يتم التحميل...

كلمة السيد حسن نصر الله بمناسبة عيد المقاومة والتحرير

2021

كلمة السيد حسن نصر الله بمناسبة عيد المقاومة والتحرير

عدد الزوار: 15

كلمة السيد حسن نصر الله بمناسبة عيد المقاومة والتحرير 25-5-2021‏

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين ‏والصلاة والسلام على ‏سيدنا ‏ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله ‏الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار ‏المنتجبين ‏وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. ‏
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته. ‏

أولاً أنا أعتذر عن غيابي خلال الأيام الماضية بعد يوم القدي إلى اليوم لأنني كُنت أُعاني من سعال شديد، ‏وكان يَصعب علي أن أتكلم أو أخطب، الحمد الله اليوم إن شاء الله سبحانه وتعالى يُعيد في هذه المناسبة أن ‏نتكلم بالقدر الذي يُمكننا منه عز وجل، فالإعتذار عن المرحلة الماضية رغم أنها كانت أيام مهمة ‏وتاريخة، وشهدت أحداثاً ضخمة لكن هذا كان واقع الحال، أنا كُنت منذ اللحظة الأولى للأخداث في غزة ‏أُتابع بشكل دقيق مع إخواني المسؤولين والقياديين، سواءً في لبنان أو في خارج لبنان، ولكن ما كان ‏يَنقصني هو أن أَتحدث معكم مباشرةً ومع أهلنا وأحبائنا في فلسطين.‏

بطبيعة الحال أحداث الأيام الماضية في فلسطين وغزة ستأخذ قسماً كبيراً من حديثي هذه الليلة، وبعده أُطل ‏أيضاً على الوضع اللبناني، سواءً فيما يرتبط بالموقف في مواجهة "إسرائيل" أو في الموضوع الداخلي.‏
طبعاً كان قد فاتني بسبب هذه الحالة الصحية الخديث في الذكرى السنوية للشهيد القائد الجهادي الكبير في ‏حزب الله الأخ العزيز السيد مصطفى بدر الدين، الذي كُنت دائماً أتحدث في ذكراه السنوية، لكن هذه ‏الظروف إن شاء الله دائماً نَأتي على ذكره هذه الليلة.‏

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم " وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا ‏تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا" صدق الله ‏العظيم، نحن نرجو من الله الثبات والتثبيت والطمأنينة والسكينة والنصر والعزة والكرامة وشرف الدنيا ‏والآخرة وخير الدنيا والآخرة، أما ما يَرجونه هم معروفٌ ومحدود.‏

أيها الأُخوة والأخوات، أولاً: أُبارك لكم جميعاً في شهر آيار هذين الإنتصارين، لقد بَدلنا الله سبحانه ‏وتعالى مناسبة النكبة في 15 آيار وإتفاقية الخيانة في 17 آيار، بدّل اللبنانيين والفلسطينيين بمناسبتين ‏عظيمتين وعيدين متجاورين في شهر آيار، بتنا من الآن نحتفل في شهر آيار بإنتصارين عظيمين، 25 ‏آيار 2000 إنتصار المقاومة في لبنان ودحر الإحتلال و21 آيار 2021 إنتصار الشعب الفلسطيني ‏والمقاومة الفلسطينية وغزة.‏

أولاً: في إطار التبريك، أُبارك للشعب الفلسطيني كله على أرض فلسطين التاريخية وفي الشتات ‏والمخيمات والمهاجرهذا الإنتصار التاريخي الكبير للمقاومة العظيمة في غزة، وهذا الصمود الشعبي وهذه ‏الإنتفاضة الشعبية في القدس والضفة وداخل ال 48، نُعزي ونُبارك بالشهداء رحمهم الله، نَدعو للجرحى ‏بالشفاء، لأهالي الشهداء والجرحى والمُصابين والذين فَقدوا عزيزاً أو داراً أو مالاً بالصبر والأجر ‏والتعويض من الله سبحانه وتعالى لهم في الدنيا والآخرة، قطعاً الله سبحانه وتعالى بكرمه وجوده يُعوض ‏عليهم في الدنيا والآخرة، ونُبارك هذا النصر خصوصاً لقادة حركات المقاومة وقادة أجنحتها العسكرية ‏المتألقين، واقعاً كانوافي هذه المعركة متألقين، ولمقاتليها الشامخين، وخصوصاً لأهل غزة، الذين ‏احتضنوا ودعموا وأيدوا وصبروا وعاشوا كل معاناة الحرب والقصف والعدوان، ولم يَقولوا إلا ما يُعبّر ‏عن إيمانهم وأصالتهم وصفائهم ووفائهم.‏

ثانياً: في عيد المقاومة والتحرير في لبنان، أُبارك للشعب اللبناني أيضاً كله هذا العيد، والذي تَحقق، أنا ‏أُصر في بداية الخطاب في مناسبة عيد المقاومة والتحرير على هذا المقطع في كل سنة، حتى لا ينسى ‏الناس وحتى تَعرف الأجيال الجديدة بعض ما جرى في ذلك الوقت، والذي تَحقق بِفضل الله تعالى ونصره ‏وعونه، وبفضل التحيات الجسام، هذا لم ينزل بالسلة من السماء والناس قاعدةً في بيوتها، التضحيات ‏الجسام، دائماً نُؤكد على أن التحرير الذي أُنجز في 25 آيار هو ليس نتيجة تضحيات فئة واحدة أو حزب ‏واحد أو فصيل واحد من فصائل المقاومة اللبنانية، وإنما هو نتيجة تراكم سنوات طويلة من الجهاد ‏والمقاومة والتضحية، كم قبل كثيرٍ من اللبنانيين والفصائل المقاومة اللبنانية، هنا يأتي في مقدمة هؤلاء ‏المُضحين يأتي الشهداء، شهداء المقاومة من حركة أمل وحزب الله والأحزاب الوطنية اللبنانية، التي ‏شاركت في المقاومة، والقوى الإسلامية اللبنانية، شهداء الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، شهداء ‏الفصائل الفلسطينية التي كان لها أيضاً مشاركاتها منذ عام 1982 إلى التحرير عام 2000، شهداء الجيش ‏العربي السوري الذين واجهوا عام 1982 الإجتياح، والذين أيضاً تَحملوا تبعات مواجهة المقاومة والحرب ‏على لبنان في أحداثٍ متعددة وحروبٍ متعددة إلى عام 2000، شهداء شعبنا من الرجال والنساء ‏والأطفال، الذين مانوا يَسكنون في القرى الأمامية ويُعانون بشكل دائم، أو الذين تَعرضوا في مختلف أنواع ‏الحروب منذ ذلك الحين، سواءً في تموز فيما سماه العدو تصفية الحساب أو في عناقيد الغضب ومجازر ‏قانا والقرى الأخرى، شهداء شعبنا الأعزاء، أيضاً في مقدمة هؤلاء المُضحين المقاومون الشرفاء هذا ‏التحرير نتيجة السهر والتعب والعرق والبعد عن العائلات والجهاد المتواصل وصبر الناس وتحمل الناس، ‏وإحتضان الناس للمقاومة رغم كل التبعات التي كانت تلحق بهم نتيجة ردات فعل العدو على المقاومة.‏

كُنا نتحدث ليس عن الجنوب فقط، الجنوب هو كان في مقدمة الجبهة، بقية المناطق اللبنانية يأتي في ‏مقدمتها البقاع، أهل البقاع الذين أَرسلوا أولادهم إلى الجنوب لِيُقاتلوا، أهل البقاع الذين قَدموا شهداء كُثر، ‏ولا تخلو بلدة أو قرية بقاعية من شهداء في مقابرها أو روضات شهدائها وجرحى، والبقاع لطالما تحمّل ‏تبعات نصرته للجنوب في القصف الإسرائيلي المتواصل على معسكرات التدريب ومخازن للمقاومة ‏هناك، إلى الجنوب إلى بيروت إلى الضاحية الجنوبية غلى الشمال والشهداء من منطقة الشمال إلى جبل ‏لبنان، إذاً هذا إنتصارٌ صنعه الشعب اللبناني والمقاومة اللبنانية، وعندما نتحدث عن الشهداء لا بد أن نَذكر ‏شهداءنا أيضاً، وهذا لا يَنتقص من قيمة القادة الشهداء عند بقية إخواننا في حركة أمل وفي الأحزاب ‏الوطنية والقوى الإسلامية والفصائل الفلسطينية، من واجبي من موقعي في حزب الله أن أَذكر قادتنا ‏الشهداء سيدنا وأسناذنا وأميننا العام وقائدنا سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي وزوجته ‏أم ياسر وطفله حسين، شهداء تحرير الجنوب، شيخ شهدائنا الشيخ راغب حرب، القائد الشهيد قائد ‏الإنتصارين القائد الكبير الحاج عماد مغنية، قافلة كبيرة من الشهداء، هنا يجب أيضاً أن أَذكر القائد ‏الجهادي الكبير الأخ السيد مصطفى بدر الدين السيد ذو الفقار ( رحمه الله)، والذي قَاد المقاومة أيضاً في ‏سنوات طويلة في التسعينيات، وكانت له أياديه وإنجازاته المباشرة في العمل العسكري وفي الإنجاز ‏الأمني، يجب أن أذكر شهداء أيام 21 و22 و23 و24 آيار2000، وفي مقدمهم الشيخ الشهيد الزاهد ‏الطاهر الشيخ أحمد يحيى ورفاقه الشهداء، أيضاً إلى جانب المقاومة والناس، يجب أن نَذكر لنكون أُمناء ‏وأوفياء أيضاً الموقف الرسمي للإنصاف في عام 2000، من أهم عوامل الإنتصار هو الموقف اللبناني ‏الرسمي الصد والصامد في ذلك الحين، والذي كان يُمثله في موقع رئاسة الجمهورية العماد اميل لحود ‏وفي رئاسة المجلس دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري وفي مقام رئاسة الحكومة دولة الرئيس سليم الحص الله ‏يعافيه ويشفيه، وأيضاً هذا كان موقف الحكومة اللبنانية المجتمعة في ذلك الحين، والمزاج العام والموقف ‏العام للأغلبية الساحقة في مجلس النواب، لا شك أن هذا الموقف الرسمي شكّل سنداً قوياً للمقاومة ‏ولإستمرار المقاومة، خصوصاً في السنوات الأخيرة التي تراكمت إلى مستوى إنهزام العدو في 25 آيار ‏‏2000، والتكامل الذي كان قائماً بين المقاومة والدولة والجيش هو الذي أَتاح أن يَنتهي 25 آيار إلى عرس ‏تحرير وليس إلى جنازة وفتنة طائفية وحرب أهلية كما كان يُخطط إيهود باراك والصهاينة.‏

