يتم التحميل...

كلمة السيد حسن نصر الله ‏في الذكرى السنوية الثانية ‏لاستشهاد اللواء قاسم سليماني

2022

كلمة السيد حسن نصر الله ‏في الذكرى السنوية الثانية ‏لاستشهاد اللواء قاسم سليماني 3-1-2022

عدد الزوار: 11

كلمة السيد حسن نصر الله ‏في الذكرى السنوية الثانية ‏لاستشهاد اللواء قاسم سليماني 3-1-2022

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على ‏سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار ‏المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.‏

السادة العلماء، الإخوة والأخوات، الحفل الكريم، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته‎. ‎


كما جرت العادة في بداية أي كلمة أو إطلالة أجد من الواجب الأخلاقي في البداية أن أُشير إلى ‏بعض ‏الأمور التي ترتبط بالتعزية أو التبريك قبل أن أدخل إلى موضوع المناسبة، وهي أيام تختلط فيها ‏الأفراح ‏والأحزان على كل حال، أُعزي جميع المسلمين في هذه الأيام في ذكرى شهادة بضعة رسول ‏الله(ص) وسيدة نساء ‏العالمين وزوجة ولي الله وأُم الأئمة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، هذه الأيام ‏على بعض الروايات ‏هي أيام شهادتها. في المقابل أُبارك للمسلمين والمسيحيين ذكرى أو عيد ميلاد السيد ‏المسيح (عليه السلام)، ‏وأيضاً أُبارك للجميع بداية سنة ميلادية جديدة عسى أن تأتي بالخير والبركة بعد ‏كل ما يعيشه بلدنا ‏ومنطقتنا وأُمتنا من تحديات ومآسي ومصاعب، في هذه الأيام والأسابيع الأخيرة أيضاُ ‏بسبب كورونا ‏والأمراض المنتشرة للأسف الشديد فقدنا العديد من الأَباء والأُمهات والإخوة والأخوات، ‏وخصوصاً من أباء وامهات الشهداء، ‏طبعاً لا يمكن أن أَذكرهم جميعاً بالأسماء، أَتوجه إلى عائلاتهم ‏الكريمة والشريفة بأحر التعازي على فقد ‏هؤلاء الأحبة والأعزة، يجب أن أَخص بالذكر أخانا العالم ‏الأديب الشاعر الطيب الجليل سماحة الشيخ ‏فضل مخدر (رحمة الله عليه)، وهو من الإخوة العلماء من ‏الجيل المؤسس في مسيرتنا، مسيرة حزب الله ‏والمقاومة الإسلامية في لبنان قبل أربعين عاماً، أيضاً ‏أُعزي عائلته واحبائه برحيله. أيضاً من المناسبات ‏القريبة التي تُرتب واجباً أخلاقياً أَخونا العزيز الحاج ‏الشهيد حسن إيرلو، الذي كان في الآونة الأخيرة سفيراً ‏للجمهورية الإسلامية في اليمن المقاوم في صنعاء، ‏وخصوصية هذا الشهيد أنه عندما كان في الحرس، في قوات ‏الحرس، في ريعان شبابه في سنة 1982 و ‏‏1983، كان من أَوائل الإخوة الذين جاؤوا إلى لبنان، إلى البقاع، ‏وساهموا في معسكرات التدريب، ‏بتدريب المقاومين ونقل التجربة إليهم ومواكبتهم في مراحل المقاومة ‏الأُولى، أيضاً يجب أن أَتوقف امام ‏الذكرى السنوية لاستشهاد العلامة الشيخ نمر النمر، المقتول ظلماً ‏وعدواناً وإعداماً في سجون السعودية، ‏وأُجدد العزاء لعائلته وأحبائه ولكل أهلنا وشعبنا في بلد الحرمين ‏الشريفين المظلومين، يجب أيضاً أن أُلفت ‏إلى الذكرى السنوية الأُولى لرحيل سماحة آية الله الشيخ مصباح ‏يزدي، الفقيه والفيلسوف والعارف ‏والمفكر الإسلامي الكبير الذي قَلّ نظيره في عصرنا الحاضر.‏

