يتم التحميل...

من هم الصابئون؟

مواضيع قرآنية

يقول الراغب الأصفهاني: الصابئون قوم كانوا على دين نوح وذكرهم إلى جانب المؤمنين واليهود والنصارى يدل على أنهم كانوا يدينون بدين سماوي ويؤمنون بالله واليوم الآخر.

عدد الزوار: 29

يقول الراغب الأصفهاني: الصابئون قوم كانوا على دين نوح وذكرهم إلى جانب المؤمنين واليهود والنصارى يدل على أنهم كانوا يدينون بدين سماوي ويؤمنون بالله واليوم الآخر.

واعتبر البعض أنهم مشركون، وقيل عنهم أنهم مجوس، وليسوا كذلك، لأن القرآن ذكرهم إلى جانب المشركين والمجوس إذ قال: إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا....
واختلف المفسرون وأصحاب الملل والنحل في تشخيص هوية الصابئين، ووجه تسميتهم.

"الشهرستاني" في "الملل والنحل" يقول: الصابئة من صبأ أي انحرف عن طريق الأنبياء، وهؤلاء قوم انحرفوا عن طريق الحق ودين الأنبياء فهم "صابئة".

ويقول "الفيومي" في "المصباح المنير": إن "صبأ" تعني الخروج من الدين إلى دين آخر.

وفي معجم (دهخدا) الفارسي: الصابئون جمع صابئ وهي كلمة مشتقة من (ص - ب - ع) العبرية التي تعني الغوص في الماء (أو التعميد)، وسقطت العين في التعريب، وتسمى هذه الطائفة التي تسكن خوزستان باسم (المغتسلة) لذلك.

(جسينوس) الألماني يذهب إلى أن هذه الكلمة عبرية، ولا يستبعد أن تكون مشتقة من كلمة تعني "النجم".

صاحب كتاب "كشاف اصطلاح الفنون" يقول: "الصابئون فرقة تعبد الملائكة ويقرأون (الزبور) ويتجهون نحو القبلة".

وجاء في كتاب "التنبيه والإشراف" نقلا عن "الأمثال والحكم" ص 1666: "قبل أن يطرح (زراتشت) دعوة المجوسية على (جشتاسب)، وكان أهل هذه الديار على مذهب (الحنفاء)، وهم الصابئون، وهو دين جاء به (بوذاسب) على عهد (طهمورس)".

سبب اختلاف الآراء
حول هذه الطائفة يعود إلى قلة أفرادها وإصرارهم على إخفاء تعاليمهم، وامتناعهم عن الدعوة إلى دينهم، واعتقادهم أن دينهم خاص بهم لا عام لكل الناس، وأن نبيهم مبعوث إليهم لا لغيرهم. ولذلك أحيطوا بكثير من الغموض واكتنفتهم الأسرار، وهم يتجهون نحو الانقراض.

الإلتزام بتعاليمهم
على غاية الصعوبة، ففيها أنواع الأغسال والتعميدات في الشتاء والصيف، ويميلون إلى الانزواء والابتعاد عن غير أبناء دينهم ويحرمون
تزوج النساء من غير الصابئين، وكثير منهم اعتنق الإسلام نتيجة اختلاطهم بالمسلمين.
* * *
معتقدات الصابئين

يعتقد الصابئة أن أول كتاب مقدس سماوي نزل على آدم، وبعده على نوح، ثم على سام، ثم على " رام "، ثم على إبراهيم الخليل، ثم على موسى، وأخيرا على يحيى بن زكريا.

كتبهم المقدسة

1 - " كيزاربا " ويسمى أيضا " سدره " أو " صحف " آدم، وفيه آراء حول كيفية بدء الخلق.
2 - كتاب " أدر أفشادهي " أو " سدرادهي " ويتحدث عن يحيى وتعاليمه ويعتقد الصابئة أنه موحى إلى يحيى عن طريق جبرائيل.
3 - كتاب " قلستا " وفيه تعاليم الزواج والزوجية، وهذا إلى جانب كتب كثيرة أخرى يطول ذكرها.
يبدو مما سبق أن هؤلاء أتباع يحيى بن زكريا، الذي يسميه المسيحيون يحيى المعمد، أو يوحنا المعمد.
صاحب كتاب " بلوغ الإرب " له رأي آخر بشأن الصابئة، يقول:
" هم من يعتقد في الأنواء اعتقاد المنجمين في السيارات حتى لا يتحرك ولا يسكن ولا يسافر ولا يقيم إلا بنوء من الأنواء ويقول مطرنا بنوء كذا..
وهؤلاء كانوا قوم إبراهيم الخليل (عليه السلام) وهم أهل دعوته وكانوا بحران، فهي دار
الصابئة، وكانوا قسمين: صابئة حنفاء، وصابئة مشركين، والمشركون منهم يعظمون الكواكب السبعة والبروج الاثني عشر، ويصورونها في هياكلهم...
ويتخذون لها أصناما تخصها ويقربون لها القرابين.
وطوائف منهم يصومون شهر رمضان ويستقبلون في صلواتهم الكعبة ويعظمون مكة ويرون الحج إليها ويحرمون الميتة والدم ولحم الخنزير ويحرمون من القرابات في النكاح ما يحرم المسلمون، وعلى هذا المذهب كان جماعة من
أعيان الدولة ببغداد منهم هلال بن المحسن الصابي صاحب الديوان الإنشائي
وصاحب الرسائل المشهورة، وكان مع المسلمين ويعبد معهم ويزكي ويحرم المحرمات، وكان الناس يعجبون من موافقته للمسلمين وليس على دينهم، وأصل دين هؤلاء فيما زعموا أنهم يأخذون محاسن ديانات العالم ومذاهبهم ويخرجون من قبيح ما هم عليه قولا وعملا، ولهذا سموا صابئة، أي خارجين، فقد خرجوا عن تقييدهم بجملة كل دين وتفصيله إلا ما رأوه فيه من الحق ".
من مجموع ما سبق يتبين أن الصابئين كانوا في الأصل أتباع أحد الأنبياء
وإن اختلف المحققون في تعيين نبيهم. وتبين أيضا أن عدد هؤلاء قليل وهم في حالة انقراض1.
 


1- تفسير الأمثل /سورة البقرة / اية الله الشيخ مكارم الشيرازي.

2015-04-06