يجب أيضاً أن نَذكر لإستكمال ما يرتبط بعيد المقاومة والتحرير الدعم السوري في زمن الرئيس الرحل ‏حافظ الأسد( رحمه الله)، والذي استمر مع رئاسة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد، الدععم السوري ‏بأشكاله المتنوعة، وأيضاً يجب أن نَذكر دعم الجمهورية الإسلامية أيضاً بأشكاله المتنوعة، الذي كان قائماً ‏وراسخاً سواءً في ظل قيادة الإمام الخميني ( قُدس سره) أو في ظل قيادة سماحة الإمام الخامنئي (دام ‏ظله)، وهنا أيضاً لأنه في تلك الايام لم يكن مطروحاً الأسماء، يجب أن نُذكّر بالدور الكبير الذي قام به ‏شهيد القدس الشهيد القائد شهيد محور المقاومة وسيد شهداء محور المقاومة بِحق الحاج قاسم سليماني في ‏دعم المقاومة في لبنان وتطوير إمكانياتها خلال سنوات قليلة، مما أعطاها هذا الدفع الكبير والتطور ‏المادي والكيفي النوعي، والذي أدى إلى الإنتصار في 25 آيار.‏

هذه المقدمة دائماً أنا أُحب أن أُؤكد عليها وفاءً للشهداء والمقاومين والمُضحين والداعمين والواقفين، ‏والذين صَنعوا هذا الإنجاز، هذا التحرير أسّس لزمن الانتصارات وبفضله دخلنا زمن الانتصارات، يومها ‏المقاومة الإسلامية في لبنان وأنا نطقت باسمها في بنت جبيل أهدت هذا الانتصار التاريخي من بنت جبيل ‏إلى الشعب الفلسطيني، إلى فلسطين، إلى كلّ فلسطين لأنّ الهدف النهائي هناك، الآمال في القدس، الآمال ‏والآمال كلّها هناك، الهدف النهائي هناك. هذا الانتصار في لبنان في 25 أيار 2000 أسّس لمعادلات ‏جديدة وقواعد جديدة وثقافة جديدة وقيم جديدة، وكانت منذ اليوم الأول نتائجه استراتيجية، واضح يومها ‏إذا تذكرون ويجب أن نعود بالذاكرة إلى ذلك الوقت، كثير من المسؤولين الصهاينة الإسرائيليين عبّروا ‏عن خيبة أملهم، ومخاطر هذا القرار، مخاطره الاستراتيجية. ومن جملة الذين تحدثوا إسحاق شامير رئيس ‏حكومة العدو الأسبق، وخاطب بن غوريون في قبره، وتحدّث له أنّ هذا الانسحاب وهذه الهزيمة ستشكل ‏تهديدًا وجوديًا على كيان العدو، يعني ستؤسّس لزوال كيان هذا العدو. كان أعلى تقييم خطير صدر في عام ‏‏2000 هذا مضمون الكلام هو من قبل إسحاق شامير وهو رئيس وزراء سابق ورئيس حزب الليكود ‏وشخصية تاريخية مهمّة في الكيان.‏

على كلٍ بعد انتصار الـ 2000 كانت انتفاضة الأقصى المباركة في فلسطين، وبعدها كان تحرير غزة، ‏الانتصار الثاني الكبير تحرير غزة انسحاب العدو بلا قيد وبلا شرط ودخل الصراع مع العدو مرحلة ‏جديدة حيث أصبح للمقاومة المسلّحة الشعبية. هنا لا أتحدّث عن الدول حيث أصبح للمقاومة الشعبية ‏قاعدتين مهمتان الأولى في لبنان، يعني في شمال فلسطين المحتلة، على الحدود الشمالية للكيان عندما ‏نتحدّث عن المواجهة. وفي الجنوب جنوب فلسطين في غزة، على جنوب الكيان حاول العدو منذ ذلك ‏الحين اقتلاع هاتين القاعدتين. الآن دخلنا إلى الأحداث حاول العدو اقتلاع هاتين القاعدتين سواء في لبنان، ‏أو في غزة فشل وخاب وانقلب السحر على الساحر، وعاد دائمًا بالهزائم وكانت هذه المحاولات تعطي ‏دفعًا جديدًا للمقاومة وقاعدتها ومشروعها.‏
هكذا فعل في حرب تموز في لبنان عام 2006، وكان الهدف سحق المقاومة في لبنان، وهكذا فعل في ‏حروبه على غزة وكان يستهدف في ذلك الحين سحق المقاومة في غزّة سواء في حرب 2008، 2012، ‏و2014 والتي استمرّت 51 يومًا والمحاولات الدؤوبة لاغتيال القادة والحصار القائم في غزة منذ أكثر ‏من 15 عامًا. جاءت الحرب الأخيرة لكنّها حرب مختلفة وهو ما سأتحدث عنه بعد قليل. إذًا، الإنجاز في ‏‏25 أيار 2000 وضع العدو والصديق والقضية الفلسطينية وقضية التحرير والصراع في المنطقة أمام ‏مسار جديد استراتيجي وتاريخي مختلف، نأتي إلى المعركة الأخيرة. فجاءت الأحداث الأخيرة والمعركة ‏الأخيرة التي سمّتها قيادة المقاومة في فلسطين معركة سيف القدس.‏
بداية الأحداث وهنا سأتحدّث ببعض التقييم طبعًا لن أعتمد كثيرًا على السرد لأنّني أفترض أنّ كل الناس ‏كانت تواكب الأحداث قبل بدء إطلاق النّار بأيام وبعدها إلى انتهاء وقف إطلاق النّار كل التفاصيل ‏حاضرة بأذهانكم، لذلك أخفّف من ذكر التفاصيل، وإنّما أركّز على التقييم أكثر طبعًا التقييم هدفه أن نبيّن ‏حقيقة الانتصار الذي تحقّق أن نبيّن النتائج، ونبني عليها وأن نستفيد من هذه التجربة ونأخذ منها العبرة ‏لفلسطين ولبنان والمنطقة لمجمل الصراع القائم مع العدو. كلّنا نعرف أنّ بداية الأحداث في فلسطين كانت ‏في القدس إصرار العدو الإسرائيلي على إخلاء حي الشيخ جراح وطرد سكانه منه.‏

طبعًا هذا أمر، ليست منازل عادية أو حي عادي، الكلّ يعرف أنّ إخلاء حي الشيخ جراح يستهدف تهويد ‏القدس وتصفية الوجود الفلسطيني المباشر في المدينة المقدسة. الاعتداءات على الفلسطينيين في باب ‏العامود وأماكن أخرى من القدس، ومنع المصلّين من الوصول إلى الأقصى في شهر رمضان، وهذا أمر ‏حسّاس جدًا خصوصًا الفلسطينيين سواء في القدس نفسها، أو في الضفة الغربية أو في الداخل في 48. ‏الاعتداءات على المصلين الذين وصلوا كان في منع وصول المصلين ومن كان يصل كان يعتدى عليهم ‏واقتحامات الشرطة والمستوطنين المتكررة قبل ذلك للمسجد الأقصى بشكل سيئ. كان من الواضح أنّ ‏القدس بأهلها من جهة البعد الديمغرافي والأهم أيضًا أنّ القدس بمقدساتها، بمسجدها الأقصى دخلت في ‏دائرة تهديد خطر هذا ما اضطر المقاومة قيادة المقاومة في غزّة إلى اتخاذ موقف تاريخي وجديد وحازم ‏وكبير، وهو ما سأتوقّف عنده قليلًا. وهو التهديد إذا لم يتوقف العدو عن إجراءاته بحق حي الشيخ جراح ‏والمصلين والمسجد الأقصى فإنّ المقاومة في غزة ستلجأ إلى المواجهة العسكرية هذا، كان قرارًا كبيرًا ‏جدًا وتاريخيًا، وسأعود له بعد قليل.‏

في الوقت المحدّد المقاومة هدّدت في غزة وفي الوقت المحدد المقاومة نفّذت تهديدها، وفي الوقت ‏المرسوم والمعلن سواء من قبل كتائب القسام القصف الصاروخي باتجاه القدس ومحيط القدس الغربية، أو ‏عملية سرايا القدس عند حدود غزة من خلال الكورنيت. نقف هنا قليلًا وبدأت المعركة.‏