أَنتقل إلى مناسبتنا الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد قادة النصر وإخوانهم من المجاهدين الأعزاء، الحاج ‏قاسم سليماني، الحاج جمال أبو مهدي المهندس وإخوانهما من الإخوة الإيرانيين والعراقيين، الذين قَضوا ‏شهداء في تلك الحادثة، وأنا سوف أُخصص الكلمة لهذه المناسبة. طبيعة المناسبة في ما يتعلق بالاوضاع ‏المحلية والداخلية ‏اللبنانية، طبيعة المناسبة والوقت المتاح لا يسمحان لي أن اتطرق للوضع الداخلي المحلي ‏الآن، إن شاء‎ ‎الله ‏في الوقت القريب أخصّص متّسعاً من الوقت لأن هناك الكثير من القضايا التي تحتاج ‏الى حديث ‏ومصارحة ومعالجة وتحديد مواقف من جملة أزماتنا التي نعيشها اليوم في البلد، لكن يكفي أن ‏أشير إلى .. ، باعتبار أن كثيرون ينتظرون، بعدالكلمات التي أُلقيت في الآونة الأخيرة، أن أُشير الى تأكيدنا ‏على أهمية ‏الحوار بين اللبنانيين وعلى أهمية أي دعوة للحوار بين اللبنانيين، وفي ما يتعلق بكل ما قيل ‏وذٌكر وكتب ‏ونوقش حول علاقة حزب الله والتيار الوطني الحر في الآونة الأخيرة، يكفي أن أأُشير إلى ‏أننا حريصون جداً ‏على حلفائنا وعلى أصدقائنا وعلى علاقاتنا، وأيضاً نحن متمسّكون بالتفاهم ‏وحاضرون لتطوير التفاهم بما ‏يحقق من مصلحة وطنية، مع الاشارة الى أن الكثير مما قيل حتى في كلمة ‏رئيس التيار الوطني الحر في ‏الأمس أو ما قيل في المقابلات والحوارات هي مسائل تحتاج الى نقاش والى ‏توضيح والى مصارحة. ‏يكفي في الشأن المحلي أن أشير الى هذه الإشارة وإن شاء الله في وقت قريب ‏يُخصَّص حديث للمسائل ‏والقضايا المحلية. طبعاً ما سأتطرق اليه في موضوع المناسبة هو أيضاً يمسّ ‏لبنان بالصّميم، يمسّ مستقبل ‏لبنان، أمنه، سيادته، كرامته، مشكلاته ولكن من زاوية أعلى من زاوية ‏المنطقة.‏
عندما نعود الى المناسبة، عندما نُذكر ان موكب الشهيدين القائدين بعد ان خرج من مطار بغداد وفي ‏الطريق ‏بالقرب من المطار تعرّض الى قصف جوي أمريكي واضح وأدّى الى استشهاد الإخوة جميعاً، ‏وبعد ذلك ‏أعلن الامريكيون مسؤوليتهم صراحةً، اي ان الامر لم يكن يحتاج الى تحقيق من هو القاتل ومن ‏يقف ‏خلف القاتل ومن هو المنفذ ومن هو الآمر، الامور كانت واضحة من الساعات الأولى، كان لهذا ‏الحدث الهائل ‏تداعيات كبيرة جداً بعد ذلك، تداعيات عسكرية، سياسية، شعبية، في إيران، في العراق، في ‏المنطقة، كلنا ‏يستذكرها ويستحضرها وما زالت هذه التداعيات قائمة ومستمرة الى الان. بعد مضي ‏عامين، نعود ونحتفل أو نُحيي ‏هذه الذكرى او هذه المناسبة التي لم تغب خلال العامين ولم يغب قادتها ‏وشهدائها لا أسمائهم ولا صورهم ‏ولا أرواحهم ولا ذكراهم ولا أفكارهم ولا جهادهم ولا إنجازاتهم ولا ‏صوت الثأر الذي يصدح في قلوب ‏كل محبيهم على امتداد العالم. عندما تُحيى اليوم هذه المناسبة في ‏ايران، في العراق بشكل اساسي، في العديد ‏من الدول الاسلامية والعربية، إنما يُراد لهذا الإحياء أولاً أن ‏يعبّرعن الاعتراف للجميل، جميل هؤلاء ‏القادة وهؤلاء الشهداء، لأنكم كما تعلمون أن أحد مصائب ‏البشرية على مرّ التاريخ عند شعوب أو عند ‏جماعات من شعوب هو نكران الجميل، الجميل الواضح ما ‏قدّمه هؤلاء ما أنجزه هؤلاء ما أعطوه ‏لشعوبهم، لأمّتهم، لمنطقتهم، لأهلهم، لدينهم، بعض الناس يُنكر ‏ذلك بل يُنكر على من يعترف لهؤلاء ‏بالجميل باعترافه بالجميل، ويحتج أن يُقام مثلاُ حفل لهؤلاء على ‏طريق مطار بغداد أو تُرفع صورة لهؤلاء ‏القادة المضحّين على طريق مطار بيروت أو أي شيء مشابه، ‏هذا شكل من أشكال الإنحطاط الأخلاقي ‏ونُكران الجميل، إحياء المناسبة أوّلاً هو إعتراف بجميل هؤلاء ‏القادة، هكذا نفعل عندما نحيي ذكرى ‏شهدائنا وخصوصاُ قادتنا الشهداء وذكرى عظمائنا الذين قدّموا ‏تضحيات جسيمة في سبيل عزّة وكرامة ‏وحياة وسعادة أمّتنا وشعوبنا وبلادنا وأوطاننا، وأيضاً للتعبير عن ‏تقديرنا لهم، عن شكرنا لهم، عن محبّتنا ‏لهم، عن تعظيمنا لهم، من موقع ما قدّموا وما عملوا وما جاهدوا، ‏لأن هذه هي القيمة الحقيقية التي يُتوجّه ‏إليها بالتقدير وبالشكر، وأيضاً للتأكيد على ثبات إخوانهم وأخواتهن ‏طوال الطّريق، على ثباتهم وصبرهم ‏والتزامهم وصمودهم ومواصلتهم للجهاد والمقاومة والحضور ‏والتحدي ومواجهة المشاريع الاستكبارية ‏الامريكية والصهيونية في منطقتنا، أياً تكن التضحيات، وخلال ‏هذين العامين ايضاً كانت هناك مواجهات ‏كبرى وتضحيات جسيمة، ومن أبرز