يتم التحميل...

الاستخلاف

عقائد

استخلاف الله تعالى خليفة في الأرض لا يعني استخلافه على الأرض فحسب بل يشمل هذا الاستخلاف كلّ ما للمستخلِف سبحانه وتعالى من أشياء تعود إليه.

عدد الزوار: 67

٭ استخلاف الله تعالى خليفة في الأرض لا يعني استخلافه على الأرض فحسب بل يشمل هذا الاستخلاف كلّ ما للمستخلِف سبحانه وتعالى من أشياء تعود إليه. والله هو ربّ الأرض وخيرات الأرض وربّ الإنسان والحيوان وكلّ دابّة تنتشر في أرجاء الكون الفسيح. وهذا يعني أنّ خليفة الله في الأرض مستخلَف على كلّ هذه الأشياء.

خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:3

٭ عمليّة الاستخلاف الربّانيّ للجماعة على الأرض بالمفهوم الواسع تعني: انتماء الجماعة البشريّة إلى محور واحد وهو المستخلِف أيْ الله سبحانه وتعالى الّذي استخلفها بدلاً عن كلّ الانتماءات الأخرى والإيمان بسيّد واحد للكون وكلّ ما فيه. وهذا هو التّوحيد الخالص الّذي قام على أساسه الإسلام وحملت لواءه كلّ ثورات الأنبياء تحت شعار لا اله إلّا الله.

خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:4

٭ عمليّة الاستخلاف الربّانيّ للجماعة على الأرض بالمفهوم الواسع تعني: إقامة العلاقات الاجتماعيّة على أساس العبوديّة المخلصة لله وتحرير الإنسان من عبوديّة الأسماء الّتي تمثّل ألوان الاستغلال والجهل والطاغوت.

خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:4

٭ عمليّة الاستخلاف الربّانيّ للجماعة على الأرض بالمفهوم الواسع تعني: تجسيد روح الأخوّة العامّة في كلّ العلاقات الاجتماعيّّة بعد محو ألوان الاستغلال والتسلّط. فما دام الله سبحانه وتعالى واحداً أو لا سيادة إلّا له والناس جميعاً عباده ومتساوين بالنسبة إليه فمن الطبيعيّ أن يكونوا أخوة متكافئين في الكرامة الإنسانيّّة والحقوق.

خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:4

٭ إنّ الخلافة استئمان، ولهذا عبّر القرآن الكريم عنها بالأمانة، وتفترض المسؤوليّة والإحساس بالواجب. إذ بدون إدراك الكائن أنّه مسؤول لا يمكن أن ينهض بأعباء الأمانة أو يختار دور الخلافة.

خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:5

٭ الجماعة البشريّة الّتي تتحمّل مسؤوليّات الخلافة على الأرض إنّما تمارس هذا الدور بوصفها خليفة عن الله ولهذا فهي غير مخوّلة أن تحكم بهواها أو باجتهادها المنفصل عن توجيه الله سبحانه وتعالى لأنّ هذا يتنافى مع طبيعة الاستخلاف وإنّما تحكم بالحقّ وتؤدّي إلى الله تعالى أمانته بتطبيق أحكامه على عباده وبلاده.

خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:5

٭ إنّ الكائن الحرّ الّذي جعله الله تعالى خليفة في الأرض لا تعني حرّيّته إهمال الله تعالى له بل تغيير شكل الرعاية، فبدلاً عن الرعاية من خلال قانون طبيعيّ لا يتخلّف - كما ترعى حركات الكواكب ومسيرة كلّ ذرّة في الكون - يتولّى الله سبحانه وتعالى تربية هذا الخليفة وتعليمه لكي يصنع الإنسان قدره ومصيره وينمّي وجوده على ضوء هدى وكتاب منير.

خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:6

٭ إنّ هذا الكائن الحرّ الّذي اجتباه للخلافة قابل للتعليم والتنمية الربّانيّة. وإنّ الله تعالى قد وضع له قانون تكامله من خلال خطّ آخر يجب أن يسير إلى جانب خطّ الخلافة وهو خطّ الشهادة الّذي يمثّل القيادة الربّانيّّة والتوجيه الربّانيّ على الأرض.

خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:6

٭ إنّ الملائكة لاحظوا خطّ الخلافة بصورة منفصلة عن الخطّ المكمّل له بالضرورة فثارت مخاوفهم. وأما الخطّة الربّانيّّة فكانت قد وضعت خطّين جنباً إلى جنب: أحدهما خطّ الخلافة والآخر خطّ الشهادة الّذي يجسّده شهيد ربّانيّ يحمل إلى الناس هدى الله ويعمل من أجل تحصينهم من الانحراف.

خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:6

٭ جاء في الحديث "تشبّهوا بأخلاق الله". ولما كانت القيم على المستوى الإلهيّ مطلقة ولا حدّ لها وكان الإنسان الخليفة كائناً محدوداً فمن الطبيعيّ أن تتجسّد عمليّة تحقيق تلك القيم إنسانياً في حركة مستمرّة نحو المطلَق وسير حثيث إلى الله.

خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:9

٭ كلّما استطاع الإنسان من خلال حركته أن يتصاعد في تحقيق المثل ويجسّد في حياته بصورة أكبر فأكبر عدالة الله وعلمه وقدرته ورحمته وجوده ورفضه للظلم والجبروت سجّل بذلك انتصاراً في مقاييس الخلافة الربّانيّّة واقترب نحو الله في مسيرته الطويلة الّتي لا تنتهي إلّا بانتهاء شوط الخلافة على الأرض.

خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:9

٭ وضع الله سبحانه وتعالى إلى جانب خطّ الخلافة – خلافة الإنسان على الأرض – خطّ الشهادة الّذي يمثّل التدخّل الرّبّانيّ من أجل صيانة الإنسان الخليفة من الانحراف وتوجيهه نحو أهداف الخلافة الرشيدة.

خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:9

٭ يعلم الله تعالى ما توسوس به نفس الإنسان وما تزخر به من إمكانات ومشاعر وما يتأثّر به من مغريات وشهوات وما يصاب به من ألوان الضعف والانحلال. وإذا تُرك الإنسان ليمارس دوره في الخلافة بدون توجيه وهدى كان خلقه عبثاً ومجرّد تكريس للنزوات والشهوات وألوان الاستغلال.

خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:9

٭ الاستخلاف: هو العلاقة الاجتماعيّّة من زاوية نظر القرآن الكريم. وعند تحليل الاستخلاف نجد أنّه ذو أربعة أطراف, لأنّه يَفترض مستخلِفاً أيضاً، لا بدّ من مستخلِفٍ، ومستَخْلَفٍ عليه، ومستخلَف.

مقدّمات في التفسير الموضوعيّ للقرآن الكريم ص:106

٭ يمكن القول بأنّ خطّ الشهادة يتمثّل:

أولاً: في الأنبياء.

وثانياً: في الأئمّة الّذين يُعتبرون امتداداً ربّانيّاً للنبيّ في هذا الخطّ.

وثالثاً: في المرجعيّة الّتي تُعتبر امتداداً رشيداً للنبيّ والإمام في خطّ الشهادة.

خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:12

٭ الشهادة على العموم يتمثّل دورها المشترك بين الأصناف الثلاثة من الشهداء فيما يلي:

أولاً: استيعاب الرّسالة السماويّة والحفاظ عليها.(بما استُحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء).

ثانياً: الإشراف على ممارسة الإنسان لدوره في الخلافة ومسؤوليّة إعطاء التوجيه بالقدر الّذي يتّصل بالرّسالة وأحكامها ومفاهيمها.

ثالثاً: التدخّل لمقاومة الانحراف واتّخاذ كلّ التدابير الممكنة من أجل سلامة المسيرة.

خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:12


* الكلمات القصار, السيد محمد باقر الصدر قدس سره, إعداد ونشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.    

2013-03-05