سبب الأحداث في الحقيقة سأتحدث عن هذا السبب لأنّه له علاقة بمستقبل فلسطين ولبنان والمنطقة، سبب ‏هذه المعركة، سبب هذه الأحداث هو حماقة قيادة العدو حماقة نتنياهو وكل هذا الفريق العسكري والأمني ‏والسياسي الذي يقود كيان العدو منذ سنوات طويلة. سأشرح كيف حماقتهم وغطرستهم واستعلائهم ‏واستخفافهم بالفلسطينيين واستخفافهم بالأمّة وخطأ في تقديراتهم وحساباتهم. الخطأ في التقدير هو الذي ‏كان يقود دائمًا إلى حروب سابقة مع المقاومة وتكون نتائجها الفشل وهزيمة للعدو.‏
الآن هذا هو الذي حصل، وهذا هو الذي سيحصل في المستقبل أنا لا أتوقّع أنّ هؤلاء سيصبحون عقلاء أو ‏سيصبحون واقعيين سيستمرون بحماقتهم وباستعلائهم وبغطرستهم ويخوضون التجارب الخاطئة التي ‏تؤدي إلى تراكم الفشل والهزيمة الذي سينتهي إن شاء الله بزوال هذا الكيان، هذا ما أعتقده وأؤمن به. ‏ولكن هذا يجب أن نأخذه بعين الاعتبار أنّت أمام عدو ليس أمام عدو عاقل أمام عدو أحمق مستبكر ‏ومتغطرس. وتحضرني دائمًا جملة للإمام الخميني رضوان الله عليه الحمد لله الذي جعل أعداءنا من ‏الحمقى أو من الحمقاء، هؤلاء حمقى وبسبب حماقتهم إن شاء الله سيضيع هذا الكيان وتعود الأرض إلى ‏أصحابها الحقيقيين. الحماقة والغطرسة، وهنا أين أخطأ التقدير نتنياهو وكل جماعته كان عندهم التقدير، ‏التالي أنّ الفلسطينيين إذا ذهبنا لنخلي حي الشيخ جراح أخرجنا مئات العائلات وبدأنا نحاصر المسجد ‏الأقصى والمستوطنين يدخلون هذا موضوع طبيعي ونبعد المصلين عن المسجد تمهيدًا لما قد يتهدّد ‏المسجد ما الذي سيجري؟ لن يحصل شيء بعض البيانات بعض الاعتراضات، مؤتمر هنا، استنكار هنا، ‏وبيمشي مشروع تهويد القدس يسير على السكّة. والنّاس تصرخ وتستنكر، لكن المشروع يسير تهجير ‏الفلسطينيين، ومزيد من الاستيطان في القدس وفي محيط القدس. هذا كان التقدير العام عندما يدخل إلى ‏التفصيل يتبيّن له أنّ العرب في عالم آخر والدول العربية في عالم آخر، هناك دول عربية، بالعكس ذاهبة ‏للتطبيع والاستثمار في فلسطين وستتعاون مع الكيان وتدافع عنه وتجمّل صورته في وسائل الإعلام ‏الموجودة لديها، وبدأت تنظّر لها دينيًا فقهيًا وسياسيًا وثقافيًا. أصلًا و ليس لديه مشكلة في العالم العربي، ‏لديه مشكلة فلسطين، الشعب الفلسطيني، الشعب الفلسطيني في 48، هو فوجئ بالكامل، وستعود لها. ‏الضفة في نهاية المطاف يمكن محاصرتها وضغطتها، قطاع غزة لم يكن بباله على الإطلاق وسأعود ‏لهذه النقطة. أن يتحرك أهل القدس ماذا يمكنهم أن يفعلوا؟ محاصرون ووضعهم صعب، الفلسطيني لن ‏يستطيع فعل شيء. غزة إذا كان هناك أمر خطير كبير ممكن أن يحدث، أن تدخل غزة عسكريًا لتمنع هذه ‏الاجراءات في القدس. هو بحساباته وأنا اعتقد أنّ أهم خطأ بتقدير العدو أنّه ولا ببال ولا يخطر في بال ‏نتنياهو ولا ولا الجنرالات ولا أجهزة الأمن ولا الشاباك ولا الموساد ولم يخطر في بال هؤلاء الصهاينة ‏أنّ غزة ستقدم على قرار تاريخي عظيم من هذا النوع.‏
هنا أيضًا هذا سنستفيد منه للبنان لاحقا يقول لك غزة محاصرة 15 سنة، أوضاع معيشية صعبة هذا ‏صحيح، أوضاع اقتصادية صعبة، كورونا، الناس تحتاج للدواء والطعام والشراب وحياتها وخرجوا عام ‏‏2014 من حرب استمرت 51 يومًا، عدد كبير من الشهداء، عدد كبير من الجرحى، عدد كبير من الأبنية ‏والمساكين التي دمّرت والتي تضررت وا وا وا الخ. إذًا ما يطلع معه وبالحقيقة لنكن صادقين وصريحين ‏غزة فاجأت الصديق والعدو في هذا القرار للحقيقة.‏
إذًا هو أخطأ بالتقدير، ولذلك أصرّ على هذه الممارسات في موضوع حي الشيخ جراح في موضوع ‏الاعتداءات على منع المصلين، الاعتداء على المصلين الاعتداء على المسجد الأقصى، إلى أن وصل ‏الأمر إلى أن اضطرت المقاومة في غزة إلى تنفيذ تهديدها. هذا عندما نعود لتقييم الخلفية وهذه النقطة التي ‏قلت علينا أن نستفيد منها دائمًا، يجب ان يبقى في بالنا اننا امام عدو متغطرس مستكبر احمق ولكنه فاشل ‏في نفس الوقت، الأهم في هذا الجانب من التقييم هو تقييم جبهة غزّة، ما اقدمت عليه غزّة، وعندما نقول ‏غزّة نعني بذلك المقاومة والشعب، ما اقدمت عليه غزّة كان خطوة تاريخية نوعية في تاريخ صراعنا مع ‏العدو، يجب ان يُفهم جيداً، يجب ان يُوضّح، يجب ان يُعرف وايضاً يجب أن يُقدّر عالياً في الواقع، ‏اخواني واخواتي بعد تحرير قطاع غزّة كانت دائماً معارك وحروب غزّة حساباته غزّة اي غزّاوية وهذا ‏معروف، وما ادّى الى المواجهات الواسعة في 2008 و 2012 و 2014 دائماً كان السبب يرتبط بغزّة ‏نفسها، إما رد فعل على اغتيال القيادات، او اعتقالات اسرائيلية أو مجزرة، او نتيجة شدّة الحصار بغية ‏تخفيف الحصار عنهم، الحصار الاقتصادي والمعيشي، المهم كانت الاهداف والحسابات ترتبط بغزّة اي ‏‏(غزّاوية)، كانت المقاومة تحمي غزّة، تحمي القطاع واهله وشعبه وتحمي وجودها في هذه المساحة ‏الجغرافية الضيقة، التطوّر التاريخي الذي حصل في معركة "سيف القدس" ان غزة هنا دخلت لتحمي ‏القدس وليس لتحمي غزّة، لتحمي القدس واهلها وحي الشيخ جرّاح ولتحمي المقدسات والمسجد الاقصى، ‏فبادرت الى التهديد ونفّذت ودخلت في القتال، هذا القرار انا أعبر عنه أنه قرار تاريخي استثنائي نوعي، ‏وعندما أخذت قيادة المقاومة هذا القرار هي تعرف جيّداً انها ستدخل في حرب في مواجهة واسعة وان هذا ‏سيجرّ على غزّة قصفاً ودماراً وشهداء وجرحى ويزيد من معانات الحياة، هنا أهل غزّة ومقاومتها كانوا ‏في موقع الاستعداد للتضحية وليس دفاعاً عن أنفسهم وانما الدفاع عن القدس المقدّس الذي يؤمنون به ‏القدس والمسجد الاقصى، هنا مستوى عالي وراقي من التضحية ودفع الاثمان، هنا لم يكن القتال للدفاع ‏عن الابناء ولا عن النساء ولا عن الاطفال ولا عن الوجود، وضعت مقاومة غزّة واهلها ابناءهم ونساءهم ‏واطفالهم وكل وجودهم على كفّ الفداء والتضحية من أجل القدس ومقدسات هذه الامّة واعتبروها امانة ‏الله وأمانة الامّة في اعناقهم وكانوا دائماً وهم بحق أهل هذه الامانة وبمستوى هذه الامانة، بكل صراحة ‏هذا القرار من قيادة المقاومة في غزّة كان قرار ايمان وجهاد وفداء وتضحية وصدق في أعلى مستوى، ‏ولذلك كان له هذه الاثار المعنوية النفسية المدوّية هذا التأثير الذي هزّ الفلسطينيين جميعاً من اهل القدس ‏الى اهل الضفّة الى اهل الداخل في 48 الى الشتات الى كل العالم العربي والاسلامي الى الجاليات والكثير ‏من شعوب هذا العالم، دعكم من الميتين هؤلاء اصلا ليسوا احياء ليس لهم حساب، ولذلك حظيت ايضا ‏هذه المعركة بمستوى من التفاعل الهائل من هنا او من نتيجة اداء المقاومة وصلابتها وصلابة اهل غزّة ‏وثباتهم وتألّق القادة وشموخ المقاتلين وحركة الاهل في القدس، في الضفة، في الـ 48. المظاهرات على ‏الحدود اللبنانية مع فلسطين، الحدود الاردنية مع فلسطين، في اماكن كبيرة كثيرة من العالم في عواصم ‏وفي دول وفي جاليات وفي شعوب كلها تعبر عن هذا المستوى من التفاعل، هذه المعركة هذه الحادثة ‏اظهرت امراً مهماً يجب على الصهاينة ان يأخذوه، الى هنا انا انتهيت من تقييم بداية الاحداث وخلفيات ‏الاحداث، بناءً على هذا التقييم لدي نقطة مهمّة وهي باعتقادي اهم ما سأقوله في هذه الكلمة ما يجب ان ‏نتوقّف عنده ونعمل له في الحقيقة، هذا الامر المهم الذي يجب على الصهاينة ان يفهموه وان يعرفوه ‏ويجب ان تعمل له الامة ايضاً ويعمل له محور المقاومة وهو يعمل له ويتحضّر له ولكن نحتاج الى المزيد ‏من الهمة والنشاط واختصار الزّمن، يجب ان يعرفوا أنه – انا الان اخاطب قادة العدوّ، قيادة العدو، ‏حكومة العدو جيش العدو، ايِ كان على رأسهم في الحكومة الجديدة او في السنوات القادمة، بناءً على هذه ‏التجربة يجب ان تعيدوا النظر في تقديراتكم، يجب ان تعرفوا من خلال ما حصل من قبل غزّة، يجب ان ‏تعرفوا ان الامر عندما يمسّ القدس كمدينة مقدّسة، وعندما يمسّ المسجد الاقصى والمقدّسات الاسلامية ‏والمسيحية ان هذا الامر مختلف تماماً عن اي امر اخر، قد تقتلون بعض القادة هناك، تهجرون كما تفعلوا ‏في بعض القرى العرب في النقب او في اماكن اخرى او في بعض البيوت من هنا او من هناك، قد تعتدون ‏قد تحاصرون قد قد.. طالمنا الامر لا يمسّ القدس كمدينة مقدّسة والمسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية ‏والمسيحية هذا له حساباته ومعادلاته، لكن عندما يتم المسّ بالمقدّسات الامر يكون مختلفاً والدليل ما فعلته ‏غزّة في الاسابيع القليلة الماضية، وما التزمت به قيادة المقاومة في غزّة تجاه القدس المدينة المقدّسة وتجاه ‏المقدّسات وهذا الالتزام واضح وهم من اهل الوفاء بالإلتزام به، الاضافة التي اريد ان اضيفها هنا ترتبط ‏بخارج غزّة، جميعنا كنا نواكب هذه المعركة، فلندع بعض الشعارات وبعض المزايدات جانباً، محور ‏المقاومة وقيادات ضمن محور المقاومة وحركات المقاومة في مثل هذه الاحداث على تواصل ليس يومي ‏على تواصل ساعاتي، ويتصرّفون بعقل وبحكمة وبمسؤولية وبما تقتضيه مصلحة المعركة، لا يخضعون ‏للعواطف وللشعارات والحماسات والمزايدات، ما يجب ان يفهمه الاسرائيلي هنا ان المسّ بالمدينة المقدّسة ‏وبالمسجد الاقصى وبالمقدّسات لن يقف عند حدود مقاومة غزّة – وهذا يجب ان يضعوه في حساباتهم – ‏هذا الامر طبعاً ليس بالنيابة عن الفلسطينيين وانما خلف الفلسطينيين والى جانبهم، هذا الامر يجب ان ‏يكون التزام من شعوب المنطقة ومن كل حركات المنطقة ومن كل محور المقاومة في المنطقة ودول ‏وحركات، طبعاً ان أقول رأيي الشخصي بأننا يجب ان نصل الى هذا المستوى لنصنع معادلة جديدة، ‏المعادلة الجديدة تقول: مقاومة غزّة صنعت معادلة جديدة اسمها "المسجد الأقصى والقدس مقابل مواجهة ‏مسلّحة، اشتباك مسلّح" طبعاً ليس شرطاً ان يكون عندك كل تفصيل وعند كل جزئية هذا يكون تقييمه ‏عادةً في يد قيادة المقاومة في غزّة وهي التي تأخذ كل الجوانب بعين الاعتبار، المعادلة التي يجب ان ‏نصل اليها "القدس يعني حرب إقليمية"، اي ان كل حركات المقاومة لا تستطيع ان تقف ونشاهد وتتفرج ‏اذا كانت المدينة المقدسة والمقدسات في خطر حقيقي جدي، نعم هذا طبعاً في وقتها يحتاج الى تدقيق اي ‏تطبيق المصداق، لا يجوز ولا يمكن ان تقف حركات المقاومة ومحور المقاومة، وبالتالي عندما يفهم ‏الاسرائيلي هذه المعادلة ان هذه معادلة حقيقية ومعادلة جدية وهي تم التحضير لها ليل نهار، وان اهل ‏المقاومة في المنطقة لن يتركوا هذه المدينة المقدسة ولن يتركوا هذه المقدسات الاسلامية المسيحية لتهدّم ‏ولتدمّر وليُبنى عليها بدائل مزعومة، حينئذٍ سيفهم الاسرائيلي ان اي خطوة من هذا النوع ستكون خطراً ‏على كيانه لانّ نهاية اي حرب إقليمية اذا حصلت ضمن معطيات الواقع الاسرائيلي وضمن واقع المنطقة ‏وحركات ودول محور المقاومة نتيجتها برأيي هو زوال الكيان.‏