معالم هذه المعركة كانت ‏معركة سيف القدس في غزّة في فلسطين ‏المحتلة وفي أماكن أخرى والحرب حرب الصّمود والبطولة ‏والملحمة التي ما زالت دائرة على أرض ‏اليمن، التأكيد على النّهج،على الطّريق، على الأهداف، وأيضاً ‏للتزوّد في كل إحياء وفي كل ذكرى وفي ‏كل جلسة وفي كل مجلس من دروس وعبر وتاريخ وحياة ‏وسيرة هؤلاء القادة، وأيضاً بالخصوص عندما ‏نتحدّث عن الحاج قاسم والحاج أبو مهدي فيما يتعلّق ‏بحادثة استشهادهما، وهنا ما اريد أن أقف عنده في ‏كلمة المناسبة. في خلال العامين الماضيين تحدثنا ‏كثيراً عن الحاج قاسم وعن الحاج أبو مهدي وعن ‏صفاتهما الشخصية والايمانية والجهادية والقيادية، ‏دعونا اليوم نأخذ بعض الدروس من هذه الشهادة، أريد ‏أن أتحدّث، أن أقف ولنقف كشعوب في هذه ‏المنطقة بين القاتل والشهيد، عندما نتحدّث عن كربلاء لا يكفي ‏أن تتحدّث عن الحسين والعبّاس، لا بد أن ‏تتحدّث عن يزيد وعن عبيد الله بن زياد وإلاّ يبقى المشهد ناقصاً. ‏بين القاتل والشهيد شعوبنا، بلادنا، ‏حكوماتنا، أوطاننا يجب أن تحدّد موقفاً حاسماً ليس من أجل الشهيد ‏وانما من أجلها هي، من أجل وعيها، ‏من أجل بصيرتها، من أجل معركتها، من أجل مستقبلها، من أجل ‏حقيقة المواقع التي يجب أن تقف فيها ‏وتثبت فيها. لو بدأنا من العراق، العراق الذي كان ساحة جهاد ‏الحاج قاسم والحاج أبو مهدي، وأيضاً ‏أرض استشهادهما ولذلك نبدأ من هناك، بين القاتل والشهيد، الشهيد ‏الحاج قاسم سليماني وإخوانه من ‏الحرس، الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس وإخوانه من الحشد الشعبي، ‏والقاتل هو الأمريكي، والمطلوب ‏موقف عراقي كما مطلوب موقف من كل شعوب منطقتنا، ولكن لأنني ‏بدأت من العراق، موقف من القاتل ‏وموقف من الشهيد، هذا القاتل الأمريكي – لا نريد ان نتكلم تاريخ ‏وانما فقط في العشرون سنة الماضية ‏‏(إشارات) - الذي احتل العراق، وقتل عشرات الآلاف من المدنيين ‏باعتراف الامريكيين أنفسهم، ودمّر ‏الكثير من المواقع والأجزاء والمكوّنات المهمة من مقوّمات البلد، ونهب ‏خيرات العراق وما زال ينهب، ‏وسجن مئات الآلاف ومارس أبشع أنواع التعذيب بحق العراقيين رجالاً ‏ونساءاً، وما زالت فضائح سجن ‏أبو غريب وأمثاله واضحة وعلنية ومعروفة للجميع، هذه امريكا قبل أن ‏تقتل قاسم سليماني وأبو مهدي ‏المهندس، أمريكا قتلت وعذّبت وسجنت وشرّدت ودمّرت ونهبت واستبدّت ‏وما زالت تستبد في العراق ‏بسمائه وأرضه، وبفعل المقاومة أخرجت قوّاتها المسلّحة وجيشها عام 2011 ‏‏– 2012، ولكن أمريكا ‏نفسها هذا القاتل هي التي صنعت داعش باعتراف ترامب وبومبيو الذي كان ‏رئيس سي اي اي ولاحقاً ‏وزير خارجية وقادة عسكريين كبار في الولايات المتحدة الأمريكية، هي صنعت ‏داعش في العراق وفي ‏سوريا وفي المنطقة لاختراع الحُجّة لإعادة جيوشها وقوّاتها وطيرانها وقواعدها الى ‏العراق، ووضعت ‏العراق من خلال داعش امام تهديد وجودي حقيقي وكلنا يتذكر تلك الايام عندما ‏تساقطت العديد من ‏المحافظات العراقية خلال أيام، وأصبحت بغداد مهدّدة وكربلاء مهدّدة وبقية ‏المحافظات العراقية في ‏دائرة الخطر الشديد، أمريكا تتحمل مسؤولية كل الجرائم التي ارتكبتها داعش في ‏العراق، وبحجّة داعش ‏التي صنعتها عادت الى العراق بعنوان المساعد والمنقذ والمحامي والدافع، هذا ‏القاتل الظالم المستكبر ‏المنافق الذي لا مثيل لنفاقه في التاريخ، هذا القاتل! أما الشهيد، فهو الذي منذ ان ‏احتُلّ العراق، وهنا عندما ‏اتحدّث عن الشهيد عن الحاج قاسم سليماني اتحدّث عن الحاج قاسم سليماني بمن ‏يُمثّل وما يُمثّل، وليس ‏فقط عن الشخص، عندما اتحدّث عن ابو مهدي المهندس بمن يمثّل وما يمثّل ولا ‏اتحدّث هنا فقط عن ‏الشخص، أمّا الشهيد فهو الذي قاوم هذا الاحتلال ووقف الى جانب العراقيين في ‏مقاومتهم للاحتلال ‏وساهم في تأسيس فصائل المقاومة العراقية وأمدها بالمال والسلاح والقوّة والعنفوان ‏والأمل والثقة ‏والاندفاع والحماسة، الى أن كان الإنتصار الكبير واخراج القوات الأمريكية من العراق من ‏خلال المقاومة ‏بكل اشكالها وعلى رأسها المقاومة العسكرية والمسلحة، وعندما جِيء بداعش لتعود أمريكا ‏الى العراق، ‏كان أول الذين وقفوا الى جانب الشعب العراقي ليدافعوا عن الرجال والنساء والاطفال ‏والمقدّسات ‏والكرامات والاعراض والمدن والقرى وكل العراقيين، كان في مقدّمتهم من يُمثّل الحاج قاسم ‏سليماني، ‏الجمهورية الاسلامية في