يتم التحميل...

خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقائه مع أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية

2013

في البداية، نُرحِّب بالأخوة الأعزّاء وبأختنا المحترَمة1 ونسأل الله أن يعطيكم العافية والقوة على ما بذلتموه من جهدٍ وعملٍ ومتابعةٍ واهتمامٍ في مجال المسائل المرتبطة بهذه المجموعة.

عدد الزوار: 27

كلمة الإمام الخامنئي في لقائه مع أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية_10-12-2013

بسم الله الرحمن الرحيم

في البداية، نُرحِّب بالأخوة الأعزّاء وبأختنا المحترَمة1، ونسأل الله أن يعطيكم العافية والقوة على ما بذلتموه من جهدٍ وعملٍ ومتابعةٍ واهتمامٍ في مجال المسائل المرتبطة بهذه المجموعة. نسأل الله تعالى أن يوفّقكم وأن يعينكم. فنحن نحتاج إلى العون الإلهي والهداية الإلهية في الوصول إلى الفكر الصحيح، وكذلك نحتاج أيضًا إلى عون الربّ في مجال القدرة على تنفيذها وفيما نعتبره صحيحًا، وفيما نتّخذه من قرارات. ينبغي التوسّل والتوجّه إلى الله تعالى، وطلب العون منه. نحن واجبنا أن نُحضرَ همّتنا وجهدنا إلى الساحة، والبركة من الله والعون من الربّ؛ وإن شاء الله فإنّ الأعمال الثقافية المهمّة أمامنا، ستتقدّم بفضل همّتكم وجهدكم.

أهميّة الثقافة والقيم الثقافية

لقد دوّنتُ عدّة نقاط أذكرها للأصدقاء:
أولًا- مسألة أهمية موضوع الثقافة في المجتمع. حسنٌ، بحمد الله، أنتم شخصيّات ثقافية، ولا حاجة لديكم إلى الكلام والتكرار والشرح [إلى الاستدلال على هذا]. إنّ مسؤولينا، وبحمد الله، جميعهم من أهل الثقافة، روّاد الساحة الثقافية في الدرجة الأولى. السيد الدكتور روحاني -والذي هو رئيس جمهوريتنا- هو شخصية ثقافية قبل أن يكون شخصية سياسية؛ حسنٌ، نحن ومنذ سنواتٍ طويلة، نعرفه بهذا الشكل وبهذا العنوان؛ من بدايات الخمسينيات2 [الهجرية-الشمسية] ونحن نعرفه كشخصية ثقافية. بحمد الله فإنّ رؤساء السلطات الثلاثة ومسؤولي البلد كلّهم هكذا، وأنتم شخصيات ثقافية؛ وفي الواقع أنتم ناشطو الساحة الثقافية قبل أيّ عنوانٍ آخر. لذا فإنّه لا يلزم أن أتحدّث معكم حول مسألة الثقافة والقيم الثقافية، وأهميتها للبلد؛ لكن ما أطلبه منكم هو الاهتمام الخاص من قِبَلكم في إظهار وإبراز هذا الموضوع لأنّكم جميعاً (وحيثما كنتم)، لديكم (وبحمد الله) مكانًا للكلام والتأثير، وعندكم منابر بتصرّفكم؛ استفيدوا منها؛ كي تأخذ مسألة الثقافة، في المجتمع وفي نظر نخبة البلاد، المكانة اللائقة والمناسبة لشأنها؛ هذا أمرٌ مهمّ جدًا.

الثقافة ليست هامشًا؛ هي الأصل
إنّ الثقافة هي هُوية أيّ شعبٍ. القيم الثقافية هي روح الشعب ومعناه الحقيقيّ. كلُّ شيءٍ مرتبط بالثقافة. الثقافة ليست هامشًا للاقتصاد وتابعة له؛ ليست هامشًا للسياسة وتابعة لها، بل إنّ الاقتصاد والسياسة هما تابعان للثقافة وهامشان لها. ينبغي الالتفات إلى هذا الأمر. لا يمكننا أن نفصل الثقافة عن الساحات الأخرى ونفكّك بينها؛ وكما أشار إلى هذا الأمر3، حين قلنا: ينبغي أن يكون للمسائل الاقتصادية والمسائل المتنوعة ملفٌّ ثقافيّ مرفَق خاص بها4، فالمعنى هو هذا؛ المعنى أنّنا حين نريد أن نقوم بحركة أساسية، في مجال الاقتصاد أو السياسة أو العمران أو التقنيات أو إنتاج العلم والتقدّم العلمي، ينبغي أن نلتفت إلى لوازمها الثقافية. يقوم الإنسان أحيانًا بعملٍ ما، عمل اقتصاديّ [على سبيل المثال]، ولكنّه لا يلتفت إلى لوازمه وآثاره الثقافية. نعم، العمل عليه كبير؛ عملُ اقتصاديّ كبير، ولكن غاية الأمر أنّه يترتّب عليه لوازم وآثار تسبّب أضرارًا للبلد؛ هكذا هي الثقافة. ينبغي أن نأخذ هذا البُعد الثقافي في جميع المسائل، ولا ندعه يغيب عن بالنا.

التخطيط وعدم الانتظار؛ تربية الأهداف الثقافية
الثقافة تحتاج إلى التخطيط أيضًا؛ ينبغي عدم الانتظار والتوقّع بأنّ ثقافة البلد- سواء الثقافة العامة أو ثقافة النُخَب أو ثقافة الجامعات وغيرها- تتحسّن وحدها وبشكلٍ عفويّ وتسير إلى الأمام؛ كلاّ! إنّ هذا الأمر يحتاج إلى التخطيط. وبالنسبة إلى مسألة الإشراف والرقابة والرصد وهكذا مسائل، فسأتحدّث عنها لاحقاً؛ لا يصحّ أن لا يشعر مسؤولو بلدٍ بالمسؤولية، في مجال التوجيه الثقافي للمجتمع. وكما أشار السيد رئيس الجمهورية5، فإنّه يجب على الحكومة والمسؤولين أن يهتمّوا بالتيّار العام لثقافة المجتمع؛ أن ينظروا إلى أين نسير، ما الذي يحدث، ما الذي ينتظرنا؛ فإذا وُجدت عوائق ينبغي عليهم إزالتها؛ والعمل على ضبط الموانع والعناصر المخرِّبة والمفسدة والوقوف بوجهها. نحن عندما نقول لبستانيّ وحدائقيٍّ ماهر وخبير بأن: "قُم بتعشيب هذا البستان وقلع الأعشاب الضارّة"، فهذا لا يعني أنّنا نقف في وجه نموّ هذه الأزهار وتكاملها أو أنّنا نريد أن نصدر لها أمرًا؛ كلاّ، بل أنتم في هذه الحال تسمحون لهذه الورود المعطّرة، ذات الرائحة الجميلة، بأن تنمو وتتربّى بحسب طبيعتها واستعدادها، وأن تستفيد من الماء والهواء، ونور الشمس؛ ولكنّكم إلى جانب هذا لا تسمحون للأعشاب الضارّة بأن تنمو، وإلاّ فإنّها ستمنع تكامل الأزهار. فحين نخالف أحيانًا بعض الظواهر الثقافية بشكلٍ جديّ، ونتوقّع من مسؤولي البلاد- سواءً المسؤولين الثقافيين أو غيرهم- ومن مجلسكم هذا [الثورة الثقافية] أن يقفوا بوجه هذه الظواهر، فلأجل هذا الأمر؛ أي: إنّ مقاومة العوائق الثقافية لا تتنافى أبدًا مع تنمية وحرية وتربية الأهداف الثقافية المنشودة؛ هذه النقطة شديدة الأهمية.