اذاً نحن اليوم امام التجربة التاريخية الجريئة العظيمة التي اقدمت عليها مقاومة غزّة يجب ان نطوّر هذا ‏الموقف الى هذا المستوى وبهذا القرار وبهذه الارادة الجدية وبهذه المعادلة الجديدة نعم نستطيع ان نحمي ‏المدينة المقدّسة ونستطيع ان نحمي المقدّسات الاسلامية والمسيحية في هذه المدينة المقدّسة. انا اعتبر ان ‏هذه اهم نقطة في خطاب الليلة، اريد الانتقال للاستفادة من التجربة في قرائة سريعة، -الحمدلله الله ‏يُعيننا(في اشارة الى صحته) – لذلك نكمل ما كنا قد كتبناه، هذه المعركة كان لها نتائج معركة سيف ‏القدس، كان لها نتائج هامة جداً انا لن ادخل في الجانب التفصيلي والتخصصي ولكن سأقف عند بعض ‏النتائج العامة، طبعاً خلال ايام المعركة عندما كنتم تواكبون على شاشات التلفزة، وسائل الاعلام، مواقع ‏التواصل، الخبراء، المفكرون، المحللون، المعلّقون قالوا الكثير من الكلام المفيد والصحيح، لكن انا اريد ‏ان اختصر بعض النتائج ايضاً كمساهمة ولو لاحقاً في سياق هذه المعركة وايضاً للبناء عليها للمرحلة ‏المقبلة. الان اعطينا مادّة لأولئك الجماعة الذين كانوا يُسمّون 14 اذار غداً. عندما تصبح المدينة المقدّسة ‏والمقدّسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدّسة تواجه خطراً جدّياً حقيقياً فلا معنى لا لخطوط حمراء ‏ولا لحدودٍ مصطنعة، في النتائج قسّمتهم الى قسمين، النتائج السياسية والمعنوية والثقافية والنفسية ما سوى ‏العسكري والامني والنتائج العسكرية والامنية طبعاً بعض النتائج:‏

‏1-‏ إعادة الرّوح الواحدة الى الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلّة، قطاع غزّة، الضفّة، القدس، ‏‏48 وخارجها كل الشتات وفي العالم، شعرنا جميعاً، شعر العالم كله اننا كشعبٍ واحد، شعب فلسطيني ‏واحد يتحرّك كروح واحدة، بنفس واحد، بنبض واحد، بشعار واحد، بهدف واحد، بقضية واحدة، هذا ما ‏عمل اعداء فلسطين على منعه طوال عقود من خلال تقسيم وتشتيت الشعب الفلسطيني.‏

‏2-‏ إعادة الحياة الى القضية الفلسطينية في العالم، الذين ظنّوا ان القضية الفلسطينية انتهت وانطفأت، ‏هذه المواجهة في معركة سيف القدس أعادت القضية الفلسطينية احيت القضية الفلسطينية في العالم ‏وفرضتها على دول العالم وشعوب العالم ووسائل الاعلام في العالم وعلى شبكات التواصل في العالم، ‏بعض التقارير كانت تقول ان 55% من متابعي وسائل التواصل كانت مهتمة جداً بالاحداث وتلقّت صور ‏لما يجري في فلسطين المحتلة بعد سنوات ترامب العجاف والتطبيع فرضت على العالم من جديد اسم ‏فلسطين وعلم فلسطين وذكّرت العالم من جديد بالشعب الفلسطيني.‏

‏3-‏ اعادة الحياة الى فلسطين التاريخية من البحر الى النهر، الاهم ما سمعناه من جيل الشباب في ‏‏‏1948 عن الهوية الفلسطينية والحلم الفلسطيني، يعتبر تطور إستراتيجي عظيم.‏

‏4- إرتفاع الثقة والإيمان بخيار المقاومة المسلحة والإنتفاضة الشعبية كطريق حقيقي ‏وحيد للتحرير ‏والحرية وإستعادة الأرض بعد بأس نتائج مسار المفاوضات، يعني ‏إرتفاع روح ثقافة المقاومة وروح ‏المقاومة عند الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.‏

‏5- إسقاط كل دعايات المطبعين، هذه النقطة ذكرتها أنا يوم القدس، دائما كانوا ‏يقولون تريدوننا أن نقاتل ‏لتحرير فلسطين، ها هم الفلسطينيون تركوا وتخلوا وباعوا ‏ولم يعودوا سائلين. إسقاط كل دعايات ‏المطبعين أن الشعب الفلسطيني تخلى عن ‏قضيته ومقدساته، لماذا علينا أن نكون ملكيين أكثر من الملك؟ ‏تحدثت أنا عن الشعب ‏الفلسطيني أنه الملك في يوم فلسطين أثبت سيف القدس أنه الملك، بل ملك الملوك ‏‏البشريين، لان ملك الملوك الأعظم هو الله سبحانه وتعالى. أثبت الشعب الفلسطيني ‏تمسكه بقضيته ‏ومقدسات الأمة التي تأتمنه الأمة عليها، وإستعداده الكبير لمواصلة ‏التضحيات والفداء في هذا الطريق.‏

‏6 – هذه الاحداث والمعركة وجهت ضربة قاسية وقوية جدا لمشروع التطبيع ‏ومسار التطبيع ودول ‏التطبيع وكل المطبعين. وكل ما قامت به وسائل هذه الدول ‏الإعلامية من أجل تصوير الصهاينة على أنهم ‏حمائم سلام ومحاولة التنظير لأبناء ‏العم هذا كله سقط.‏

‏7- اليوم في 25 ايار 2021 بعد سيف القدس أنا واحد من الذين أستطيع القول أن ‏صفقة القرن سقطت ‏وإنتهت وتلاشت، في السابق دائما كنا نحطاط لكن الان بوضوح ‏نعم نستطيع قول ذلك. لقد فرضت ‏المقاومة وتطور الموقف في فلسطين وفشل ‏الصهاينة في المواجهة. على الإدارة الأميركية أن تعلن ‏موقفها المعدل من طروحات ‏ترامب، عندما تعلن الإدارة الأميركية أن القدس الشرقية ما زالت موضوعا ‏‏للتفاوض وللنقاش في مفاوضات الوضع النهائي، عندما توصي كما أعلن البيت ‏الأبيض عندما توصي ‏الاسرائيليين بعدم إخلاء حي الشيخ جراح وتدعي أنها ‏طالبت بأن يتعامل معهم بأمن وإحترام هذا يعني ‏سحب بشكل أو بأخر، وهذا بحاجة ‏الى تقييم قانوني، سحب الإعتراف الأميركي بأن القدس الموحدة ‏الشرقية والغربية ‏هي عاصمة إسرائيل الأبدية وهذا جوهر صفقة القرن.‏
المعركة فرضت هذا الموقف ‏على الاميركي الذي طبعا تدخل ليس لأسباب إنسانية وأخلاقية وإنما نظرا ‏لأولوياته ‏في العالم وخشية من أن يتصاعد الموقف وتنفجر كل المنطقة وتخرج الامور عن ‏السيطرة، ‏يعني هذه الخلفية الحقيقية للتدخل الأميركي. ‏

‏8 – سقوط صفقة القرن، إعادة إظهار الوجه البشع لإسرائيل، إسرائيل المتوحشة ‏والمجرمة وقاتلة ‏الأطفال ومرتكبة المجازر وأيضا جانب يجب دائما تقديمه للعالم، ‏إسرائيل نظام الفصل العنصري في ‏الداخل، وهذا أيضا شوهد من جديد، قد يمكن ‏السيطرة على بعض وسائل الاعلام ولكن واضح أن ‏السيطرة على وسائل التواصل ‏الإجتماعي في العالم صعب وهذا أتاح لهذه المعركة أن تصل إلى عيون ‏وأذان ‏وعقول كثيرين في العالم، قد لا تكون مهتمة إسرائيل بصورتها في العالم العربي، ‏لانها أصلا هي ‏لا ترى عالم عربي ولكن هي بالتأكيد مهتمة بصورتها في العالم ‏ولذلك نجد أن موقف حتى دول الإتحاد ‏الأوروبي وكثير من دول العالم كانت ‏محرجة في مقاربة الأحداث الأخيرة في فلسطين. ‏