إيران، هنا الحاج قاسم كان يُمثّل سماحة القائد، كان يمثّل نظام ‏الجمهورية ‏الاسلامية، كان يمثّل قواتها المسلحة، كان يمثل حرسها الثوري، كان يمثل شعبها المجاهد ‏والأبيّ، جاء ‏هو وإخوانه في الأيام الأولى في الأيام الصّعبة، وقدّموا الكثير من الشهداء، ووقف الحاج أبو ‏مهدي ‏المهندس وكان وإخوانه أول الملبّين لفتوى المرجعية الدينية الشريفة ولندائها التاريخي للجهاد، هذا ‏هو ‏الشهيد، هؤلاء هم الذين لسنوات عاشوا في خطوط القتال، على سواتر التراب يلتحفون الارض، ‏يفترشون ‏الارض ويلتحفون السماء، يعيشون بين المقاتلين، يُشاركونهم آلامهم، امالهم، افراحهم، أحزانهم، ‏جوعهم، ‏عطشهم، هذا هو الشهيد الذي حفظ العراق، وقاتل دفاعاً عن العراق، وإذا كان العراق اليوم ينعم ‏بالأمن ‏والسلام والاستقرار بنسبة كبيرة ودفع عنه بدرجة عظيمة جداً هذه الاخطار فببركة هؤلاء الشهداء، ‏هذا ‏هو الشهيد وهذا هو القاتل! هل هناك مُنصف – هنا نأتي الى درس الشهيد والقاتل – في معرفة ‏العدو ‏والصديق، هل هناك منصف، هل هناك عاقل يمكن في العراق ان يساوي بين القاتل وبين الشهيد؟! ‏بين ‏امريكا التي احتلت وقتلت وسجنت وعذّبت ودمّرت ونهبت وصنعت داعش، وبين الجمهورية ‏الاسلامية ‏في ايران - أي بين أمريكا وايران – التي ساندت ودافعت وحمت وقدّمت، هل هناك إنصاف ان ‏يتعاطى ‏أحد في العراق ان يقول نعم الامريكي صديق والايراني صديق، ونتعاطى مع هذا الصديق ‏ونتعاطى مع ‏هذا الصديق، الأسوأ هو أن يتصرّف البعض على أنّ الامريكي هو الصديق والايراني هو ‏العدوّ، أنّ القاتل ‏لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وللشعب العراقي هو الصّديق وانّ الشهيد ومن يمثل ‏هذا الشهيد من ‏الحماة والمدافعين هم العدوّ، هذه الكارثة، كارثة في الوعي، كارثة في الفكر، كارثة في ‏البصيرة، كارثة في ‏الاخلاق، كارثة في الانسانية، طبعا هذا الامر تصنعه السفارة الأمريكية ووسائل ‏الاعلام ومواقع التواصل ‏الاجتماعي والجيوش الالكترونية ليس فقط في العراق وانما في كل المنطقة، ‏وهذا ما سوف نَرجع إليه في آخر الكلمة. ‏يَصنعون، يُشوّهون صورة الشهيد، يشوّهون صورة المقاوم ‏والمدافع والمجاهد، أما الذي يرتكب أبشع ‏جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية ويرتكب المجازر في ‏وضح النهار ويعذب ويعتدي على النساء في ‏السجون في العراق هؤلاء الامريكون، لا هؤلاء هم أصدقاء ‏وحضاريين ومدنيين ويمدّون لنا يد المساعدة، هنا ‏نَحتاج الى موقف بين القاتل وبين الشهيد. ما يسري ‏على الامريكي - وهنا اسمحوا لي أن أقول فيما يتعلق ‏بالعراق سوف أُسمي، لكن في بقية المنطقة ربما لن ‏أُسمي كثيراً – يسري هذا الأمر على دول اخرى، مثلاً ‏المملكة العربية السعودية، ايضاً في العراق، يوجد ‏أناس تقول لك: السعودية أخ وإيران أخ، السعودية صديق ‏وإيران صديق، حسناً، أيضاً فلنتحدّث قليلاً عن ‏القاتل والشهيد، من 2003 الى انتهاء داعش بالحدّ الأدنى، بعد العام 2003 ‏كلّنا نتذكّر آلاف العمليات ‏الانتحارية التي حصلت في العراق، وقتل فيها مئات آلاف الشهداء من ‏الشيعة والسنة والمسيحيين والعرب ‏والكرد والتركمان، لم يعفوا عن أحد، مساجد وحسينيات ‏وكنائس وأسواق ومدارس. لم يتركوا شيئًا، اشلاء ‏العراقيين من رجال ونساء وأطفال ودماء ‏العراقيين كانت تملأ الشوارع والساحات والميادين والجدران، ‏الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ‏في ذلك الوقت وولي العهد موجود على مواقع التواصل، نحن ‏لا نخترع شخص ونلبسه حطة ‏وعقال، ونقول هذا أمير سعودي يعترف هو بشخصه وبلحمه ودمه ‏وشحمه وصوته موجود على ‏مواقع التواصل، وليس كما فعلوا قبل عدة أيام جاؤوا بشخص، بالحد الأدنى ‏جيب شخص لبناني ‏يعرف كيف يتحدّث باللهجة اللبنانية، وعملوا له مؤتمرًا صحافيًا وقدّموه على أنّه قائد ‏من حزب ‏الله، هذا لا نعرفه ولم يمرّ على رأسنا وليس لبنانيًا، ولا يجيد التحدّث باللهجة اللبنانية، ولا ‏يعرف ‏أدبياتنا ولا لهجتنا، بهذا المقدار هم سخفاء وتافهين، ولي العهد بلحمه ودمه وشحمه وصوته ‏موجود ‏على الإنترنت. هو يتحدّث في مجلس عام أيضًا، وليس مجلس خاص يتحدّث عن آلاف ‏السعوديين ‏الذين ذهبوا إلى العراق لينفّذوا عمليات انتحارية، والأجهزة الأمنية العراقية طوال عشرين ‏سنة ‏تعرف أنّ المخابرات السعودية كانت ترسل سيارات مفخّخة إلى العراق، وكانت تدير ‏إرسال ‏الانتحاريين إلى العراق هذا أولًا.‏