إزالة العوائق والموانع
ولقد ذكرتُ سابقًا لوزارة الإرشاد [الثقافة]، ولوزيرنا المحترَم الحالي في وزارة الإرشاد، مضمون هذه المطالب، وكذلك تحدّثت مع جناب السيد روحانيّ في هذه المجالات، وأذكرها لكم أيضًا: إنّ إحدى واجبات الحكومة إشرافيًا ورقابيًا أن تلتفت وتهتمّ بهذه العوائق. إذا فرضنا مثلًا أنّه في الثقافة العامة يوجد الآن عامل وآفّة خطرة باسم "الطلاق". افرضوا، والحال هذه، أنّ حركة إعلامية أو إعلانية ظهرت في أنحاء البلاد، تؤدي إلى إضعاف بنية الأسرة، وتساهم في الطلاق، حسنٌ، إنّكم مجبورون أن تمنعوا هذه الحركة؛ أي: إنّكم إن أردتم ألاّ يَروج الطلاق في المجتمع، فعليكم الانتباه إلى هذا المعنى؛ يجب أن تمنعوا هذا الأمر الذي يؤديّ بشكلٍ طبيعيّ إلى جرف الناس والشباب والشابات نحو عدم الرغبة في العائلة وعدم الاكتراث بمؤسسة الأسرة وتجاهل الزوج أو الزوجة [أحدهما الآخر] من المؤكّد وجود مخالفة وعقبات. هذه مسألة أيضاً.

ثقافة البلد؛ مسؤولية شرعية
بناءً على هذا، فإنّنا نتحمّل مسؤولية شرعية ومسؤولية قانونية تجاه ثقافة البلد والثقافة العامة للبلد. بالطبع، نحن نرى أنّه، في بعض الصحف والمطبوعات والكتابات والتصريحات والأقوال، يريد البعض، وتحت عنوان "الدين الحكومي" و"الثقافة الحكومية"، أن يحدّوا من إشراف الحكومة وتكوين وصمة خاطئة والعمل على مخالفتها، [فيُقال:] أيّها السيّد، إنّهم يريدون جعل الدين حكوميًّا؛ وجعل الثقافة حكوميةً! ماذا يعني هذا الكلام؟ لا يوجد فرق بين الحكومة الدينية والدين الحكومي. الحكومة هي جزء من الشعب؛ الدين الحكومي هو الدين الشعبيّ؛ ذلك الدين الذي عند الناس، والحكومة عندها هذا الدين نفسه. الحكومة لديها واجب أكبر بترويج الدين. كلّ من لديه قدرة ينبغي أن ينفق منها؛ عالم الدين ينبغي أن ينفق بمقدار استطاعته؛ الطالب الجامعي ينبغي أن يبذل بمقدار استطاعته؛ وكذلك كلّ إنسان يمتلك منبرًا أو مجالًا للنفوذ والتأثير على الناس، فعليه أن ينفق بمقدار استطاعته. إنّ [الجهة] الأكثر قدرةً من كلّ هؤلاء هي سلطة الحكومة؛ حسنٌ، بالطبع ينبغي أن تنفق هذه السلطة بمقدار استطاعتها في سبيل ترويج الفضائل ومنع ما يعيق رقيّ هذه الفضائل. فإذًا، تحتاج ثقافة المجتمع إلى مسؤول يتولّاها؛ وهي في ذلك كالاقتصاد.

تدخّل الحكومة وإشرافها؛ واجب وضرورة
في المجال الاقتصادي، أنتم تعتقدون أيضًا بأنّ الاقتصاد ينبغي أن يكون بأيدي الناس؛ وهذا هو اعتقادنا أيضًا وقد بيّناه في تفسير المادة 44 6. حسنٌ، هذا لا يعني أن تسمح الحكومة لشخصٍ ما بالقيام بنشاطٍ اقتصاديّ واحتكار وحقّ حصريّ يؤديّ بالنهاية إلى تضرّر النّاس؛ أنتم تقفون في وجهه؛ وفي وجه الاحتكارات والانتهاكات والفساد المالي واستغلال الإمكانات الحكومية والعامة؛ أي أنّكم تقفون أمام هذه العوائق. مع أنّنا نعتقد بأنّ الاقتصاد لا ينبغي أن يكون حكوميًا- أنا العبد كنت أعتقد بهذا منذ البدايات، أي، من ذلك الزمن الذي كان مسؤولونا الحكوميين يسعون وراء الاقتصاد الحكوميّ، لم أكن معتقدًا بهذا، وكنتُ أضرب لهم أمثالًا بهذا المعنى7- ولكن في الوقت نفسه الجميع يؤيّدون إشراف الحكومة؛ [حتّى] أنّ تدخّل الحكومة واجب ضروريّ في بعض الأحيان. وافرضوا مثلًا أنّكم لاحظتم أنّه لا يوجد رغبة عند أحدٍ في العمل الاقتصاديّ الفلانيّ، ولا يوجد نشاط فيه؛ صاحب رأس المال لا يريد الاستثمار في هذا المجال، أنتم كدولة ماذا تفعلون؟

لا شكّ أنّكم تستثمرون في هذا المجال. افرضوا أنّ هناك مادة يحتاجها البلد، وصاحب رأس المال- كتاجر، وبنظرة اقتصادية إلى الموضوع- لم يسعَ وراء التجارة بها، فهي تشكّل ازعاجًا له، ولا يتوقع أرباحًا مناسبة منها. أنتم ماذا تفعلون؟ لا شك أنّكم تستوردون هذه المادة أو أنكم تنتجون هذه المادة المطلوبة. بناءً على ذلك، ومثل هذه الحالات الأخرى، حيث تقوم الحكومة بتكميل النواقص وتصحيح الأخطاء ومنع الانحرافات، فلا شك أنّ هذا المعنى، في مجال الثقافة، أهمّ وأعمق بدرجات من مسألة الاقتصاد؛ أنا ذكرت الاقتصاد على سبيل المثال.

بناءً على هذا، فإنّ إشراف أجهزة الحكومة على مسألة الثقافة، ليس بمعنى سلب القدرة والنشاط من الشعب. وكما أشار السيد الدكتور روحاني، وكلامه صحيح8، إنّ الثقافة ترتكز على الشعب؛ كلّ هذه المجالس للعزاء الحسيني، وكلّ هذه الجلسات الخطابية، وكلّ هذه النوادي الأدبية، وكلّ هذه النوادي العلمية، في الأصل، أي حكومة يمكنها أن توجد كل هذا؟ أين يمكن هذا؟ كلّ هذه الجماعات (صلاة الجماعة) وكلّ هذه الأعمال الثقافية المتنوعة التي تُقام في جميع أنحاء البلاد، إذا فرضنا أنّ الحكومات تريد أن تنجز كلّ هذه الأعمال، بالطبع لا تستطيع؛ إنّه عمل الشعب. ولكنّ هذا لا يوجب عليكم -أنّكم حين تلاحظون مثلًا، حركةً تجري في هذه الأعمال الشعبية ذات تأثيرات اجتماعية ضارّة -أن لا تتدخّلوا وتقولوا لا شأن لنا؛ كلا، هُنا من الضروري أن يتمّ التدخّل والإشراف والعمل.