‏9- وأخيرا في النتائج السياسية، إعادة بوصلة الصراع في المنطقة، هذه من أهم ‏النتائج السياسية، خلال ‏عقود أيها الأخوة والأخوات وخصوصا خلال هذا العقد ‏الذي مضى، كان هناك محاولة لإشغال المنطقة ‏وإيجاد عداوات مختلفة ومتنوعة، ‏حروب طائفية وحروب مذهبية وحروب تحت عناوين وصراعات. ‏المهم إبتعدوا ‏عن الصراع مع إسرائيل وعن القتال مع إسرائيل وتصارعوا وتحاربوا وتقاتلوا ‏وإفعلوا ما ‏شئتم. لا يوجد مشكلة وصولا إلى جهد دولي وإقليمي وعربي رسمي ‏لتكريس عدو غير إسرائيل للعرب ‏والمسلمين والأمة، هو إيران والجمهورية ‏الإسلامية في إيران.‏

اليوم معركة سيف القدس أعادت البوصلة، العدو أيها العرب والمسلمون، أيها العالم ‏العربي والإسلامي، ‏يا أحرار العالم، عدو البشرية والإنسانية والحق والعدل ‏والانصاف، المحتل المغتصب المتوحش ‏العنصري الذي يرتكب المجازر هو الكيان ‏الصهيوني وهو إسرائيل وليس أحد أخر.‏

هذا مهم جدا، عندما نأتي سريعا أيضا ‏إلى بعض النتائج العسكرية والميدانية والأمينة، نحن أمام نتائج ‏ممتازة جدا، ‏بالنتائج يجب أن تتكلم بجزئين، جزء له علاقة بالمقاومة الفلسطينية وما حققت، ‏والجزء ‏الثاني له علاقة بإخفاقات وفشل الإسرائيلي، من المهم لنا وللفسلطينيين ‏ولكل الصراع القائم، لكن قبل ذلك ‏يجب أن نقدم مقدمة سريعة لكي نكون منصفين، ‏هنا لا نتكلم عن دولتين، نحن نتكلم عن دولة بحجم الكيان ‏ودولة ثانية بحجم الكيان ‏ودخلو بحرب 12 يوم، كلا، يجب ان نستحضر، نحن نتكلم عن كيان، أي كيان ‏‏يحتل فلسطين والجولان، وكيان دولة قائمة بذاتها ودولة قوية ونحن نتكلم عن جيش ‏يعتبر من أقوى ‏الجيوش في الشرق الأوسط ولديه بلا شك، أقوى سلاح جو في ‏الشرق الأوسط. لا يوجد نقاش هنا، مقابل ‏غزة، مقابل قطاع غزة الذي هو محصار ‏منذ 15 سنة، هذا له تأثيراته على امكاناته، على حياته وعلى ‏معاناته، وتبلغ ‏مساحته 365 كلم مربع، أمام حجم مساحة الإحتلال، ويحتوي على أكثر من ‏مليوني ‏شخص، يجب حمايتهم والحفاظ عليهم، وفي منطقة مسطحة، لا يوجد جبال ‏ووديان، في منطقة مسطحة ‏أي من المفترض أن الاسرائيلي له إحاطة معلوماتية ‏كاملة وسيطرة من الجو والبحر والبر، ومقاومة ‏سلاحها وصل إليها إما بالتهريب ‏أو إشترته من داخل فلسطين المحتلة، وجزء أخر من سلاحها هو تصنيع ‏محلي، ‏بالأعم الأغلب هذه الصواريخ هي تصنيع محلي، هذا سنأخذه بعين الإعتبار، أذا ‏نحن هنا لا نتكلم ‏عن دوليتن، عن جيشين كبيرين، نحن نتكلم عن مقاومة محاصرة ‏وشعب محاصر في مساحة 365 ‏كيلومتر وهذه إمكاناته، ولكن دعونا نرى، بإرادتهم ‏وإيمانهم وصبرهم وبحكمتهم وبشجاعتهم وبوفائهم ‏وتوفيق الله لهم أولا واخرا، هم ‏مشوا وأعطوا نتائج وهذا سلاح الجو أقوى سلاح جو في المنطقة ومن ‏أقوى جيوش ‏المنطقة ومن أقوى دول المنطقة ماذا لديه إنجازات؟ ماذا لديه إخفاقات؟ ‏

في النتائج، واحد، دخول قطاع غزة بقوة على معادلة حماية المدينة المقدسة ‏والمسجد الأقصى وخصوصا ‏حي الشيخ جراح. هذا الحي أصبح داخل المعادلة. ‏والان الى الأمام المحك الأساسي هو تثبيت هذه المعادلة ‏من قبل المقاومة ومحاولة ‏العدو إسقاط هذه المعادلة. وهذا يعني أيضا دخول قطاع غزة على كل المعادلة ‏‏الفلسطينية من جديد. وقصة عزل غزة عن مجمل القضية والمشروع والصراع هذا ‏إنتهى، وخرجت من ‏دائرة الدفاع عن النفس إلى دائرة الهجوم والحضور في ‏المعادلة، هذا يشكل ضمانة كبيرة وتطورا عظيما ‏في المعركة الدائرة. ‏

ثانيا، رغم كل الحصار وأشكاله المختلفة على قطاع غزة أظهرت المقاومة تطورا ‏كبيرا في إمكانياتها ‏وقدراتها وأدائها، وتجهيزاتها وسلاحها كما ونوعا في قدراتها ‏العسكرية المادية خصوصا الصاروخية ‏وقدراتها البشرية، هذا التطور أعطاها ‏القدرة على العمل في المجال الصاروخي، أنظروا إلى الإنجازات، ‏هذا الموضوع ‏نحن نفهمه جيدا لأننا خضنا تجارب مشابهة. ‏

ثالثا، القدرة على مواصلة إطلاق الصواريخ، 11 يوما، والإعلان أننا بإستطاعتنا ‏أن نكمل أشهرا، القدرة ‏على مواصلة إطلاق الصواريخ، بمعزل إذا حصل أو لم ‏يحصل هذا بحث أخر، نفس أنه لا يزال يخرج ‏هذا إنجاز، هذه نتيجة ممتازة جدا، ‏بالرغم من المسيرات وسلاح الجو ومئات الغارات والقصف البري ‏على خط ‏الحدود مع غزة والخ...‏

أثنين القدرة على الاطلاق في ساعات معلنة مسبقا، حتى بعض الأخوة قالوا يا ‏أخي إنصحوهم أن لا ‏يحددوا أوقات من هذا النوع، لكن تحديد الأوقات في تلك ‏المعركة كان له أبعاد معنوية، "شوي" يقول له ‏كن جاهزا عند الساعة 6:00 أريد أن ‏أقصف.‏
أو الساعة 9:00 في وقت البهاء، إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ وليس 10 ‏وعشرين و30 أوربعين، ‏في الدفعة الأولى وفي الدفعات المتزامنة، إطلاق أعداد ‏كبيرة من الصورايخ هذا له علاقة أيضا بالقدرة ‏على الإطلاق وله علاقة بحجم ‏الصورايخ.‏
أيضا حجم ونوع وكم الصورايخ، الكم الحجم مختلف، المدايات، وصول الصواريخ ‏سنعود لها في القبة ‏الحديدية، في الإصابات لا يستطيعون أن يخفوا هذا الموضوع.‏

إذا هنا يوجد إنجاز عسكري ضخم أسمه مواصلة إطلاق الصواريخ حتى أخر ‏لحظة والصواريخ التي ‏كانت تطلق بكثافة وبأحجام مختلفة وبمدايات مختلفة ‏وإستهدفت أماكن بعيدة عن غلاف غزة.‏

ثالثا، من أهم الإنجازات العسكرية والأمنية والميدانية، شل الكيان وأمنه ومجتمعه، ‏أصلا إسرائيل ما هي؟ ‏يوجد الكثير من الدول لأنها دول قديمة وحقيقية حتى لو ‏حصل وضع أمني صعب واحداث أمنية وحروب ‏أهلية لا تنهار الدولة، تبقى، هذا ‏لبنان حرب أهلية إلى ما شاء الله، دول في المنطقة ما زالت أيضا تعاني ‏وفي ‏السابق في التاريخ دول أخرى، ولكن الدولة المصطنعة، إسرائيل هي دولة ‏مصطنعة، هي كيان ‏مصطنع، هي كيان غير طبيعي، الأمن بالنسبة إليها كما يقال ‏شرط وجود، وليس شرط كمال، يعني ليس ‏أنه إذا كانت أمنة ممتاز، لا تكون أمنة ‏تستطيع أن تستمر، كلا، دولة مختلفة من هذه الجهة، الامن بالنسبة ‏لكيان العدو هو ‏شرط وجود، إذا إنتفى الأمن هذه الدولة تنهار، إذا إنتفى الأمن، أنظروا إلى ‏تصريحات ‏الصحافيين والمعلقين والإعلاميين والسياسيين ونواب في الكنيست ‏واناس عاديين، هذه 11 يوما يقولون ‏لك نحن لا نشعر هنا بالأمان نحن خيارنا ‏الطبيعي يجب أن يكون العودة إلى الدول التي جئنا منها، ولديهم ‏جنسيات أوروبية ‏وأميركية وأسترالية وكل واحد منهم لديه جنسيتان، عندما يبدأ يشعر أنه داخل ‏فلسطين ‏المحتلة ليس لديه عمل وسيقف الإقتصاد وستقف التجارة ولا يستطيع أن ‏يتسبح على شواطىء البحر ولا ‏يوجد أمن ولا يوجد أمان أسهل شيء عند ‏الإسرائيلي أن "يضب شنطته" ويمشي، هذه نقطة جوهرية نحن ‏أهل محور المقاومة ‏يجب أن نعرفها في دائرة إعرف عدوك هدفها معرفة كيان دولة اسرائيل. والشعب ‏الفلسطيني متمسك بارضه قبل 48 .مجازر حتى الان وحتى لو فتحت الحدود مع فلسطين ‏المحتلة لعاد كل ‏الفلسطينيين الى فلسطين لان قلوبهم في فلسطين وليس في لبنان كما انهم حاضرون ان ‏يقدموا مئات ‏والاف الشهداء في طريق الوصول الى فلسطين. والشعب اللبناني معانته من 48 قاوم وقاتل ‏وما زلنا في ‏المواجهة ونحن لن نتخلى عن ارضنا ولا عن قرانا ولا عن حقولنا ولا عن تاريخنا وكما كنا ‏نقول دائما ‏نحن ولدنا هنا نعيش هنا نموت هنا ندفن هنا ويوم القيامة نحشر من هذه الارض ونحن لا ‏نغادر واغلبنا لا ‏يملك جنسية ثانية وقرارنا ان نبقى هنا. الاسرائيليين ليسوا هكذا لديهم جنسيتين والحقيبة ‏جاهزة وجواز ‏السفر جاهز ، والسبب الذي يجعله يغادر او يبقى في فلسطين المحتلة هو الامن، الامن هو الذي ‏يدفعه ‏الى البقاء في فلسطين او يدفعه الى المغادرة ولهذا السبب قالوا علينا الذهاب وماذا نفعل هنا لا توجد ‏‏حكومة تحمينا لا توجد قيادة تحمينا ولا جيش يحمينا ولا اجهزة امنية تحمينا والذي حصل في 48 تسبب ‏‏بحالة رعب شديدة عند الصهاينة في الكيان، وهذا تحول مفاجئ وصادق وفي كل الاحوال شل امن الكيان ‏‏كان من اهم انجازات هذه المعركة وهذا انجاز عظيم وكبير جدا بل هو انجاز لا سابق له ولم يحصل في ‏‏حرب تموز 2006 بهذا الشكل ولا في الحروب السابقة لان الذي كان تحت مرمى الصواريخ هو تل ابيب ‏‏ومحيط تل ابيب وحتى القدس كانت في المرمى وهذا تطور وهذا انجاز عسكري وامني عظيم جدا حققته ‏‏معركة سيف القدس، وعندما نتأمل ونجد ان تل ابيب ومحيطها وغلاف غزة كلها وعسقلان واشدود وبئر ‏‏السبع وصولا الى قرب ديمونا، تعطيل مؤسسات حيوية عديدة مثل مطار بن غوريون والغاء الكثير من ‏‏الرحلات وسبعين بالمئة من الاسرائيليين خلال 11 يوم اضطروا الى الذهاب الى الملاجئ والى الغرف ‏‏الآمنة طبعا ليس في وقت واحد ولكن من حيث المجموع مرت على السبعين بالمئة والاهم الخسائر ‏النفسية ‏قبل الحديث عن القتلى والجرحى فلنتصور ان ملايين الصهاينة عايشّين 11 يوم تحت صفارات ‏الانذار ‏وصفارات الانذار لوحدها عندما تدوي في تل ابيب والقدس وفي الوسط وعسقلان لوحدها مرعبة ‏وصل ‏الصاروخ او لم يصل ولوحدها تفعل انهيارات نفسية وهذا تأثيراته ضخمة، الخسائر البشرية ‏الخسائر ‏الاقتصادية تحدثوا عن ارقام غير مهم .‏