داعش، فكر داعش جاء من السعودية موجود بالتفزيون والصحف أيضًا الأمير محمد بن سلمان ‏بلحمه ‏ودمه وشحمه وصوته، هو يقول أنّ امريكا هي التي طلبت من المملكة العربية السعودية ‏خلال عشرات ‏السنين الماضية أن تعمل على نشر الفكر الوهّابي في العالم الإسلامي وفي العالم ‏هو يقول. وهو يقول أنّ ‏المملكة امتثلت لطلب الولايات المتحدة الأمريكية، هذا هو فكر داعش ‏الذي جاء من هناك، ولكنّ أكثر من ‏الفكر كلّنا نتذكّر الموقف الرسمي والإعلامي السعودي في ‏الاستقبال والتهليل لداعش عندما سيطرت على ‏المحافظات العراقية في الأسابيع الأولى، هذه ‏السعودية في العراق. أرسلت شبابها ليقتلوا الرجال والنساء ‏والأطفال العراقيين في العمليات ‏الانتحارية، لكنّ إيران أرسلت رجالها وشبابها ليُقتلوا دفاعًا عن الرجال ‏والنساء والأطفال ‏العراقيين في بغداد وفي كربلاء وفي كل المحافظات العراقية.‏

كيف يمكن أن تساوي بين قاتل وشهيد؟ كيف يمكن؟ أي حسّ إنساني؟ أي حسّ أخلاقي؟ أي وعي؟ ‏أي ‏فكر يمكن أن يسمح لك ان تفكر بهذه الطريقة؟ فضلًا أن تصبح السعودية عند البعض هي ‏الصديق وإيران ‏هي العدو.‏