تمسّك الغربي بثقافته، ليس أقلّ من تمسّكنا
الآن، عندما ينظر الإنسان، يرى وللأسف، أنّ بعض الذين لا مسؤوليات لديهم في الأجهزة الرسمية والمؤسسات وما شابه يتحدّثون بطريقة غير مسؤولة؛ حيث إنّهم ينظرون إلى الادعاءات التي تُطلق في البلدان الغربية حول الحرية وما شابه؛ والحال أنّ الواقع ليس كذلك. إنّ إصرار الغربيّ وتمسّكه بقيمه الثقافية ليس أقلّ منا، بل أكثر. افرضوا أنّ العرف والثقافة في البلد الفلاني يفرض أن يكون في مراسم لقاء رئيس الجمهورية، المشروب المعيّن الفلاني. اذا قال رئيس جمهورية ما: إنني لا أريد ذلك، يتمّ إلغاء اللقاء من أساسه! وقد حدث هذا الأمر بالفعل وشاهدناه بأنفسنا في زماننا هذا؛ لعلّ أكثركم تعلمون هذا، ولديكم اطلاع عليه. اذا لم يقبل شخص أن يضع ربطة العنق (الكرافات) وأراد المشاركة في مجلس رسمي، يُقال له: إنّ هذا مخالف "للبروتوكول"، لا يمكن أن يحضر هناك؛ يجب عليكم حتمًا أن تضعوا ربطة عنق أو "بابيون"! حسنٌ، ما هو هذا؟ إنها الثقافة ولا غير، إنّهم متعصّبون ومتمسّكون بها إلى هذه الدرجة.

الاختلاط ليس مساواةً!
مسألة الاختلاط بين النساء والرجال، والتي أطلقوا عليها اسم المساواة؛ وهي للأسف ليست مساواةً، بل هي اختلاطٌ بين النساء والرجال؛ اختلاطٌ مضرّ، مملوء بالسموم المهلكة، وهو بلاء موجود في المجتمعات اليوم، وأكثر ما يسود المجتمعات الغربية نفسها. واليوم قد أدرك علماؤهم أنّ هذا المسار هو مسار لا نهاية له أبدًا، أي أنّها حركة مستمرة بهذا الشكل، وإنّ النّهم الذي لا يمكن إشباعه للطبع الانساني سيؤدي بهذه الحركة إلى "بلاد المجهول والضياع". هم يعتبرون الاختلاط أحد أصولهم؛ إن لم تقبلوا أنتم بهذا، فإنّهم يطردونكم، ويرفضونكم ويذمّونكم9؛ أي أنّهم متعصّبون أكثر منّا ويتمسّكون بأشياء لا يرضاها العقل. أو على سبيل المثال، هذه الحفلات التنكّريّة الرائجة في البلدان الغربية، وتلك الفجائع التي تحدث هناك، والتي تحتاج قصتها لشرح يطول؛ المقصود أنّهم متعصّبون أكثر منّا، ويعاندون أكثر منّا لأجل قيمهم الثقافية، والتي هي في الواقع ضدّ القيم أيضًا [منافية للقيم]. لماذا لا نصمد نحن ونتمسّك بإصرارٍ بثقافتنا؟ بناءً على هذا، فإنّ أهمية الثقافية والاهتمام بها هي مسألة تقع مسؤوليتها، بالدرجة الأولى، على مسؤولي البلد. ومجلسكم هذا [المجلس الأعلى للثورة الثقافية] هو المحل الأعلى [لتحمّل المسؤولية].

لِقرارات المجلس الأعلى حكمُ القانون
المسألة الثانية: هي ما يرتبط بهذا المجلس؛ فالمجلس الأعلى للثورة الثقافية هو أحد الابتكارات المباركة، بالفعل، للإمام العظيم. في البداية، كان هناك لجنة ً للثورة الثقافية، وفيما بعد، حين عُرض اقتراح تشكيل مجلس أعلى للثورة الثقافية، وافق فورًا دون أي تردّد أو أي سؤال وجواب، وأصدر حكمًا فوريًا نافذًا. ثم سألته –وكنت حينها رئيسًا للجمهورية- هل لقراراتنا حكم القانون، فأجاب الإمام: يجب العمل بالمقررات [الصادرة عن المجلس]. أي: إنّه منح للقرارات حكم القانون. وهذا كان من الأعمال المهمة للإمام العظيم. وصحيح ما قاله الدكتور روحاني من أنّ هنا أعلى وأفضل مركز؛ أي: إنّه لا توجد أي حكومة يمكن أن تستغني عن هكذا مجموعة؛ والحمد لله فهذا رأسمال كبير.


أهم ما لدى هذا المجلس هم أعضاؤه المحترمون؛ أي أنّه في الواقع، هذه المجموعة المتشكّلة – سواءً من أعضاء حقيقيين أو أعضاء حقوقيين- هي المجموعة الأفضل، وها أنتم هنا. حسنٌ، رئيس هذا المجلس هو رئيس الجمهورية، أي رئيس السلطة التنفيذية في البلد؛ نائباه كذلك، رئيس مجلس الشورى الإسلامي ورئيس القوة القضائية. هذا أمر بالغ الأهمية؛ هذه شخصيات ثقافية، من أهل الثقافة، ومن المتحسّسين للمعاناة الثقافية، الذين تحضر عندهم مسألة الثقافة دومًا كمسألة أساسية؛ وكذلك أعضاء المجلس، فهُم شخصيات مهمة. إحدى أهم خصائص هذا المجلس ونقاطه المهمة، هي أنّه يمنع من أن تتّبع مسألة ثقافة البلد تقلبات التيارات السياسية والأجنحة السياسية. هذا أمر مهم جدًا، بحيث تنجو الثقافات من حالة الإجراءات اليومية.


للمجلس هذه المكانة الثابتة والمستقرة في جميع الحكومات المتوالية –يتغيّر أحيانًا بعض الأعضاء، ولكن هذا التغيير لا يُضعِف التركيب المهمّ لأعضاء المجلس الحقيقيين والحقوقيين- وهذه المكانة تمنح ثباتًا لحركة البلد الثقافية. ولقد أُنجزت أعمال مهمة في هذا المجلس، ولعلّني أشير إليها لاحقًا. ما أريد أن أؤكد عليه، في هذا القسم المتعلّق بالمجلس، هو أنّ على أعضاء المجلس أن يؤمنوا بهذا المجلس، ويعتقدوا [بقدراته]؛ آمِنوا وصدّقوا بأنّ ها هنا المقرّ المركزي لثقافة البلد؛ آمنوا وصدّقوا بأنّ ها هنا مركز قيادة المسائل الثقافية الأساسية للبلد، ومركز تخطيط سياساته. ينبغي على أعضاء المجلس أن يلتفتوا إلى هذا، [من خلال] الحضور المستمرّ، سواء حضور الأعضاء بشكل مستمرّ أو حضور المجلس نفسه. أي: إنّ هذا المجلس لا يتحمّل التعطيل. حسنٌ، [عندما يكون] لرؤساء البلاد سفر، يذهبون إلى هنا وهناك؛ ينبغي أن لا يعطّل هذا الأمر عمل المجلس، ينبغي على المجلس أن يتابع ويستمر؛ أي: إنّ الآليات المقرّرة لإدارة المجلس هي لأجل منع تعطيل هذا المجلس. وهذه أيضًا، مسألة متعلّقة بالمجلس. فيما يتعلّق بالمقررات المصدّقة،


أجل، إنّ لي كامل الاعتقاد بأنه ينبغي التصدي للكليّات والمسائل الأهم، المسائل البنيوية والبنى التحتية؛ هذا الأمر الذي تمّت رعايته خاصة في السنوات الأخيرة الماضية. كنّا سابقًا منزعجين جدًا؛ لأنّ مسائل فرعية كانت تأخذ أحيانًا أوقاتًا طويلة لبحثها؛ في ذلك الزمان، في الستينيات [الثمانيات الميلادية] حين كنت أنا –العبد لله- في المجلس أيضًا، كنا نعاني من هذه المشكلة حيث كانت تضيع أوقات طويلة أحيانًا لأجل شخص ما؛ بينما تبقى الأعمال الأصلية معطّلة؛ ولكن، بحمد الله، اليوم ليس كذلك.