‏ أربع: انهاء صورة الكيان الامن حتى للخارج والخارج الذي يريد الاستثمار في فلسطين المحتلة وكل ‏‏فكرة التطبيع واحدة من اهدافها هي جلب استثمارات اقتصادية بعشرات مليارات الدولارات من اجل ‏الحفاظ ‏على هذا الكيان ودعم هذا الكيان والذي يعاني من مشاكل، وواحدة من اهداف التطبيع تحويل الكيان ‏اي ‏فلسطين المحتلة من خلال الكيان الصهيوني الى معبر وعندما يحصل التطبيع في المنطقة يصبح كل ‏‏شيء وعندهم الموانئ ومطارات وعندهم حدود واماكنهم قريبة وهذا كله عندما يصبح الكيان غير امن ‏‏والامن هو شرط الاستثمارات.‏

‏ خامسا: فرضت المواجهة على العدو مع اهلنا في 48 والضفة اساسا هي موجودة دائرة المواجهة ولكن ‏‏‏48 ودخولها على المواجهة كان امرا جوهريا واساسيا ولأول مرة شعروا بالخطر واهتزاز بنية الكيان ‏‏وانا قرأت تصريح للرئيس المكلف في تشكيل حكومة العدو يتحدث ان هذا خطر وجودي يجب ان تعالجوا ‏‏وتسارعوا الى حل هذا الامر ورئيس الكيان ايضا تحدث بلغة مشابهة.‏

سادسا: ومن النتائج العسكرية والميدانية الثبات والصمود في غزة ممتاز والقيادة والسيطرة وجبهة قوية ‏متماسكة، مقاومة غزة وشعب غزة ‏استعداد عالي لمواجهة اي تقدم بري او معركة طويلة ولم يسمع العالم ‏من رجالها ونسائها واطفالها الا كل ‏الكلام الذي يعبر عن الشموخ والاباء والعزة والكرامة والاستعداد ‏اللامتناهي للتضحية.‏

‏ سابعا: استطاعت المقاومة بحق ان تقدم صورة نصر تاريخي وحقيقي لشعبها ولاحبائها في العالم ‏ولعدوها ‏ولكل اعدائها وهذا مختصر لم ندخل الى الجانب التخصصي.‏

وفي المقابل اخفاقات العدو.‏
اولا : الفشل في تحقيق اي انجاز استراتيجي اي ان يعمل تحول في مسار المواجهة فليتفضل نتنياهو او ‏‏كوخافي ويدلنا على الانجاز الاستراتيجي الذي حققته اسرائيل وجيشها خلال 11 يوم في معركة سيف ‏‏القدس لا يوجد شيئا.‏

‏ ثانيا: ما يتحدث عنه المسؤولون الاسرائيليون هو انجازات تكتيكة ولكن بصراحة هذه الانجازات ‏‏التكتيكية في مقابل قطاع غزة لا تتناسب مع قوة الجيش الاسرائيلي اقوى جيش في المنطقة واقوى سلاح ‏‏جو في المنطقة يعني ماذا تعني الانجازات التكتيكية هو هدم الابراج، ضرب بعض الانفاق، قتل بعض ‏القادة ‏هذا لا يحتاج الى جيش بقوة الجيش الاسرائيلي ولا الى سلاح الجو بقوة سلاح الجو الاسرائيلي ‏لإنجازه. لم ‏ينجح وفشل في منع اطلاق الصواريخ وبقيت الصواريخ تطلق وكان ممكن ان تطلق لاشهر ‏وهذا يعبر عن ‏الفشل الاستخباري وفشل المعلومات ولا يعرف من اين تنطلق الصواريخ كانت تنطلق ‏ومحددة الزمان ‏ايضا بالوقت وتطلع المسيرات ويطلع سلاح الجو وتبقى الصواريخ تطلع الصواريخ ، ‏ايضا لم ينجح في ‏منع وصول عدد كبير منها الى المدن التي يسكنها الاسرائيليون وهنا يأتي بحث القبة ‏الحديدية الذي يحتاج ‏الى مقاربة دقيقة طبعا الاسرائيليين بالغوا ولكن هناك اناس في داخل الكيان مسؤولين ‏عسكريين سابقين ‏ومعلقين يجرون تقييما ويقولون ان نجاح القبة 53 بالمئة والمسؤولون الرسميون ‏يحاولون ان يقولوا ان ‏نجاح القبة 90 بالمئة ولكن حتى لو سلمنا ان نجاح القبة 90 بالمئة . انظروا عندما ‏يتكلمون ان عدد ‏الوحدات السكنية المتضررة وعدد الاصابات وعدد الصواريخ التي وصلت هذا يعني ان ‏مجمل عدد ‏الصواريخ التي اطلقت يعني ان حديثهم عن 90 بالمية هو تضييع وكذب وعلى كل حال هناك ‏فشل، لكن كم ‏تتراوح نسبته هذا بحاجة الى تقييم تقني وفني في بحث القبة الحديدية والذي يؤكد هذا الفشل ‏هو الوعد الذي ‏طلبه نتنياهو وقدمه بايدن واعلن عنه ان الامريكان يريدون أن يساعدوا في موضوع القبة ‏الحديدية ولو كانت ‏القبة الحديدية ناجحة حتى 90 بالمية كما قالوا كان يجب على نتنياهو ان يفاخر في ‏ذلك وان يسوقها في ‏العالم وان يبيعها الى الامريكان وبالتالي هذا هو دليل وصول الصواريخ بشكل دائم ‏الى تل ابيب وعسقلان ‏‏ وبئر السبع واسدود وغيرها وغلاف غزة وعدد الاصابات في المنازل والمنشآت. ‏الفشل في خداع المقاومة ‏الفلسطينية لجرها الى الى فخ نوعي الذي يسمونه مترو حماس يحضر له منذ 3 ‏سنوات وحاولوا تطبيقه في ‏هذه المعركة ولكن وعي المقاومة ويقظتها وحكمتها منعت الوقوع في هذا الفخ ‏والاسرائيلي كان يراهن ‏على انجاز عسكري نوعي من هذا النوع.‏

‏ الفشل في النيل من المخزون الحقيقي للصواريخ الذي لم تطلق ‏بعد ولم يقدر على تدمير مخازنها اماكن ‏تواجدها.‏

الفشل في تحديد اماكن قيادات الصف الاول وبالتالي ‏الفشل في اغتيالها وهم حددوا مجموعة اسماء وفي ‏مقدمهم الاسم الاول الموضوع على لائحتهم الاخ القائد ‏المجاهد العزيز الاخ ابو خالد محمد ضيف الله ‏يحفظه ويحرسه وكما كل القادة وهم اعترفوا انهم مددوا ‏العملية ربما يتمكنون من قتل هذا القائد وهذا ‏فشل،اما بعض القادة الذين قتلوا، من الطبيعي ان يستشهد قادة لانهم ‏‏ في الميدان.‏

‏ الفشل في تقدير قدرات المقاومة ومستوى استعدادها وهم اعترفوا ما لم يكن عندهم هذا التقدير ‏بقدرة ‏المقاومة وقدرتها على الاستمرار ولكن كما ذكرت في بداية الكلمة الاهم الفشل في تقدير ردة فعل ‏غزة ‏ومقاومة غزة وقيادة المقاومة في غزة السياسية والعسكرية على موضوع حي الجراح والاقصى.‏

