يتم التحميل...

السؤال 102: المجتمعات والقيادة

110سؤال وجواب

على أية أسس يعتقد الإسلام أن جميع المجتمعات تحتاج إلى قيادة؟

عدد الزوار: 11

المجتمعات والقيادة

السؤال 102: على أية أسس يعتقد الإسلام أن جميع المجتمعات تحتاج إلى قيادة؟


ج: القيادة في حقيقة أمرها عبارة عن تعبئة قوى البشر والاستفادة الصحيحة من القوى الإنسانية، وأهمية القيادة مبنية على أصول ثلاث:

الأصل الأول: يتعلق بأهمية الإنسان والقوى والاستعدادات الكامنة فيه والتي لا يتنبّه الإنسان إليها عادة. يتحدث القرآن المجيد فيقول تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ.1 فيشير سبحانه وتعالى الى تقدم آدم (ع) على الملائكة (ع) في موضوع تعلم الأسماء الإلهية. فيا أيها الإنسان لا تظنن أنك عبارة عن قبضة من الماء والتراب، بل فيك أشياء وأشياء فلا تقس نفسك مع الموجودات الأخرى.

الأصل الثاني: يتعلق بالفرق بين الإنسان والحيوان. برغم أن الإنسان من جنس الحيوان، الا أنه مختلف عنه من جهة إيداع الغرائز والتجهُّز بها، بمعنى أنه أضعف من الحيوان من هذه الجهة. أما الحيوانات فهي مجهزة بسلسلة من الغرائز، وليست بحاجة إلى إدارة وقيادة من الخارج، لأن غرائزها وأعمالها مسيرة ومقادة بنحو ذاتي لا تحتاج معه إلى مدير وقائد. أما الإنسان وعلى الرغم من أنه من أكثر الموجودات تجهيزاً بالقوى والاستعدادات، غير أنه من أضعف الموجودات وأفقرها من حيث ايداع الغرائز التي تقوده من الداخل، فإن كان مبنياً على الانقياد بالغريزة، كان يجب أن يجهز بالغرائز أكثر من الحيوانات بأضعاف مضاعفة، لذلك فهو بحاجة إلى القيادة والإدارة والدليل من الخارج، وهذا هو الأصل والمبنى لفلسفة بعث الأنبياء.

الأصل الثالث: يتعلق بالقوانين الخاصة بحياة البشر. فالسلوك البشري تحكمه سلسلة أصول، بحيث إذا أراد إنسان أن يقود البشر ويهديهم ويديرهم، لن يتيسّر له ذلك إلاّ من طريق معرفة القوانين التي تحكم حياة البشر وأنماط سلوكهم المعيشية.

إن مسائل القيادة لها علاقة وثيقة بنفوس البشر، تتعامل معها وتعالجها، لذلك فإن جذب النفوس وتحريكها لتتعاون وتمضي باتجاه الهدف المقدس السّامي بحاجة إلى مهارة خاصّة وظرافة غير عادية، وهذا ليس عمل أي انسان.2


1- سورة البقرة: 31 - 32.
2- امدادهای غيبی در زندكی بشر (المدد الغيبي في حياة البشر)، ص 113 - 115.

2016-01-20