ضمانة التنفيذ؛ عهدة مختلف الأجهزة
المسألة الثالثة :هي مسألة ضمانة التنفيذ؛ مقررات المجلس ينبغي أن تُنفّذ؛ الآن إذا قمتم بتدوين آليات لضمانة التنفيذ، فبها ونعِمت؛ ولنفترض أنّه لم يصدر آليات خاصة لضمان تنفيذ مقررات المجلس، فإنّ حضور رئيس الجمهورية ورئيس السلطة التشريعية لوضع القوانين والتشريعات-في الحالات التي تستدعي تشريع القوانين- وحضور الوزراء المحترمين ومسؤولي الأجهزة المعنيّة بحد ذاته -ينبغي أن يكون بمثابة ضمانة للتنفيذ؛ أي أنّكم، افرضوا مثلًا أنّ الخلاصة العلمية الشاملة- في الواقع من الأعمال الكبرى للمجلس، صياغة وثيقة الخارطة العلمية الشاملة للبلد وهو عمل جيد جدًا، وكذلك فإن آليات تنفيذية جيدة قد قُررت له، وهي جزء من الأعمال- عندما تصدر فإنّ الأجهزة التنفيذية، وكلٌّ بحسب دوره، ينبغي أن تتابع إنجاز هذا العمل؛ أو مثلًا وثيقة الهندسة الثقافية10- حيث سمعت بأنّ العمل فيها قد شارف على الانتهاء أو أنّه انتهى- وينبغي حتمًا أن يتمّ إعداد آليات تنفيذية له كي يتحقق؛ أو وثيقة الجامعة الإسلامية أو وثيقة التحوّل البنيوي للتربية والتعليم والتي يتعهد وزير التربية والتعليم المحترم بتطبيقها عمليًا؛ أو الوثيقة الاستراتيجية لنخب البلاد- وقد شاركتُ أنا في ذلك اللقاء- وهي وثيقة بالغة الأهمية والتي ينبغي على معاونيّة رئيس الجمهورية متابعتها؛ وخلاصة القول: يجب على أعضاء المجلس وعلى الأجهزة الثقافية أن يقبلوا ويؤمنوا بأنه قد جعلنا هذا المكان مقرًّا مركزيًا.

الهجوم الثقافي أهمّ واخطر من العسكري!
من الممكن أن يكون إطلاق كلمة "مقرّ" ثقيلًا على مسامع البعض-لأنّ المقرّ هو مصطلح حربي، مصطلح عسكري- فيقول: يا سيد إنّ المقرّ هو للمسائل العسكرية؛ أنتم -حتى في المسائل الثقافية أيضًا- لا تتخلّون عن الفكر العسكري؟! حقيقة القضية أنّه إن لم يكن الهجوم الثقافي أهم من الهجوم العسكري وأخطر، فإنّه ليس بأقل منه ولا أخفّ؛ اعلموا هذا الأمر؛ أي أنّكم تعلمون أنكم هنا في ميدان هجوم وصراع أيضًا، وخاصة في المقر العسكري، فإنّ الأمر كذلك؛ ليس للمقر مسؤولية تنفيذ مباشرة؛ بمعنى أن يتبع له مجموعة خاصة؛ ولكن الفرق والوحدات العسكرية توضع تحت تصرفه، وبتعبير العسكر، فإنه يوضع في الضبط والسيطرة العملاتية.

عندما ننشئ مقرًا عسكريًا، يقول الحرس الثوري مثلًا: إنّ عددًا من وحداتي سيكون خاضعًا للضّبط العملياتي لتلك التشكيلات، ودعم وإمداد تلك الوحدات يرجع الى ذلك التشكيل- الجيش أو الحرس أو جهة أخرى- وأما إدارة هذه الوحدات وتوجيهها فيقع على عاتق المقرّ؛ أي: إنّه ينبغي ملاحظة هكذا حالة هنا (في المجلس).

على أي حال، فإنّ هذه الوثائق التي أعددتموها –وهي وثائق جيدة جدًا وأنا ذكرت أسماء بعضها فقط، وبالطبع هي أكثر من ذلك - خذوها بمنتهى الجدية ولا يكن الأمر، مثلًا، بأنّ وثيقة تتعلق بقطاع التعليم العالي أو تتبّع وزارة الصحة أو التربية والتعليم أو وزارة الإرشاد (الثقافة)؛ فيقوم المجلس بإعداد الوثائق وتصديقها، ومن ثم يسلّمها إلى ذلك القطاع وينسحب متنحّيًا. كلا! المصلحة لا تقتضي هذا. ينبغي للمجلس أن يتابع إشرافه على جودة التنفيذ، وحتى انتهاء العمل؛ أو على الأقلّ حتى يسير هذا العمل في مساره المطلوب ويتأكد المجلس أنّ العمل يُنفّذ كما يجب. بناءً على هذا، نعتقد أنّ مسؤولية المجلس كبيرة أيضًا في مجال ضمانة التنفيذ.


قضية الغزو الثقافي؛ واقع موجود
المسألة الرابعة التي نعرضها، هي مسألة الغزو الثقافي. قبل عدة سنوات، طرحنا بحث الغزو الثقافي هذا، وأنكر بعضهم أصل وجود هذا الغزو؛ قالوا: أي غزو؟ ثم شاهدوا فيما بعد وبشكل تدريجي أنّه ليس نحن [فقط] من يقول ذلك، فقد طرحت العديد من البلدان غير الغربية مسألة الغزو الثقافي، وصرّحت بأنّ الغربيين يقومون بغزو ثقافي ضدنا؛ بعدها، ثم بعد ذلك، ظهر أنّ الأوروبيين أنفسهم صاروا يقولون أيضًا أنّ أميركا تقوم بغزو ثقافي ضدنا!