هذه من عبر هذه الشهادة في مثل هذه الأيام في مطار بغداد، والعراقيون الذين خرجوا خلال هذه ‏الأيام في ‏مسيرات وفي احتفالات وفي إحياء لهذه المناسبة يعبّرون عن هذه البصيرة، وعن هذا ‏الوعي.‏

عندما نأتي إلى منطقتنا نخرج قليلًا من العراق، نأتي إلى منطقتنا هنا في لبنان نعم نحن عندنا ‏نقاش كبير ‏الآن، نقاش في السياسات المالية والاقتصادية و.. و.. و.. لدينا مشكلة في تشخيص العدو ‏والصديق، لبنان ‏يعاني، أنا أريد أن أذكّر مثل واضح منذ عام 1948 هناك معاناة لفلسطين ‏وللبنان. أتحدّث عن فلسطين، ثمّ ‏أعود إلى لبنان فلسطين اليوم محتلة من قبل الصهاينة منذ ‏عشرات السنين. ما يعانيه الشعب الفلسطيني ‏أيضًا هنا سنقف بين القاتل والشهيد، ما يعانيه الشعب ‏الفلسطيني معروف لكم بسبب الاحتلال، احتلال، ‏تهجير، شتات، مخيمات لاجئين داخل فلسطين ‏وخارج فلسطين، آلاف الأسرى في السجون، معاناة هائلة ‏يعيشها الأسرى في سجون العدو ‏ويقاومون، وآخر رموز وعناوين المقاومة الكبرى لهؤلاء الأسرى هو ‏الأسير هشام أبو هواش ‏والأسرى الذين أنجزوا عملًا بطوليًا قبل أشهر، هذه معاناة حقيقية قبل أسابيع ‏اكتمل الجدار ‏المتنوع حول غزة ليحكم حصارًا دام أكثر من 15 سنة، مليونا بشري محاصرون، وهذا ‏العالم كلّه ‏الذي يتحدث عن حقوق الإنسان، ويتحدّث عن الأخلاق، ويتحدّث عن القيم، ويتحدّث عن ‏رسالات ‏السماء، ويتحدّث عن حوار الحضارات يقف ساكتًا بل يذهب إلى العدو ليطبّع مع العدو ‏ليعترف ‏بالعدو وليدعم العدو. نعم هناك مليونا إنسان في قطاع غزة محاصرون. وملايين من ‏االفلسطينيين ‏مشردين خارج أرضهم في الداخل، وفي الخارج حروب وقتل واغتيال واعتداءات يومية ‏في ‏الضفة، وفي داخل الـ 48 وعلى غزة.‏

