يتم التحميل...

ديانتنا عين سياستنا وسياستنا عين ديانتنا

المجتمع الإسلامي

ديانتنا عين سياستنا وسياستنا عين ديانتنا

عدد الزوار: 50

يجب أن يترافق الإيمان الديني مع المعرفة. ما هي المعرفة الدينية؟ إنها نفس ما قاله المرحوم السيد المدرّس: «ديانتنا عين سياستنا وسياستنا عين ديانتنا»، وإمامنا العظيم أيضًا قال وطبّق نفس هذا المعنى والمفهوم، وهذا أيضًا أحد عناصر اقتدار البلد.
إنّ من التوصيات الأساسية التي تقدّمها لجان التفكير الأمريكية والبريطانية اليوم، بعد أن يعقدوا الاجتماعات ويخططون البرامج، ويعلمونها للناشطين في مجال الصحف والإعلام والإنترنت والسياسة وغيرها، هي الدعوة إلى ضرورة مواجهة الإسلام السياسي. أي الدعوة والترويج لفصل الدين عن السياسة. أي فصل الدين عن الحياة؛ حصر الدين في زاوية المسجد وفي داخل المنزل وفي القلب وإبعاد الدين عن ساحة العمل. يعني أن يكون الاقتصاد غير ديني، وتكون السياسة غير دينية، ويكون الرضوخ والاستسلام للعدو غير ديني، وأن تكون محاربة الصديق ومسالمة العدو قائمة على خلاف النصوص الدينية، لكن مع الاحتفاظ بظاهر ديني؛ هذا ما يريدونه.
المعرفة الدينية تعني أن لا ينفصل الدين عن الحكومة. الأديان بأسرها ــ وهذا مدّعانا أنّ الأديان كلها، وحتى المسيحية ــ تنتهج نفس هذا النهج. لكن الأمر المسلّم والجليّ والواضح، يخصّ الدين الإسلامي. ذلك أن العمل الأول الذي قام به النبي الأكرم بعد مرحلة الغربة في مكة، هو إقامة الحكومة،. واستطاع أن يعمل على تبليغ الدين والترويج له عبر صياغته في قالب الحكم. المراد من الدين المنفصل عن الحكومة، هو أن يجلس الدين ويستمر في تقديم النصائح وإطلاق الكلام، والطغاة المتسلّطون يفعلون ما يحلو لهم ويقومون بما يخالف الدين ويناقضه. ومتى ما شاءوا يوجّهون ضرباتهم وركلاتهم لأصحاب هذا الدين. هذا هو المقصود من الدين غير السياسي. وهذا ما يريدونه ويتابعونه. كلا، لا بد أن تصل المعرفة إلى هذه الحقيقة وهي أنّ الدين لا ينفكّ عن السياسة، وأنّ عدوّ الدين هو الذي يخاف من ذلك الدين الذي يمتلك دولة، وسلطة، وجيشًا، واقتصادًا، ونظامًا ماليًا، وتشكيلات إدارية متنوعة؛ إنه يخاف من هذا الدين. أما ذلك الدين الذي يذهب الناس فيه للمساجد ويعبدون الله فيها؛ حسنًا فليفعلوا. فليعبدوا مئة عام. لا يهم ولا يؤثر.
 


* من كلمة الإمام الخامنئي في الذكرى السنوية لانتفاضة 19 شهر دي 1356 ه.ش (9-1-1978م) ــ 8 ـ 1 ـ 2017.

 

2019-10-01