لا بدّ أنكم شاهدتم وقرأتم ما قاله الأوروبيون من أنّ الأفلام الأمريكية، والكتب الأمريكية تغزونا ثقافيًا وتؤثر على ثقافتنا! وأخيرًا وببركة اعتراف الآخرين، فإنّ الكثيرين ممن كانوا ينكرون هذه المسألة قبلوا كلامنا واعترفوا بوجودها. إنّ الغزو الثقافي هو واقع موجود. وحاليًا فإنّ المئات- أنا أقول الآن المئات، ويمكن قول الآلاف؛ منتهى الأمر، أودّ أن أحتاط قليلًا في مجال الإحصاءات، فأقول المئات- من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والأنترنتية والمكتوبة في العالم، تعمل الآن على استهداف إيران! الهدف هو إيران! ليس أنّهم يقومون بعملهم [المطلوب] فحسب؛ هناك حالة تفترضون فيها، أنّ إذاعة البلد الفلاني أو تلفاز البلد الفلاني يقومان بعملهما كالمعتاد؛ كلا، ليس الأمر كذلك. الأصل أنّ هدفهم هنا؛ يعدّون برامجًا باللغة الفارسية ثم يلائمونها مع وقت استماع الناطقين باللغة الفارسية، يرصدون قضايانا وبناءً عليها، يختارون المواضيع والمحتويات لوسيلتهم الإعلامية؛ وبالتالي من الواضح جدًا أنها تستهدف إيران. هم أنفسهم يصرّحون بذلك، ولا ينكرونه.

ادوات ووسائل الغزو؛ نماذج، افلام ودعاية
بناءً على هذا، فإنّ الغزو الثقافي هو حقيقة موجودة يريدون التأثير على ذهن شعبنا وعلى سلوك شعبنا؛ من الشباب والفتيان وحتى الأطفال. وإنّ الألعاب الأنترنيتية هي من جملة هذه الأمور؛ الألعاب والدمى التي تُستورد إلى البلد هي كذلك أيضًا، وكم تحسَرتُ على موضوع إنتاج ألعاب ودمًى محلية جذابة وهادفة، مطالبًا بعض المسؤولين بأن يتابعوا هذا العمل؛ والحمد لله، يظهر أنّ هناك قرارًا قد اتُخذ في هذا المجال. والآن، إن شاء الله تابعوا أنتم أيضًا هذا القرار حتى يُنفّذ عمليًا.

حسنٌ، قام أصدقاؤنا في احدى المؤسسات الناشطة بصناعة دمًى جيدة؛ كانت نوعيتها جيدة؛ في البداية، ثارت ثائرة الجهة المقابلة- أي المخالفون الأجانب- بأنّ هؤلاء قد صنعوا هذه الدمى في مواجهة "باربي" وأمثالها؛ ولكنّها لم تصل إلى الهدف المنشود. أنا قلت لهم: إنّ مشكلة عملكم هي أنكم قد جئتم وأحضرتم إلى الأسواق دمية بنت وصبي بالاسم الفلاني، لكن أولادنا لم يكونوا يعرفون هذه الدمى بالأصل– لاحظوا، حين نقول "ملف ثقافي مرفق"، فهذا ما نعنيه- حسنٌ، إنّها دمية فقط، والحال أنّ الولد عندنا يعرف "الرجل العنكبوت" ويعرف "الرجل الوطواط" حيث أُنتجت عشرة أو عشرون فيلمًا (عن هذه الشخصيات) والولد قد شاهد هذه الأفلام، فيما بعد عندما يشاهد هذه الدمية التي كانت في الفيلم، في المتجر، سيقول لأبيه وأمه: اشتروا لي هذه؛ فهو يعرف هذه الدمية؛ هذا هو المرفق الثقافي. كان عليكم، عندما صنعتم هذه الدمية، إضافةً إلى اللعبة نفسها، أن تنتجوا عشرة أو عشرين فيلمًا للأطفال، للتعريف والترويج لهذه اللعبة بين الأطفال؛ حين تصبح معروفة فسيشترونها بأنفسهم. ولكن، عندما لم تُعرّف ولم تنزل إلى الأسواق فإنّها تتعرّض للإفلاس؛ وقد أفلست. أي أنّه ينبغي الانتباه بدقة إلى هذه الدرجة. على أي حال، فإنّ الغزو الثقافي، بهذا الشكل، هو واقع موجود.

أقوى وسائل الغزو؛ ترويج اللغة
كتب تعليم اللغة. حسن، انتم تعلمون، لقد راج حاليًا تعلم اللغة الإنكليزية- خاصة الإنكليزية لكن حاليًا، اللغات الأخرى أقل منها بكثير- بحيث يتم افتتاح الكثير من المعاهد والمراكز. حسن، يوجد مراكز تعليم؛ كل كتب تعليم اللغة الإنكليزية، والتي تمّ إعدادها بشكل متقن وبأساليب جديدة ومؤثرة، هي ناقلة لنمط الحياة الغربية، أسلوب العيش الإنكليزي. حسن، عندما يدرس ولدنا، فتانا وشابّنا هذه الكتب، فإنه لا يتعلم اللغة فقط؛ حتى إنّه من الممكن أن ينسى تلك اللغة، لكن أكثر ما يترك أثرًا فيه هو ذلك الانطباع والتأثير الذي يحصل عند قراءة هذا الكتاب، عن نمط الحياة الغربية؛ فهذا يبقى ولا يزول؛ إنّهم يقومون حاليًا بهذه الأعمال.

المطلوب:
- العمل والإبداع؛
حسن، ما العمل الواجب في مواجهة هؤلاء؟ يوجد أمران مطلوبان في مقابل هؤلاء: أحدهما "العمل" والآخر "الإبداع"؛ هذان العملان والأمران المهمان ينبغي وضعهما نُصبَ أعيننا؛ يجب علينا العمل، والعمل يجب أن يكون إبداعيًا أيضًا.

- ترجمة الكتب وانتاج الافلام
بالتأكيد، فإنّ مسؤولية الإذاعة والمرئي والمسموع في هذا المجال ثقيلة وكبيرة جدًا. مسؤولية وزارة الإرشاد [الثقافة] ثقيلة جدًّا. أظنّ أنّني قلتُ هذا للسيد جنّتي11، أحد أعمالنا [المطلوبة] هو إصدار الكتب وترجمة الكتب. أنظروا أنتم لتروا في هذا العالم ما هي
الأشياء التي تُنشَر وتُصدَر، وتكون معرفتها ضرورية للشّاب الإيراني؛ ثمّ قوموا بترجمتها، ادفعوا المال للمترجمين؛ كي يُترجموا لكم كما يفعل الآخرون- أنا آنس كثيرًا بالكتاب، وأقرأ الكثير من الكتب، وعندي اطّلاعٌ كبير على ما يجري في سوق النشر وأحدث الإصدارات. هناك أعمال تجري الآن، صاحب رأس المال يدفع للمترجم أموالًا طائلة طالبًا منه "ترجم لي الكتاب الفلانيّ" ولقد سألتُ أحد أولئك السادة: "هل يأتي المترجم إليكم ويراجعكم أم أنتم تذهبون إليه؟" قال: "لا، نحن نذهب إلى المترجم ونطلب منه"؛ ما يقوله صحيح، إنّهم يبحثون عن مترجم ويجدونه؛ كي يترجم لهم. حسنٌ، يجب عليكم أنتم – أيضًا- أن تقوموا بهذا العمل، ترجِموا الكتب، ألّفوا وانشروا الكتب، أنتجوا الأفلام.