هذا من يقوم به؟ يفعله الإسرائيلي، من هو الاسرائيلي هذا؟ الاسرائيلي من هو؟ هذا الاسرائيلي هو ‏مجرد ‏عسكري عند الأمريكان، هذا أداة أمريكية. أمريكا هي المسؤولة عن كلّ جرائم إسرائيل في ‏فلسطين وفي ‏المنطقة، من هنا أعود بعد قليل إلى لبنان.‏
كلّ ما فعلته إسرائيل، وكلّ ما تفعله اسرائيل أمريكا هي المسؤولة عنه لأنّ أمريكا هي التي تُموّل ‏وهي ‏التي تدعم، وهي التي تسلّح، وهي التي تحمي، وهي التي تفرض على العالم أن يقيم علاقات ‏مع إسرائيل، ‏وأن يعترف بإسرائيل، وأن يطبّع مع إسرائيل، وهي التي تُرعب وأرعبت كلّ الدول ‏أغلب الدول ‏والجيوش العربية حتى لا تقاتل إسرائيل.‏

الحامي الأكبر والحقيقي لإسرائيل في المنطقة هي الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي هي ‏مسؤولة عن ‏كلّ جرائم إسرائيل في فلسطين، وهنا أيضّا هي مسؤولة عن كلّ جرائم إسرائيل في ‏لبنان. ليست مسألة ‏بسيطة نحن في لبنان نتحدّث عن اسرائيل وعن المقاومة كأنّهما جملتين ونقطع ‏عنهم، ونذهب سريعا ‏للقضايا المحلية والتفصيلية. لا، هذه مسألة ترتبط بوجود لبنان وبقاء لبنان ‏وخيرات لبنان ومستقبل لبنان ‏وكرامة لبنان وسيادة لبنان ودماء شعبنا وأعراضنا.‏

طيب من الـ 48 إلى اليوم هنا خطاب للبنانيين أيضًا بين القاتل والشهيد بفلسطين القاتل هو ‏الأمريكي ‏والإسرائيلي، والشهيد إلى جانب الشهيد الفلسطيني هو الشهيد قاسم سليماني ومن يمثل ‏وما يمثل. وفي ‏لبنان أيضًا الخطاب للبنانيين الذين يتصرّفون أنّ أمريكا صديق، نحن نعم لدينا ‏خلاف أصولي لدينا خلاف ‏جذري في هذا الأمر وفي هذه المسألة، هذه ليست مسألة عادية ‏وبسيطة، هذه مسألة أكبر من النقاشات ‏الاستراتيجية. كلّ ما فعلته إسرائيل في لبنان من حروب، ‏وما شنته من حروب، ومن غارات، وما ‏ارتكبته من مجازر وما قتلته وجرحته ودمّرته وهجرته ‏واحتلته وسجنته وأسرته وعذّبته، ومازال لبنان ‏في دائرة الاحتلال، وفي دائرة التهديد، وفي دائر ‏الأطماع، وفي دائرة الخطر، وكل يوم تهديد اسرائيلي. ‏كل يوم تهديد اسرائيلي بتدمير لبنان ومسح ‏لبنان، والذي يتحمّل المسؤولية أولًا وأخيرًا عن كل ما قامت به ‏وتقوم به إسرائيل هي الولايات ‏المتحدة الأمريكية.‏

