يتم التحميل...

التشيّع

مفاهيم

من الخطأ إعطاء الإسلام اللّاشيعيّ صفة الأصالة على أساس الكثرة العدديّة، وإعطاء الإسلام الشيعيّ صفة الظاهرة الطارئة ومفهوم الانشقاق،

عدد الزوار: 20

٭ من الخطأ إعطاء الإسلام اللّاشيعيّ صفة الأصالة على أساس الكثرة العدديّة، وإعطاء الإسلام الشيعيّ صفة الظاهرة الطارئة ومفهوم الانشقاق، على أساس القلّة العدديّة, فإنّ هذا لا يتّفق مع طبيعة الانقسامات العقائديّة, إذ كثيراً ما نلاحظ انقساماً عقائديّاً في إطار رسالة واحدة، يقوم على أساس الاختلاف في تحديد بعض معالم تلك الرّسالة، وقد لا يكون القسمان العقائديّان متكافئَين من الناحية العدديّة ولكنّهما في أصلهما معبّران بدرجةٍ واحدةٍ عن الرّسالة المختلَف بشأنها.

نشأة التشيّع والشيعة ص:15

٭ إنّ ولادة الأسماء والمصطلحات شيءٌ، ونشوء المحتوى وواقع الاتّجاه والإطروحة شيءٌ آخر، فإذا كنّا لا نجد كلمة "الشيعة" في اللّغة السائدة في حياة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، أو بعد وفاته، لا يعني هذا أنّ الأطروحة والاتّجاه الشيعيّ لم يكن موجوداً.

نشأة التشيّع والشيعة ص:16

٭ نحن نستطيع أن نعتبرَ التشيّع نتيجة طبيعيّة للإسلام، وممثّلاً لأطروحة كان من المفروض للدعوة الإسلاميّّة أن تتوصّلَ إليها حفاظاً على نموّها السليم.

نشأة التشيّع والشيعة ص:21

٭ هناك الأخطار الّتي تنشأ لوجود القطاع المتستّر بالإسلام، و الّذي كان يكيد له في حياة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم باستمرار، وهو القطاع الّذي كان يسمّيه القرآن "بالمنافقين". وإذا أضفنا إليهم عدداً كبيراً ممّن أسلم بعد الفتح، استسلاماً للأمر الواقع لا انفتاحاً على الحقيقة، نستطيع حينئذٍ أن نقدّر الخطر الّذي يمكن لهذه العناصر أن تولّده وهي تجد فجأةً فرصة لنشاط واسع في فراغ كبير، مع خلوّ الساحة من رعاية القائد.

نشأة التشيّع والشيعة ص:25-24

٭ وُجد التشيّع لا كظاهرة طارئة على مسرح الأحداث، بل كنتيجة ضروريّة لطبيعة تكوّن الدعوة وحاجاتها وظروفها الأصليّة الّتي كانت تفرض على الإسلام أن يلدَ (التشيّع)، وبمعنى آخر كانت تفرض على القائد الأوّل للتجربة أن يُعدَّ للتجربةِ قائدها الثاني الّذي تواصل على يده ويد خلفائه نموّها الثوريّ، وتقترب نحو اكتمال هدفها التغييريّ في اجتثاث كلّ رواسب الماضي الجاهليّ وجذوره، وبناء أمة جديدة على مستوى متطلّبات الدعوة ومسؤوليّاتها.

نشأة التشيّع والشيعة ص:69

٭ قد تقول: إذا كان الاتّجاه الشيعيّ يمثّل التعبّد بالنصّ، والاتّجاه الآخر المقابل له يمثّل الاجتهاد، فهذا يعني أنّ الشيعة يرفضون الاجتهاد ولا يسمحون لأنفسهم به، مع أنّا نجد أنّ الشيعة يمارسون عمليّة الاجتهاد في الشريعة دائماً! والجواب: إنَّ الاجتهاد الّذي يمارسه الشيعة ويرونه جائزاً بل واجباً، وجوباً كفائياً، هو الاجتهاد في استنباط الحكم الشرعيّ من النصّ الشرعيّ، لا الاجتهاد في النصّ الشرعيّ لرأي يراه المجتهد أو لمصلحةٍ يخمّنها، فإنّ هذا غير جائز.

نشأة التشيّع والشيعة ص:79

٭ عند استعراض الظروف الّتي أدّت الى ولادة التشيّع، لم يكن بالإمكان أن يفصل الجانب الروحيّ عن الجانب السياسيّ في أطروحة التشيّع تبعاً لعدم انفصال أحدهما عن الآخر في الإسلام نفسه.

نشأة التشيّع والشيعة ص: 92

٭ إنّ مذهباً يُثبت نفسه من كتب خصمه أحقّ بأن يُتّبع. وإن مذهباً يُحتجّ عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل والتحوير أحقّ بأن يُتجنَّب عنه.

فدك في التاريخ – ص: 7


* الكلمات القصار, السيد محمد باقر الصدر قدس سره, إعداد ونشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.    

2013-03-05