أنتجوا أعمالًا إبداعية!
نحن اليوم، وبحمد الله، نمتلك قدرة عالية على إنتاج الأفلام. لقد قلت للسيد الدكتور روحاني- قبل مدّةٍ وجيزة- أنّني شاهدت مؤخّرًا فيلمًا إيرانيًّا؛ والحقّ والإنصاف أنّه من جهة الأسلوب والإتقان والاحتراف، يُضاهي مستوى الأفلام الجيِّدة في هوليوود. وإنّه لأمرٌ مهمّ، حيث أنّنا نمتلك الآن هذه القدرات والإمكانيّات في البلد، بحيث نستطيع إيصال رسالتنا وإيضاح المفاهيم السليمة. الفيلم هو شيءٌ جذّاب؛ السينما هي أداة شديدة الجاذبيّة، وسيلة إعلام ممتازة، أي إنّه حاليًا لا يوجد شيء آخر كالسينما، من حيث القدرة على التأثير؛ حسنٌ، اعملوا على هذا المجال؛ أنتجوا أعمالًا إبداعيّة؛ وهكذا بالنسبة إلى الألعاب وكذلك ألعاب الحاسوب، والدُمى أيضًا. هذه أشياء مطلوبة وضروريّة. لقد أصبحت البندقيّة هي اللعبة الرائجة لدى أطفالنا! ما هذا! والأميركيّون الذين سبقونا بكثير في هذا المجال12، ها هم اليوم نادمون وحائرون لا يدرون كيف يعالجون الموضوع. فأولادنا الذين كانوا يلعبون ألعابًا جيّدة مليئة بالنشاط وتجمع بين الرياضة واللعب والتسلية13– كانت هذه ألعاب أولادنا- فأحضرنا هؤلاء الأولاد وأجلسناهم أمام الإنترنت، حيث لا حركة ولا نشاط بدنيّ، ولا نشاط روحيّ، ويتمّ السيطرة بواسطتها على أذهانهم من قِبَل الطرف المواجه لنا. حسنٌ، تعالوا وأنتجوا ألعابًا، وروّجوا لألعاب؛ هذه الألعاب التي ذكرتها الآن وعشرات الألعاب الأخرى المشابهة والتي كانت رائجة بين أولادنا منذ القِدَم، أعيدوا إحياءها وقوموا بالترويج لها، فهذا من الأعمال المطلوبة، نشر هذه الألعاب والترويج لها. لا ينبغي لنا أن ننتظر دائمًا؛ لنرى الغربيّين وأيّ ألعابٍ يتبنّون ويدعمون؛ فنقوم نحن بدورنا بدعم هذه الألعاب. حسنٌ، أنا لا أودّ الآن أن أقول شيئًا عن بعض هذه الرياضات، ولكن، لابأس، إنّ الكثير من الأعمال الجيّدة هي لنا؛ لقد قلتُ سابقًا إنّ لعبة "تشوكان" [البولو] هي لنا، وقام الآخرون بتسجيلها باسمهم14، حسنٌ، قوموا بالترويج لها. الرياضة التراثيّة "زورخانه" [الفتوّة] هي رياضة جميلة وفنيّة، روّجوا لها؛ ادعموا هذه الألعاب وسيروا بها إلى الأمام وروّجوا لها؛ كي يرغب الأولاد بها ويمارسونها.

أولادنا -أحفادي- يعرفون جيِّدًا أسماء لاعبي ونجوم كرة القدم، يتحدّثون عنهم واحدًا واحدًا وبشكلٍ متكرّر، ولكنّهم لا يعرفون اسم العالم الفلانيّ المعاصر على سبيل المثال؛ اذكروا لهم اسمه فلا يعرفون من هو؛ هذا أمرٌ سيّئ، يجب علينا العمل على هذه الأمور.

إنّني أقول: إنّ علينا في مواجهة مسائل الغزو [الثقافيّ]، أن نتعرّف على الظاهرة عند أول انتشارها، وحتى قبل أن تصل إلينا، افرضوا بأنّ شيئًا ما، فكرةً ما، أسلوبًا ما قد انتشر في العالم؛ وواضح أنّه سيصل إلى هنا- فالعالم اليوم عالم اتّصالات وتواصل وارتباط ولا يمكن إقامة أسوار- قبل أن يصل هذا الأمر، عليكم أن تفكّروا: ما هو أسلوب التعامل الحكيم معه؟ وهذا لا يعني أنّنا دائمًا نرفض [ما يصل إلينا]؛ كلّا، يوجد أحيانًا ظاهرة يمكن أن نقبلها، وأحيانًا، يوجد ظاهرة يمكننا إصلاحها، أو ظاهرة يمكننا أن نضيف عليها ملحقًا فتزول مشكلتها وآثارها السلبيّة. إنّ التأخّر في النهوض والتصدّي، والإدراك والتفكير في المعالجة - يؤدّي إلى هذه المشكلات التي تجعلكم في أوضاع، لا يمكن لكم مواجهتها. فإذاً، أنا لا أقول بأن نكون فقط في حالة دفاعيّة- بالتأكيد حين يكون هناك هجوم، يجب على الإنسان أن يدافع، هذا لا شكّ فيه- توصيتي ليست فقط بالحالة الدفاعية؛ لكن ينبغي علينا التحلّي بالموقف الإثباتي، الوضع الهجوميّ، حالة الحركة الصحيحة. وعلى أيّ حال، فإنّه وفي مقابل الثقافة المهاجمة، إنّ أسوء عمل هو الانفعال؛ أقبح عملٍ هو الانفعال؛ أكثر عمل مؤدٍّ لأفدح الخسائر هو الانفعال. لا ينبغي أن تجعلنا الثقافة المهاجمة في موقع ردّة الفعل والانفعال؛ الحدّ الأقصى هو أن نقول: حسنٌ جدًّا، إنّنا في مواجهة هذا الهجوم لا يمكننا أن نقوم بأيّ حركة! ولكن لا نصبح منفعلين15. الانفعال وتقبّل هجوم العدوّ هو خطأ ينبغي اجتنابه.

معدّل سرعة التقدّم العلميّ الأعلى في إيران!
[خامسًا] المسألة الخامسة التي سجّلتها هنا، هي مسألة العلم في الجامعات وفي مراكز الأبحاث؛ ولحسن الحظّ، لاحظت أنّ السيد الدكتور روحانيّ قد لفت إليها. مسألة العلم بالغة الأهمية؛ أولاً، إنّ هذا التقدّم العلمي لدينا خلال العشرة سنوات الأخيرة هو واقعٌ حقيقيّ؛ بعضهم لم يصدّق هذا الأمر؛ حتّى أنّ البعض أنكره. هناك شخصٌ عزيز- لكن بما بعض الأصدقاء الحاضرين في هذا اللقاء يعرفون من أعني؛ لا أريد أن أذكره بالاسم- وفي بدايات تلك الفترة التي طُرحَت فيها القضية النووية مسألة "أجهزة الطرد المركزية" وما شابه وصارت هذه العناوين تتكرّر، كتب لي رسالة قال فيها: " أيّها السيد، إنّ هذا الكلام هو كذب، لا تصدّق- هذه المسألة وأظنّ أيضًا مسألة الخلايا الجذعية؛ والآن لا أذكر بالضبط؛ رسالته موجودة بين أوراق ملفّاتنا- لا تصدّق أولئك الذين يزوّدونك بالتقارير، فلا صحّة لكلامهم، إنّه خلافٌ للواقع!" هذا الشخص نفسه هو إنسانٌ عالم، إنسانٌ محترم وأنا أثق به، وكذلك فأنّني أحبّ ذلك الشخص، ولكنّه لم يصدّق؛ بالتأكيد نحن صدّقنا، والحمد لله، فإنّ هذا التصديق يتأكّد يومَا بعد يوم. بعد عدّة سنوات كان عندنا لقاء هنا وكان بعض الأصدقاء الحاضرين الآن موجودين في ذلك اللقاء، ذلك الشخص العزيز نفسه التفت إليَّ وقال أنّه في جامعاتنا لا يوجد ترحيب بهذه الإنجازات التي يقوم بها شبابنا وبدأ يشتكي، من الجهة الأخرى للقضيّة، أي: إنّ شبابنا اليوم يقومون بأعمالٍ كثيرة ولكنّها لا تحظى بالدعم والتأييد. تذكّرت حينها كلامه قبل سنوات حين قال لي إنّ هذه الإنجازات هي كذب. كلاّ يا سيّد، هذه الإنجازات صحيحة؛ أن يكون لدينا معدّل سرعة تقدّم علميّ أكثر بثلاثة عشر ضعفًا من المتوسط العالمي للنموّ العلمي، هو أمرٌ صحيح؛ وهذا ما قاله الآخرون، خصومنا قالوا هذا. في القطاعات المتنوعة، فإنّ شبابنا، بحمد الله، استطاعوا القيام بأعمالٍ كبرى واجتهدوا وتقدّموا. توصيتي لوزير التعليم العالي المحترَم ووزير الصحة المحترَم، وبشكلٍ خاص: لا تدعا دورة الحركة هذه تخفّ وتبطئ مسيرها. قوما بتنمية هذه الدورة بقدر استطاعتكما وبتسريعها والتقدّم بها.

