يتم التحميل...

لا تغضب، معالجة الأمور بهدوء

قصص أهل البيت (ع)

أراد رجل نصراني أن يستهزئ بالإمام محمد بن علي بن الحسين عليه السلام الملقب بالباقر، فقال له: أنت بقر. وبكل سماحته ولطفه أجابه الباقر عليه السلام: لا ، أنا الباقر. فمضى النصراني يمعن باستخفافه بالإمام فقال: أنت ابن الطباخة، تلك هي حرفتها! أنت ابن السوداء الزنجية البذيئة. فأجابه الإمام: أن كنت صدقت غفر الله لها وإن كنت كذبت غفر الله لك.

عدد الزوار: 12

الإمام الباقر والنصراني

أراد رجل نصراني أن يستهزئ بالإمام محمد بن علي بن الحسين عليه السلام الملقب بالباقر، فقال له: أنت بقر. وبكل سماحته ولطفه أجابه الباقر عليه السلام: لا ، أنا الباقر. فمضى النصراني يمعن باستخفافه بالإمام فقال: أنت ابن الطباخة، تلك هي حرفتها! أنت ابن السوداء الزنجية البذيئة.

فأجابه الإمام: أن كنت صدقت غفر الله لها وإن كنت كذبت غفر الله لك.

إن صفح الإمام عليه السلام وحلمه في الوقت الذي كان فيه قادرا على أن يرد الصاع صاعين أوجد في نفس النصراني وروحيته انقلابا أدى بالنتيجة إلى إسلامه 1.


النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأعرابي

قدم المدينة أعرابي من البادية وذهب إلى المسجد كي يظفر بمال من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم جالسا بين جماعته وأصحابه. فدنا الأعرابي وأظهر حاجته طالبا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يساعده. فأعطاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيئا ،إلا أن الأعرابي لم يقنع وعد ما أعطي قليلا وتفوه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالخشن البذئ من الكلام مما أثار نار الغضب لدى أصحابه، فقاموا للأعرابي يطرحونه أرضا فحال النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينهم وبينه، ثم خرج مصطحبا الأعرابي إلى بيته فزاده شيئا، ولما تبين للأعرابي أن حال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يشبه حال الملوك والأمراء، أظهر الرضا والامتنان قائلا : جزاك الله من أهل وعشيرة خيرا.

فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: انك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي من ذلك شيء وأنا اخشى أن يصيبك منهم أذى، فان أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب ما في صدورهم عليك .

فاستجاب الأعرابي لذلك ، فلما كان الغد أخذ الأعرابي طريقه إلى المسجد فوجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه جالسين، فالتفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أصحابه وقال: "أن هذا الأعرابي قال ما قال فزدناه فزعم انه رضي" ثم سأل الأعرابي: "أليس كذلك؟" فقال الأعرابي: "نعم" وكرر ما قاله بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "جزاك الله من أهل وعشيرة خيرا".

وهنا التفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أصحابه قائلا : "مثلي ومثل هذا مثل رجل له ناقة شردت منه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورا، فناداهم صاحبها : خلوا بيني وبين ناقتي فأنا أرفق منكم بها وأعلم، فتوجه لها بين يديها فأخذها من قمام الأرض فردها حتى جاءت واستناخت وشد عليها رحلها ثم استوى عليها. وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار" 2


الإمام الحسين والرجل الشامي

دخل عصام بن المصطلق المدينة لشأن كان يطلبه، فرأى الحسين بن علي عليه السلام

فأعجب لما رآه فيه من هيبة ووقار فثار في نفسه ماكان يخفيه من حسد لعلي عليه السلام فقال مخاطبا الإمام الحسين عليه السلام: "أأنت ابن أبي تراب؟"

- نعم.

فبالغ ابن المصطلق في شتمه وشتم ابيه.

فنظر إليه الحسين عليه السلام نظرة عاطف رؤوف ثم قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين. وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم. إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون، ثم أردف الإمام قاءلا : هون عليك، استغفر الله لي ولك، انك لو استعنتنا لأعناك ولو استرفدتنا لأرفدناك ولو استرشدتنا لأرشدناك ثم سأله: أمن أهل الشام أنت؟

- نعم

فقال الإمام عليه السلام: "أنت رجل غريب، أبسط لنا حاجتك وما يعرض لك تجدني عند أفضل ظنك أن شاء الله تعالى".

فضاقت الأرض على عصام بما رحبت وود لو ساخت به ثم انصرف عن الإمام وما على الأرض أحب إليه من الحسين ومن أبيه عليه السلام 3.



الرجل الذي طلب النصيحة 4.

أتى المدينة رجل من البادية وذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستنصحه فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تغضب".

وعندما رجع إلى قبيلته أخبر بأن بعض صبيانها سرقوا مالا من قبيلة أخرى فعوملوا بالمثل، فأسفرت النتيجة باصطفاف القبيلتين للقتال وإشعال نار الحرب، فما سمع الأعرابي بهذا الخبر اضطرمت نار الغضب في داخله، فقام وطلب سلاحه والتحق بصف قومه. وبينما هو كذلك إذا بشريط الذكريات يتوالى في ذهنه فتذكر أنه ذهب إلى المدينة وطلب من النبي أن ينصحه، وكانت نصيحة النبي صلى الله عليه وآله وسلم له "لا تغضب!".

ساعتئذ ثاب الأعرابي إلى رشده ورجع إليه عقله، ففكر في نفسه: "فيم الانفعال؟ ما هذا الاستعداد للحرب والقتال؟ وفيم الغضب من غير ما سبب؟" وإذا بنصيحة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تدعوه إلى نصح زعماء أعدائه فناداهم قائلا: يا قوم علام هذا النزاع؟ إن كان لكم جراحة أو قتل أو ضرب ليس فيه أثر فعلي في مالي أنا أو فيكموه، فليس هنالك من سبب للقتال وسفك الدماء.

فلما سمع زعماء القوم كلامه تحركت في نفوسهم الغيرة والشهامة وقالوا: "فما كان فهو لكم، ونحن أولى بذلك منكم" فتصالح الطرفان ورجع الصفان كل إلى قبيلته.


*قصص الابرار، الشيخ مرتضى مطهري،التعارف،ص19-24.


1- البحار ج11 ص83.
2- كحل البصر ص70.
3- نفثة المصدور ص4.
4-اصول الكافي ج2 ص404.
1899-11-30