يتم التحميل...

السؤال 97: المشككون

110سؤال وجواب

نشاهد في السنوات الأخيرة بعض الأشخاص الجامعيين يتحدثون بشكل علني ضد الدين، أو يكتبون مقالات في الجرائد والمنشورات تخالف أصول الإسلام المسلّم بها، ولا نرى أي تحرك يمنع هؤلاء المشكّكين من قبل المسؤولين المعنيين، برأيكم هل يعد انتشار هذه المسائل في المجتمع أمراً خطيراً؟

عدد الزوار: 8

المشككون

السؤال 97: نشاهد في السنوات الأخيرة بعض الأشخاص الجامعيين يتحدثون بشكل علني ضد الدين، أو يكتبون مقالات في الجرائد والمنشورات تخالف أصول الإسلام المسلّم بها، ولا نرى أي تحرك يمنع هؤلاء المشكّكين من قبل المسؤولين المعنيين، برأيكم هل يعد انتشار هذه المسائل في المجتمع أمراً خطيراً؟


ج: أنا لست قلقاً من ظهور أمثال هؤلاء المشكّكين الذين يطعنون في الإسلام بأحاديثهم ومقالاتهم في المجتمع، بل لعلي من جهة ثانية مسرورٌ لأني أعلم أن ظهور أمثال هؤلاء الناس يجعل صورة الإسلام أكثر ظهوراً وإشراقاً. نعم، إن وجود هؤلاء يصبح خطراً عندما يصل المدافعون عن الدين والذّابّون عنه إلى درجة الموتى وانعدام الروح لديهم في مقام المواجهة بالأجوبة المناسبة؛ يعني عندما لا يبدون أي ردة فعل في مقابل المهاجمين على الدين. أما ما دامت الحياة والروح موجودة في الأمة الإسلامية إلى درجة إظهار ردود فعل مناسبة في مواجهة المشكّكين والمرتابين، فإني مطمئن لهذا الأمر، لأنه في الخلاصة يعود بالفائدة على الدين الإسلامي.

لقد رأينا في العقود الأخيرة الماضية أمثال «كسروي» يكتب مقالات ضد التشيع، وأحياناً، مخالفة للدين الإسلامي بشكل عام، أو ظهور أفكار وأحاديث «الحزب الشيوعي» حزب «توده» في المسائل المادية واعتراضهم على أساس الإسلام، وآخرين ممن يتكلمون بخلاف الدين بدعوة حماية الأمة والقومية الإيرانية، هؤلاء خدموا الإسلام من حيث لا يدرون، فعندما كتب «كسروي» تلك الكتب، نهض عدد من العلماء وتناولوا تلك الشكوك والاعتراضات التي لم تكن موجودة لقرون عدة، وكشفوا الستار عنها وأوضحوا ابهاماتها، وبيّنوا خرافاتها، وشرّحوا أوهامها؛ وبذلك ظهرت صورة الإسلام نقيّة من دونها.

إن ديناً حياً لا يخاف من هكذا ترهات وإن ظهرت؛ الدين الحي يخاف عندما تكون أمته ميّتة إلى درجة لا تحرِّك ساكناً في وجه هؤلاء، ولا تظهر أي ردة فعل معاكسة.

إن ديناً منطقه مبنيٌّ على الفكر والعقل، وعلى أسس الحساب والفلسفة وسلسلة من المصالح الواقعية لا يمكن أن يكون قلقاً، وعلى هذا الأساس، فإن الحرية الفكرية التي منحها الإسلام للمسلمين وللأمم الأخرى حول الإسلام، ومنذ بداية ارهاصاته في صدر الإسلام، لم تمنحه أمة أخرى ولم يمنحه دين آخر، وهذا من افتخارات الإسلام.1


1- پيرامون انقلاب اسلامی (حول الثورة الاسلامية)، ص 134 - 136.

2016-01-20