تسييس الجامعات، يُبطئ عجلة التقدم العلمي
إنّ تسييس الجامعات من العوامل التي تقف في وجه هذه الحركة؛ فيلتفت السيد فرجي دانا16 والسيد هاشمي17؛ لا تدعا الجامعات تصبح مسرحًا لاستعراض الحركات السياسية. فأن نقبل بأن يصبح شبابنا المولّد المحرّك للتحوّلات السياسية، هذا رأيي وكلامي. حين قلتُ سابقًا هذه المسألة، ألقى عليَّ بعضهم، من هؤلاء السادة الذين يتغنّون بالجامعة، اللوم وعاتبوني "بأنّك قد حمّستَ هؤلاء الشباب وبعث فيهم الهياج، كلاّ! فأنا أؤمن بهذه القضية؛ الجيل الشاب في أيّ مجتمعٍ هو المحرّك المولّد للتحوّلات الاجتماعية والتحوّلات السياسية، وخاصة الشاب الجامعيّ، فإنّ طبيعته هكذا. هذا كلامٌ آخر؛ مختلف عن مسألة جعل الجامعات مكانًا تصول وتجول فيه تيّاراتٌ سياسية بعضها معارض لأصل النظام أو مخالف لتوجّهات النظام، يجب عليكم مراقبة هذا الأمر حتمًا والوقوف بوجهه.

شعار "نحن قادرون"
في هذا المجال أقول هذه الجملة: لقد قال شعبنا "نحن قادرون" فلا تسمحوا بأن تتبدّل هذه الـ "نحن قادرون" إلى العكس منها. قالوا [قال شعبنا] إنّنا نقدر على الوصول إلى القِمَم العلمية الشامخة؛ إنّنا نقدر أن نصبح مرجعًا علميًّا في العالم؛ نقدر أن ننقذ أنفسنا من الحقارة العلمية، واليوم قد أنقذ نفسه منها، لقد اعترف أعداؤنا، خصومنا بأنّ إيران قد امتلكت زمام العلم؛ ليس فقط في المجال النووي، في المجالات الأخرى أيضًا ها هم يقولون ويعترفون، إنّ هذه الـ"قاردون" تصدح في روح هؤلاء الشباب، ولا تسمحوا بزوالها، أنتم أيضًا قولوا "إنّنا قادرون" وسيروا بها قُدُمًا.

"إنّنا قادرون" أن نقيمَ الحضارة الإسلامية الجديدة، وأن نبني عالمًا مفعمًا بالروح المعنوية، ويتقدّم بمعونة المعنويات والهداية المعنوية؛ إنّنا قادرون على إنجاز هذه الأعمال، وسنقوم بها بتوفيق الله.

قلقٌ على الفارسيّة
المسألة السادسة التي سجّلتُها هنا، هي مسألة اللغة الفارسية؛ أنا قلقٌ جدًّا على اللغة الفارسية؛ قلقٌ جدًّا! لقد عملنا منذ سنوات في هذا المجال، قمنا بإجراءات، جمعنا عدداً من الشخصيات للعمل معًا كمجموعة. والآن أرى أنّه لا يجري عمل صحيح في هذا المجال، والهجوم كبير على اللغة. يتزايد استخدام المصطلحات الأجنبية، لدرجة أنّ بعضهم يعتبر من المعيب ألاّ يستخدم التعبير الأجنبي الفلانيّ وأن يستعيض عنه بتعبيرٍ فارسيّ أو عربيّ! يعدّون هذا عارًا! هذا أمرٌ سيئ جدًّا؛ هذا جزء من أجزاء الثقافة العامة التي ينبغي مكافحتها.

أيّها الأصدقاء! لقد كانت اللغة الفارسية ذات يوم هي اللغة العلمية السائدة من قسطنطينية ذلك الزمان، من اسطنبول ذلك الزمان وحتى شبه القارة الهندية؛ وما أقوله عن معرفة واطّلاع. كانت اللغة الفارسية، في الآستانة18- عاصمة الحكم العثماني- ولفترة طويلة من الزمن، هي اللغة الرسمية، وفي شبه القارة الهندية كانت أهمّ الشخصيات تتكلّم اللغة الفارسية، وحين دخل الإنكليز إلى شبه القارة الهندية، كان من الأعمال الأولى التي قاموا بها مواجهة اللغة الفارسية وإيقافها؛ حيث مارسوا شتّى أنواع المكر والحيَل التي يمتاز به الإنكليز لمنع استخدام اللغة الفارسية. وإلى الآن، فإنّ اللغة الفارسية هناك تلقى رواجًا ولديها عُشّاقٌ كُثُر؛ يوجد أشخاص في الهند يعشقون اللغة الفارسية؛ وكنت قد ذهبت إلى هناك وشاهدتهم وبعضهم جاء إلى هنا وقابلته؛ ولكن في مهد [موطن] اللغة الفارسية، ها نحن ننسى اللغة الفارسية؛ ولا نقوم بأيّ خطوةٍ من أجل تمتينها وتعميقها ونشرها؛ ومن أجل منع نفوذ المصطلحات الأجنبيّة الدخيلة عليها. تُستخدم يومًا بعد يوم وبهدوءٍ كلمات- كلّ يوم يأتي شيء جديد- لم نكن قد سمعناها من قبل. أحيانًا يتكلّم بعضهم معي بكلمة فأقول لهم: لم أفهم معناها، ما معنى هذه الكلمة؟ وحين يشرحونها نعرف إنّها جاءت حديثًا! وبالتدريج ينسحب هذا الأمر ويشيع بين طبقات وجماهير الشعب؛ هذا أمرٌ خطِر. يكتبون الاسم الفارسيّ بالخطّ اللاتيني! حسنٌ، لماذا؟ من يريد استخدام هذه الكتابة؟ شخصٌ لغته فارسية أم أجنبية؟ الاسم الفارسي بأحرفٍ لاتينية! أو أسماء أجنبية على المنتوجات الإيرانية وقد أُرسلت لي صورٌ لهذه البضائع! ما الداعي لنقوم بهذا العمل؟ نعم، أحيانًا تريدون تصدير بضائع إلى الخارج، فيُكتب هناك كتابة باللغة الخاصة بالبلد المستورِد إلى جانب اللغة الفارسية- يجب أن يكون هناك كتابة باللغة الفارسية، ينبغي ألاّ تُزالَ اللغة الفارسية عن منتجاتنا أبدًا- ولكن البضاعة التي تُنتَج في الداخل وتُستهلَك في الداخل، ما الداعي للكتابة عليها باللغة الأجنبية؟ ما هي الضرورة التي تستدعي كتابة اصطلاحات أجنبية على حقائب طلاّب المرحلة الابتدائية؟! وهكذا على الألعاب؛ أنا في حيرة من هذا الأمر حقًّا! هذا جزء من الأشياء التي تتحمّلون مسؤوليتها. وطبعًا يوجد في ذهني أمثلة حول هذا الاستخدام للّغة الفارسية ولا أرغب في طرح أكثر من ذلك الآن؛ أسماء الشركات، أسماء البضائع، أسماء المتاجر! والنماذج كثيرة ومتكررة للمصطلحات الأجنبية وخاصة الإنجليزية؛ إنّني أشعر بالخطر من هذا الأمر؛ وما هو مطلوب من حضراتكم ومن المجلس الأعلى للثورة الثقافية أن يتابع المسألة بمنتهى الجديّة وعلى الحكومة أن تواجهها بشكلٍ حازم. والآن ليس المقصود بالمواجهة أنّه - وبدءًا من يوم الغد- يتمّ التعامل مع هذه الظاهرة بأسلوبٍ حادّ أو عنيف! واجهوا المسألة ولكن بكلّ حكمة، انظروا ماذا يمكنكم أن تفعلوا لمنع هذا؛ هذه مسألة أخرى.