الفشل ‏في تقدير فعل فلسطيني 48 وهذا ما قاله مفتش الشرطة العام عندما قال هذا لم يكن في الحسبان ‏والاجهزة ‏الامنية الاسرائيلية المفترض هي متغلغلة وحاضرة ومسيطرة على 48 تفاجأت برد الفعل لكن ‏من اهم ‏مظاهر الفشل الضياع واسرائيل ذهبت الى هذه المعركة مصدومة متفاجئة ضائعة ليس لديها خطة ‏ولا رؤية ‏وهنا يأتي السؤال لرئيس اركان جيش العدو كوخافي الذي بقي 3 سنوت ينظر وفلسفات ويعمل ‏مناورات ‏حتى اطلق عليه الفيلسوف وطبعا واحدة من نظرياته التي استدل فيها على الفشل الاسرائيلي ‏دائما خلال 3 ‏سنوات كان يعمل على احياء القوات البرية وكان يركز على المناورة البرية ودائما كان ‏يقول لن يتحقق أي نصر دون العملية البرية، العملية البرية هي جزء من النصر الذي يجب أن يحققه. ‏

هذا صاحب الرؤى الاستراتيجية والفيلسوف والنظريات والمناورات، أمام غزة المحاصرة، 365 كم2، ‏الصواريخ المصنوعة محلياً، استراتيجياتك وفلسفتك ومناوراتك وتحضيراتك ذهبت هباءً منثوراً، أليست ‏هذه الحقيقة! أهم شيء في هذا الفشل أنه ليس هناك عملية برية، أنا لا أقول أن الجيش الإسرائيلي عاجز ‏عن القيام بعملية برية، لا أدعي ذلك، ولا أقول أنه ضعف إلى مستوى لا يستطيع القيام بعملية برية ولكن ‏أقول أن معنويات الجيش الاسرائيلي، يعني طائراته ودباباته ومدافعه وعسكر وعديد وتكنولوجيا وتلفون ‏والتشاباك أذرع وما تريدون صحيح، ولكن هذا الجيش وقيادة هذا الجيش تتهيب، تخاف، مرعوبة من ‏العملية البرية، سواءً في غزة أو في لبنان أو في أي مكان، وما حصل في غزة عام 2014 وجنودهم ‏الذين ما زالوا لا يعرفون إذا كانوا أحياء أو أموات ما زال ماثل أمام عيونهم. أقوى جيش في المنطقة ‏يتهيب، يخاف، هذا فشل استراتيجي وليس بفشل عادي. ‏

وأخيراً الفشل في تقديم صورة انتصار، لم يستطع. هنا بالحد الأدنى لا يستطيعوا أن يقنعوا الرأي العام ‏الاسرائيلي أنهم انتصروا، يمكنكم أن تعودوا لكل استطلاعات الرأي، لا يوجد استطلاع رأي، يعني إذا ‏أعلى استطلاع رأي الذين مروا معي 15%، 20%، ممكن أن تجد من يقول بالرأي العام الاسرائيلي أن ‏اسرائيل انتصرت أما الباقي لا، لم يستطع أن يقدم صورة انتصار،على كل حال وللبحث صلة، سنترك كم ‏دقيقة للبنان. ‏

هذا فيما يتعلق بمعركة سيف القدس والتي يجب أن يبنى على نتائجها السياسية والمعنوية والنفسية والقيمية ‏والثقافية ويجب أن يبنى على نتائجها العسكرية والأمنية في استمرار هذه المواجهة وفي استمرار هذه ‏المعركة. ‏

بالعودة إلى لبنان وإلى مناسبتنا، نقاط أيضاً سريعة ولن أطيل عليكم. ‏

أولاً في عيد المقاومة والتحرير أود أن أؤكد للشعب اللبناني ولكل شعوب المنطقة ولأحبائنا وأصدقائنا أن ‏المقاومة اللبنانية في أحسن حال، لم يمر يوم على المقاومة في لبنان كانت قوية كما هي الآن لا في العديد ‏ولا في الخبرة ولا في التجربة ولا في العدة ولا في العتاد ولا في الإماكنات كماً وكيفاً ونوعاً واستعداداً ‏وتحضيراً وجهوزية وإيماناً وثقة وشجاعة ومعنويات، هذه أول نقطة. هذا بعد 21 سنة من تحرير ‏الجنوب.‏

ثانياً، أقول للإسرائيلي بالاستفادة مما ورد في بداية الكلمة، أيضاً لا تتحامقوا ولا تستكبروا ولا تتغطرسوا ‏وبالتالي لا تقدروا ولا تحسبوا خطأ باتجاه لبنان، لبنان محكوم بالمعادلات التي صنعتها المقاومة وصنعتها ‏المعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة، قواعد الاشتباك ومعادلات الصراع قائمة، أي مس فيها كما ‏قلت يوم القدس بانتظار المناورة الإسرائيلية الكبرى أعيده الآن في عيد المقاومة والتحرير هذه معادلات ‏ثبتت بتضحيات كبيرة قبل 2000 وبعد 2000 في 2006، بالتالي نحن حريصون جداً عليها، لا تخطئوا ‏التقدير، لا تخطئوا التقدير، مثل ما أخطأتم مع غزة إنكم تخطئون مع لبنان، نحن هنا وضعنا مختلف، نحن ‏صحيح علينا عقوبات أميركية على البلد ولكن بلدنا ليس محاصرا، لا في البر ولا في الجو ولا في البحر، ‏لا تقولوا أن هناك وضع صعب معيشي وأن هناك وضع حياتي وأن هناك وضع الناس وظروف وضع ‏البلد الداخلية، هذا كله صحيح ولكن هذا لن يؤثر ولا يؤثر على الإطلاق عندما تكون المعادلة هي الحفاظ ‏على أمن لبنان واستقرار لبنان وسيادة لبنان وكرامة لبنان وأمن الشعب اللبناني وأمن كل شبر على ‏الأرض اللبنانية، هذا أمر لا يمكن التسامح فيه. ‏

النقطة الثالثة، اليوم أيضاً المقاومة في الوقت الذي تستند فيه إلى قوتها هي تستند إلى بيئتها الحاضنة التي ‏عجزوا عن المس بها رغم كل ما جرى في الداخل اللبناني رغم كل الظروف المعيشية الصعبة والظروف ‏المعيشية الصعبة الآتية، كلنا سنتدبر أمرنا ولكن يجب أن ييأسوا من إمكانية المس بإرادة بيئة المقاومة ‏واحتضان بيئة المقاومة للمقاومة، اليوم المقاومة في لبنان هي في موقع قوي أيضاً حتى بالاستناد إلى ‏الموقف الرسمي، يعني سواءً في موقع رئاسة الجمهورية بوجود فخامة الرئيس العماد ميشال عون الذي ‏يدافع عن لبنان، الذي يصر على الحصول على حقوق لبنان كاملة في المياه والغاز والنفط وما شاكل ‏والذي يعبر بشكل دائم عن موقفه الواضح من المقاومة وهذا أحد أسباب عتب بعض الدول عليه، إذاً هناك ‏موقف رسمي في موقع رئاسة الجمهورية، هناك موقف رسمي في موقع رئاسة مجلس النواب، طبعاً ‏دولة الرئيس نبيه بري هو شريك في المقاومة أساساً، في موقع رئاسة مجلس الوزراء الحالية تصريف ‏الأعمال وأيضاً في الحكومة يعني البيان الرسمي الذي تلتزم به الحكومة، يعني ما زال الموقف الرسمي ‏هو موقف قوي ومتماسك بمعزل عن الأصوات الداخلية المخالفة والمعارضة والمعروفة. ‏

النقطة الرابعة، فيما يتعلق بالحسابات بيننا وبين العدو، يجب أن نضيف إلى حسابنا القديم الذي ما زال ‏مفتوحاً ما يرتبط بشهيدنا، أنا أسميه الشهيد الدمشقي، شهيدنا الدمشقي علي كامل محسن رحمه الله، يجب ‏أن نضيف إلى حسابنا مع العدو دماء الشهيد محمد طحان، الشهيد على طريق القدس، هذا الشهيد الذي ‏عبر عن مزاج هذا الجيل من شباب لبنان، الذي يتصور أن المقاومة جيل قديم، هذا الجيل الحقيقي، هذا ‏الجيل الذي هو حاضر أن يقتحم الحدود ويقتلع الجدار ويقص الشريط الشائك ويدخل بلا سلاح بالصدور ‏العارية وبالقبضات العزلاء، هذا الجيل مؤمن متحمس مشتاق لبيت المقدس، الشهيد محمد طحان يعبر عن ‏هذا الجيل، طبعاً بالمناسبة أنا أجدد وأؤكد وأعيد لعائلته الشريفة والكريمة فرداً فرداً التعزية والتبريك بهذه ‏الشهادة المباركة لأخينا وابن حزب الله الشهيد محمد طحان، هذا دم، أقول للاسرائيليين، هذا دم صبرنا ‏عليه ولكن ما تركناه ولن نتركه أيضاً ويضاف إلى حساب شهيدنا. ‏

