يتم التحميل...

السابقون الى الايمان

الموضوعات الغيبية في القرآن

مـن الـمـعـلـوم ان ظـهـور اي دين جديد يقترن بمخالفة السنن والتقاليد الرائجة في ذلك المجتمع وخصوصا الدين الاسلامي الذي ظهر في محيط خرافي ملي بانواع المفاسد والسنن الكاذبة الخاطئة.

عدد الزوار: 8

مـن الـمـعـلـوم ان ظـهـور اي دين جديد يقترن بمخالفة السنن والتقاليد الرائجة في ذلك المجتمع وخصوصا الدين الاسلامي الذي ظهر في محيط خرافي ملي بانواع المفاسد والسنن الكاذبة الخاطئة.

فمن البديهي ان يكون السبق الى الايمان بمثل هذا الدين امرا عسيرا للغاية ويحتاح الى شهامة منقطعة الـنـظـير فالسابقون للايمان يتعرضون عادة لاشد هجمات الجاهلين المتعصبين وبما انهم يشكلون الاقـلية من المجتمع لذا فتكون انفسهم واموالهم في خطر دائما، اضافة الى ذلك يعتبر هؤلا القدوه الحسنة والانموذج الامثل للاخرين وهم الوسيلة والعامل الرئيس في نشر تعاليم السما في الارض،فمن هنا يكون للسابقين في الايمان امتيازا كبيرا ودرجة رفيعة وقد وعدهم اللّه تعالى وعدا قاطعا بدخول الجنة، كما ورد ذلك في قوله تعالى : ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ الواقعة آية ـ10-11-12.

هـذا فـي حـالـة تـفـسـير "السابقون" بمعنى السابقون الى الايمان، لكن بعض المفسرين فسروا "السابقون" بمعنى السابقون الى طاعة اللّه "اطاعة اوامر اللّه" اوالسابقون الى الصلوات الخمس او الـجـهاد، او الهجرة، او التوبة واعمال البر، لان السابق الى الخير انما يقتدى به في الخير وهو شاهد على المراد حتى على هذه الصورة.

وكذا الرجال السابقون المؤثرون المتوكلون على اللّه تعالى لهم الاحقية في السبق الى جنات النعيم.

وقيل ان "السابقون" ـ كما جا في الروايات الاسلامية ـ "الامام علي بن ابي طالب" حيث كان اول الـقـوم اسلاما من الرجال وقيل ان السابقين هم "هابيل" و"مؤمن آل فرعون" و"حبيب النجار" و" الامـام علي بن ابي طالب" حيث يمثل كل واحد منهم في عصره مصداقا واضحا للقدوة الحسنة في السبق الى الايمان والجهاد واعمال الخير.

ومما تجدر الاشارة اليه ان اول موهبة جعلهااللّه لهم هي موهبة القرب من اللّه تبارك وتعالى "اولئك المقربون" والتي تفوق كل النعم العظيمة بما فيها جنات النعيم.

ومن المعلوم ان "جنات" تفي بالغرض من دون ذكر "النعيم" الذي هوجمع نعمة وانما ذكرها تعالى لـلـتـاكـيد، ولاعطائها اهمية اكبر، من هنا يمكن الاشارة الى نكتة اخرى وهي ان الجنات موضع الـرحمة والنعم الالهية فقط وهي على خلاف البساتين الدنيوية التي يلزم ادارتها وصيانتها وحفظها جهودا كبيرة اضافة الى ذلك فانها معرضة للافات والفنا والعدم.


* نفحات قرأنية /6/ بحث الجنة / اية الله مكارم الشيرازي.

2015-02-01