مسألة العلوم الإنسانية
[سابعًا] المسألة التالية قضية العلوم الإنسانية وهي مهمّة جدًّا. لقد قدّم لي السيد الدكتور حدّاد- ويظهر أنّه ليس حاضرًا هنا اليوم- تقريرًا مفصّلًا وجيّدًا حول الأعمال التي أُنجِزَت في مجال العلوم الإنسانية، وقامت بها اللجنة التي يرأسها19، بعض الأصدقاء عاتبون واشتكوا من قلّة مخرَجات هذا العمل، وهذا ما ينبغي طرحه في اجتماع المجلس. برأيي، أنا العبد لله، إنّ أهمّ الأعمال الأساسية هو أنّه يجب تدوين المبنى العلمي والفلسفي، للتحوّل في العلوم الإنسانية؛ هذا عملٌ أساسيّ وهو أولوية يجب القيام بها. هذه مسألة أيضًا.

الآفات والمشاكل الاجتماعية وأسبابها الثقافية
[ثامنًا] المسألة الأخيرة، هي قضية الآفات والمشاكل الاجتماعية وأسبابها الثقافية؛ لقد أشرتُ إلى مسألة الطلاق، وهناك مسائل المواد المخدِّرة، وأنواع الفساد المالي، والجرائم. حسنٌ، إنّ من تأثيرات الغزو الثقافي للعدو: تزايد عمليات السطو المسلّح على المصارف؛ حيث شاهدنا هذا أولًا في الأفلام- فليلتفت جناب السيد ضرغامي20- كيف تتمّ هذه السرقات، والآن تحدث هذه العمليات نفسها هنا؛ إنّهم يتعلّمون من الأفلام طبعًا. يجب علينا أن نعرف ماذا نفعل حاليًا. أي أن نفهم هذه المشكلات بشكلٍ حقيقيّ. وكذلك مسألة عدد السكّان؛ وأعتقد أنّني قلت جملةً قصيرةً للدكتور هاشمي21، كذلك تحدّثنا بالتفصيل أنا والدكتور روحانيّ؛ خذوا مسألة عدد السكّان على محمل الجدّ؛ إنّ عدد السكان الشباب ينخفض في بلدنا، وسنصل إلى مكانٍ لا يمكن عندها معالجة المشكلة. عدد السكان ليس من المسائل التي يمكن أن نقول عنها: "لابأس سنفكّر في حلِّها بعد عشرة أعوام"؛ كلاّ، فإذا مضت بضعة أعوام، حين تهرم هذه الأجيال، لن يكون هناك علاج لهذه المشكلة.

موفّقون ومؤيَّدون إن شاء الله. حفظكم الله جميعاً وأدامكم وإن شاء الله يتمّ الاهتمام بما طرحناه.

نتذكّر المرحوم الدكتور حبيبي والذي أصرّ في اللقاء الماضي حين اجتمعنا معًا، على الحضور والمشاركة- على مرضه وحالته الصحية الصعبة- وقد شكرته حينها. حفظكم الله جميعًا وعليكم أن تعرفوا جيدًا قدر هؤلاء الفضلاء والنُّخَب الموجودة هنا كذلك، والطاقات الشابّة في جمعكم والتي وجودها فرصة مغتنمة، وبحمد الله تتمتّع بنشاط الشباب وقدرته وإبداعه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


1- السيدة كبرى خزعلي، معاونة رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية.
2- السبعينيات الميلادية
3- إشارة رئيس الجمهورية إلى تأكيد قائد الثورة الإسلامية على إعداد ملف ثقافي مرفَق للمشاريع المهمّة.
4- (من جملتها إبلاغ السياسات العامة للبرنامج الخامس للتنمية في إطار وثيقة الأفق المستقبلي 1404 (21-10-1384 ه.ش 2008)
5- إشارة رئيس الجمهورية إلى حاجة المجلس إلى قسم للإشراف في الشأن الثقافي.
6- إبلاغ السياسات العامة للمادة (44) من الدستور.
7- من جملتها في 28-5-1362 ه.ش 1983م
8- إشارة رئيس الجمهورية إلى ضرورة المشاركة الشعبية في مسألة الثقافة .
9- أو يعيبون ذلك عليكم
10- رسالة الإمام الخميني (رضوان الله عليه) إلى رئيس المجلس الأعلى للثورة الثقافية.
11- وزير الثقافة والإرشاد الإسلاميّ
12- العنف في ألعاب الأطفال
13- ومن الألعاب التي ذكرها القائد أثناء كلامه: لعبة "الگ دولگ" وهي لعبة رمي الخشبة. "گرگم به هوا": لعبة تشبه اللّقيطة عندنا. وكذلك لعبة " خط كش ولي لي": تشبه لعبة ال x والقفز في المربعات.
14- إشارة إلى تسجيل رياضة "تشوكان" (البولو) في اليونيسكو هذا العام باسم جمهورية أذربيجان
15- أي: في هذه الحالة
16- وزير العلوم والأبحاث والتقنيات
17- وزير الصحة والاستشفاء والتعليم الطبيّ
18- لقب مدينة اسطنبول في العهد العثمانيّ.
19- مجلس التحوّل والارتقاء في العلوم الإنسانية تمّ تأسيسه في 21/7/1388 ه.ش. 2009م تحت إشراف المجلس الأعلى للثورة الثقافية
20- رئيس هيئة الإذاعة والتلفاز
21- وزير الصحة والتعليم الطبي

2013-12-21