ستتمكّن من التغلّب عليه بفعل هذه الإرادة. إذاً نحن لسنا أمام خيارين المصيبة أو المصيبة، لا، نحن بين خيار الإستسلام للمصيبة وبين خيار المواجهة الذي سيؤدّي إلى الإنتصار إن شاء الله وإلى تغيير وجه المنطقة وإلى أن يُعاد إلى شعوب ودول وحكومات هذه المنطقة الأمن والآمان والإستقرار والرفاهية والحياة الكريمة. هذا يمكن أن يصنع بالإرادات وهذا يوم آتٍ إن شاء الله. ولكن هو في نهاية المطاف لا يحصل بالتمنّي وإنّما يحصل بالفعل وتواصل العمل والجدّية والتماسك والوحدة والإنسجام وفهم الأولويات والتشخيص الصحيح للعدو وللصديق وعدم الذهاب إلى معارك خاطئة. البقاء في المعركة الصحيحة وفي المواجهة الصحيحة. لذلك نحن أملنا إن شاء الله كبير وطبعاً نحن في أيّام الغدير، قلوبنا وعقولنا وأرواحنا تهتف إلى حفيد علي أمير المؤمنين عليه السلام مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُعجّل له الفرج، أن يُعجّل فرَجنا وفرجه وفرج كل مستضعفي هذا العالم وأن يجعلنا وإياكم إن شاء الله من أتباعه وأنصاره وأعوانه والمجاهدين المخلصين والصادقين بين يديه.إن شاء الله كل عام وأنتم بخير وموفقين وسلامنا لسماحة السيد وكل الأحبة إن شاء الله.

2017-10-20