النقطة الخامسة والأخيرة بالوضع الداخلي وأختم، في الشأن الداخلي، لكل ما يجري في لبنان المفتاح هو ‏تشكيل حكومة جديدة، هناك شعارات تحكى أن المخرج من الأزمة الحالية هو استقالة رئيس الجمهورية، ‏طبعاً هذا ليس مخرجاً وليس صحيحاً وهذا كلام هو مزايدات سياسية لن يوصل إلى مكان، فخامة الرئيس ‏موجود وأطال الله بعمره يكمل إلى آخر لحظة إن شاء الله. أو البعض مثلاً قد يطرح تخلي الرئيس المكلف ‏عن تكليفه لتشكيل حكومة وأيضاً من الواضح أن الرئيس المكلف متمسك بهذا التكليف وهذه من نتائج ‏أيضاً الجلسة الأخيرة في مجلس النواب، وإن شاء الله الله يسهل أمره ويستطيع أن يشكل. أو البعض يطرح ‏معادلة الاستقالتين بشكل متزامن، يعني رئيس الجمهورية يستقيل من رئاسة الجمهورية والرئيس سعد ‏الحريري يستقيل من التكليف يعني ينصرف عن التكليف، أيضاً هذا البحث السياسي والخطاب السياسي ‏هذا تضييع وقت، الشيء الواقعي الوحيد اليوم أمام اللبنانيين والشعب اللبناني هو أن يتفضل رئيس ‏الحكومة المكلف بالتعاون والتفاهم مع رئيس الجمهورية ويشكلوا حكومة. عندنا طريقين لا ثالث لهما بعد ‏كل هذه الأشهر واقعاً ليس هناك غير هذين الطريقين، الآن تريدون أن تنتظروا دولاً من الخارج ليس ‏هناك أفق لهذا الموضوع، أنا أؤيد أيضاً ما قيل من أن المشكلة هي مشكلة داخلية كاملة بحتة، الآن يقول ‏لك والله الأميركي يضع فيتو والأوروبيين، ليس هناك هكذا شيء. هناك طريقين، الطريق الأول أن دولة ‏الرئيس المكلف يذهب إلى فخامة الرئيس ويجلسوا ليس 10 دقائق ولا نصف ساعة ولا ساعتين، يجلسوا ‏ساعة وساعتين وثلاثة وأربعة وخمسة ويتناقشوا ثاني يوم وثالث يوم إلى أن يصلوا إلى نتيجة، وأنا أقول ‏لهما البلد اليوم أمانة بين أيديكما، المسؤولية عندكما لأنكما المسؤولان عن تشكيل الحكومة الجديدة. ‏والطريق الثاني هو مساعدة صديق، برأيي أنا الصديق الوحيد القادر على أن يبادر وعلى أن يقدم ‏المساعدة وبمعزل الآن بعض الناس أو علاقاتهم أو رؤيتهم له قد تتفاوت سلباً أو ايجاباً، برأيي بالواقع ‏السياسي اللبناني الحالي الصديق الوحيد الذي يمكن أن يقدم هذه المساعدة هو دولة الرئيس الأستاذ نبيه ‏بري لموقعه كرئيس مجلس النواب ومكانته السياسية في البلد وتجربته الشخصية، نحن حزب الله نساعد، ‏حاضرون أن نساعد دولة الرئيس، وأدعو الكل أن يساعدوه، هو طبعاً لا يحتاج إلى دعوة للمبادرة ودائماً ‏يبادر وهو لم يترك المبادرة، ولكن أنا دعوتي الليلة أن أقول أنه عندنا طريقين، إما دولة الرئيس سعد ‏الحريري يذهب إلى بعبدا ويجلس مع فخامة الرئيس ميشال عون ساعة وساعتين ويوم ويومين وثلاثة ‏وينقذوا البلد ويخلصونا، وإما الجميع يأتي ويقول يا دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري تفضل وابذل جهدك ‏حتى لو اضطررت أن تخاطر بأمنك الشخصي، حتى لو تذهب إلى الرئيس عون، لا أعرف ماذا يفعل، ‏لكن اليوم ليس هناك طريق ثالث، الطريق الثالث أن يبقى البلد منتظراً وعندنا مشاكل الدعم ورفع الدعم ‏وترشيد الدعم والبطاقة التمويلية والوضع الاجتماعي والوضع المعيشي والمحروقات والأكل والخبز ‏والدواء وو... إلى متى يمكن أن ننتظر، إلى متى يمكن أن يتحمل البلد. ‏

أختم بالمقطع الأخير، أختم على ضوء ما حصل في الأيام القليلة والأسابيع القليلة والشهور الماضية ‏والسنوات الماضية، أهم شيء اليوم نحن فيه الذي له علاقة بوضع المنطقة، الذي له علاقة بوضع ‏المحور، أن أيضاً المحور - وإن كنت تحدثت عن هذا في يوم القدس ولكن أريد أن أختم بجملتين – ‏استطاع اليوم في هذه اللحظة التي نحن فيها عبر أصعب عشر سنوات في تاريخه وفي حياته، والتي كانت ‏تستهدف، مؤامرات تستهدف وجود دول، وجود أنظمة، وجود حركات المقاومة، هذا عبرناه. النقطة التي ‏أريد أن أصل لها لأقول أن صمود محور المقاومة في البلدان المختلفة هو شكل الداعم الأساسي للمقاومة ‏في فلسطين وشكل اليوم الحامي والرافعة الأساسية للمقاومة والانتصار في فلسطين، يعني تصوروا لو أن ‏المعركة كانت ستجري أو جرت وليس هناك شيء اسمه نظام الجمهورية الاسلامية في ايران، مثل ما ‏كان يريد جون بولتون، لا يوجد، هناك نظام موالي لأميركا والغرب، وبالعراق هناك داعش وفي سوريا ‏هناك داعش والنصرة والتكفيريين وبعض الجهات العلمانية الخالصة مع اسرائيل ومبايعة، وفي لبنان لأنه ‏لو انتهت سوريا غير معلوم ماذا كان مصير لبنان لو سيطرت داعش والنصرة والتكفيريون على سوريا، ‏على كل حال مصير لبنان معلوم كان يعني الكلفة ستكون عالية والنتائج ستكون خطيرة، اليوم نجد لا ‏باللحظة الحالية الجمهورية الإسلامية عبرت تهديد الحرب وتتغلب على العقوبات وعلى الحصار وفي ‏وضع قوي ومتين ومستقر وذاهبة إلى انتخاباتها الرئاسية، داعش في العراق انتهى يلفظ أنفاسه الأخيرة، ‏يجب أن أتوقف عند التفاعل في العراق الجديد والكبير والمهم الذي حصل مع معركة سيف القدس وهذا ‏أمر على درجة عالية من الأهمية، البيان الذي صدر في اليوم الأول من قبل المرجع الديني سماحة آية الله ‏العظمى السيد السيستاني دام ظله شكلاً ومضموناً زماناً هذا يجب أن يتوقف عنده الكثيرون في العالم من ‏الأعداء ومن الأصدقاء، مواقف القيادات العراقية، الرؤساء في العراق، القيادات العراقية المعروفة، ‏الأحزاب العراقية، التظاهرات التي خرجت في بغداد وفي غيرها، هذا كله مؤشر مهم في التحول. ‏

سوريا أيضاً اليوم في جزء كبير من مساحتها الجغرافية تتعافى وتذهب غداً إلى انتخاباتها لتؤكد حضورها ‏السياسي وتثبت دولتها ونظمها وكيانها. ‏

لبنان والصمود والاستقرار القائم في لبنان رغم المعاناة في البعد الاقتصادي والمالي والمعيشي، في ظل ‏الانهزام والتطبيع العربي. كيف سيكون حال شعب فلسطين لو إيران لم تكن موجودة، والعراق في عالم ‏آخر وسوريا بيد داعش والتكفيريين ولبنان بيد داعش والتكفيريين وفي ظل الانهزام العربي، التطبيع ‏العربي، الأنظمة العربية، هذا يشكل الرافعة. ‏

طبعاً اليوم الوضع أفضل لأنه أيضاً هناك إضافات نوعية، مع الحضور القديم المتجدد لجمهور كبير جداً ‏مؤيد للمقاومة وخيار المقاومة وثقافة المقاومة والشعب الفلسطيني في دول عربية، في دول العالم ‏الإسلامي، في دول العالم، تذهب من شمال افريقيا كلها إلى نيجيريا إلى دول إفريقية إلى البحرين إلى ‏الكويت إلى دول في الخليج إلى أفغانستان باكستان أندونيسيا ماليزيا، على امتداد العالم العربي والاسلامي ‏والعالم، هناك جمهور متنوع دينياً يعني مسلمين ومسيحيين وحتى يهود، متنوع مذهبياً، متنوع فكرياً، ‏سياسياً، قومياً، عرقياً مؤيد لهذا الخيار ولهذه الثقافة، وكانت الإضافة النوعية الكبيرة جداً في محور ‏المقاومة هي اليمن وتفاعل اليمن واقعاً الانسان تدمع عينه أمام تفاعل إخواننا اليمنيين، يعني عندما أستمع ‏إلى سماحة السيد عبد الملك ويقول أنه نحن نريد أن نتقاسم الخبز مع الشعب الفلسطيني واقعاً أنا أتأثر ‏عاطفياً، وأقول يا سيدنا أنتم محاصرون هل لديكم خبز للتقاسموه مع الشعب الفلسطيني في الوقت الذي ‏يملك كثيرون من العرب والمسلمين في أموالهم الشخصية مئات مليارات الدولارات وما يزال عن موائدهم ‏من الطعام مما لذ وطاب يمكن أن يطعم شعوباً بأكملها. على كلٍ التفاعل اليمني إعلامياً، شعبياً، ميدانياً هذا ‏رائع وعالي وهذه قوة عظيمة أضيفت إلى محور المقاومة. ‏

على كل حال، هذا هو الأساس الذي يمكن أن نبني عليه المستقبل، نحن ننظر إلى المستقبل انطلاقاً مما ‏حصل في الأسابيع القليلة الماضية نرى بحق وليس من موقع الشعار أن القدس أقرب، أن زوال الكيان ‏الإسرائيلي أقرب، أن الزمان بدأ يختصر باتجاه هذا المستقبل، المسألة هي مسألة وقت، مع كل هذه ‏الأعياد القائمة نرى الأعياد القادمة إن شاء الله للحرية والتحرير والسيادة والاستقلال والأمن والسلام ‏الحقيقي ليس السلام الكاذب، ليس سلام الذئاب والضباع مع المساكين والخراف، سلام الليوث، سلام ‏الأعزاء، سلام المقتدرين، ونرى الحياة الطيبة والكريمة التي سيصنعها كل المقاومين الشرفاء في ‏منطقتنا، هنا طبعاً كما فعل قادة حماس وقادة الجهاد الإسلامي وقادة فصائل المقاومة الفلسطينية من ‏موقعي في المقاومة اللبنانية يجب أن أقدم الشكر لكل الذين وقفوا إلى جانب المقاومة ودعموها خلال كل ‏السنوات الماضية، بالسياسة وبالمال وبالسلاح وبالخبرة وبنقل التجربة وبالتدريب ولم يبخلوا بشيء ‏وخاطروا حتى بوجودهم وفي مقدمهم الجمهورية الإسلامية في إيران وعلى رأسها سماحة الإمام القائد ‏السيد الخامنئي دام ظله الشريف ويجب أن نستحضر بقوة وباحترام وبإجلال وبتقدير الروح العظيمة للقائد ‏الكبير الشهيد الحاج قاسم سليماني الذي أمضى أكثر من عشرين عاماً جاء إلى منقطتنا وليس في لحيته ‏ورأسه شعرة بيضاء وغادرنا وكله أبيض وبوجه أبيض، خلال عشرين عاماً بذل هذا القائد الشهيد شبابه ‏وزهرة حياته معنا ومع المقاومة الفلسطينية بعيداً عن وسائل الإعلام، بعيداً عن أي شكل من أشكال ‏المفاخرة والمزايدة، كان حماسه أشد من حماسنا وعزمه أمضى من عزمنا وجديته أكبر من جديتنا، كنا ‏نتعب ولا يتعب ونمل ولا يمل، نستحضره اليوم لنقدم أيضاً إلى روحه العظيمة هذه الانتصارات العظيمة. ‏

كل عام وأنتم بخير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

2021-06-02