يتم التحميل...

س 18: العشق الشهواني

110سؤال وجواب

هل العشق الشهواني (الأرضي المادي) دائماً مذموم ومرفوض؟

عدد الزوار: 13

العشق الشهواني

س 18: هل العشق الشهواني (الأرضي المادي) دائماً مذموم ومرفوض؟


ج: يمكن للعشق الشهواني أن يقع موقع النفع والإفادة إذا اتّحد مع التقوى والعفاف؛ أي أن يظهر الطهارة والعفاف من جهة، والفراق وعدم المنال من جهة أخرى، عندها يكون للاحتراق بنار الهجران، والذوبان في العشق، والنحول، والقلق، والاضطراب، والتحمل، والضغط الشديد الذي يَرِد على الروح آثار نافعة. والعرفاء في هذا المجال يقولون: أن العشق المجازي (الوهمي) يتحول إلى عشق حقيقي؛ يعني عشق الذات الأحادية، وفي هذا يروون: «من عشق فكتم، وعفَّ فمات فهو شهيد»1. لكن يجب أن لا ننسى أن هذا النوع من العشق- ومع كل الفوائد التي يوجدها أحياناً، وفي ظروف خاصة- ليس من النوع الذي نوصي به. إنه وادٍ خطير، مثله كمثل المصيبة التي تصيب الإنسان، فإذا واجهها بالتحمل والصبر، كانت مكملاً للنفس مطهرة لها، تصقلها وتصفي كدرها، لكن لا أحد يوصي بالمصيبة، لا أحد يخلق لنفسه مصيبة من أجل تكميلها وتربيتها، أو أن يوجدها لغيره بهذه الذريعة.

ما نعرفه أن في الإسلام إشارات كثيرة إلى فوائد المصائب والبلايا، وقد عرّفها باللطف الإلهي، غير أنه لم يجز لأحد أن يوجد لنفسه، أو لغيره، مصيبة تحت هذه الذريعة. وعلى كلٍ فإن الآثار المفيدة لمطلب ما شيء، والتجويز بالإقدام عليه شيء آخر.2

إذن العشق ليس من الأمور التي يوصى بها أو يجوز سلوك واديه، ما يوصى به في مسألة العشق هو كيفية التصرف في حال الوقوع فيه، لعلة خارجة عن إرادة الإنسان واختياره، وكيف للمرء أن يستفيد إلى الحدود القصوى من هذه المسألة، ويصون نفسه من الآثار المخربة للعشق في حال وجد.3


1- ميزان الحكمة، ج6، ص331.
2- جاذبة ودافعة علي (عليه السلام) (جذب الامام علي (عليه السلام) ودفعه)، ص 54 - 57.
3- اخلاق جنسى (الأخلاق الجنسية)، ص 56 - 57.

2016-01-20