غريب كيف أنّنا نعرف أنّ هذا هو الذي يقتلنا ويطلق علينا النار، ويحتل أرضنا وقتل رجالنا ‏ونسائنا ‏وأطفالنا وارتكب المجازر، ويهدّد وجود بلدنا، وأنّ أمريكا هي التي تدعمه وتسانده وتدافع ‏عنه وننظر إلى ‏أمريكا على أنّها صديق، والفاعل الأداة عدو، وصاحب الأداة، ومفعّل الأداة ‏ومحرّك الأداة صديق. هذه ‏مصيبة، هذه كارثة سياسية في الوعي والبصيرة، واسمحوا لي أيضًا أن ‏أقول في الإنسانية وفي الأخلاق ‏وفي التشخيص. والخطأ هنا عندما تعتبره صديقًا، هو أنك تلجأ ‏إليه، تلجأ إلى من تظنه صديق، وهو أعدى ‏الأعداء هو العدو الحقيقي، هو رأس العداوة والحقد ‏والضغينة والتآمر والظلم والاستبداد والاحتلال، هذه ‏فلسطين، وهذا لبنان.‏

نأتي إلى سوريا نكمل رحلتنا أيضًا في سوريا، عشر سنوات حرب الكثير مئات الآلاف في سوريا ‏ذهبوا ‏ضحية هذه الحرب شهداء ضحايا جرحى دمار هائل، من يقف خلف هذه الحرب؟ تقول لي ‏داعش، ‏والنصرة، تقول لي الدولة العربية الفلانية الدولة الخليجية الفلانية الدولة الآسيوية الفلانية، ‏أقول لك هؤلاء ‏جميعهم كانوا أدوات، هؤلاء كانوا أدوات في الحرب على سوريا باعتراف ‏مسؤولين عرب أيضًا بلحمهم ‏وشحمهم على التلفزيونات، طالما سمّينا أيضًا حمد بن جاسم كان ‏رئيس وزراء قطر هو على التلفزيون ‏يقول الذي كان يدير الحرب، ويستلم الأموال، ويوزّع ‏الأموال، ويوزّع الأدوار في الحرب السورية كان ‏السفير الأمريكي في سوريا المقيم في تركيا.‏

أمريكا هي المسؤولة عن الحرب التي حصلت في سوريا، في سوريا لا يجوز أن يغيب عن ‏عيون ‏السوريين وعن عيوننا جميعًا أنّ الذي قتل السوريين ودمّر سوريا وأدخلها في أتون الحرب ‏الكونية ‏هي الإدارة الأمريكية، والإدارات الأمريكية المتعاقبة، وهُزمت أمريكا في سوريا كما هزمت ‏في ‏العراق. والمأساة والعدوان الأمريكي على سوريا مازال مستمرًا حتى الآن بأشكال جديدة، ‏وأشكال ‏مختلفة أصعب ما تواجهه سوريا اليوم هو الوضع الاقتصادي والمعيشي.‏

أهم الأسباب في الوضع الاقتصادي والمعيشي الحصار والعقوبات وقانون قيصر الأمريكي لا ‏يسمح لأحد ‏في العالم أن يأتي ويستثمر في سوريا، أو يمارس تجارة في سوريا، أو يُعيد إعمار في ‏سوريا، يتركون ‏سوريا للموت البطيء وللمعاناة اليومية في كلّ بيت وفي كل عائلة. من الذي ‏يمارس هذا الإجرام اليومي ‏بحق الشعب السوري؟ الولايات المتحدة الأمريكية قاتلة سليماني وأبو ‏مهدي، هذا لا يجب أن يغيب عن ‏الوعي، الذي يحتلّ اليوم جزءً مهمًا من الأرض السورية في ‏شرق الفرات بما تمثله من آبار نفط وغاز ‏وسهول واسعة يمكن أن تُحدث تحوّلًا هائلًا في الوضع ‏الاقتصادي السوري هي القوات الأمريكية، القوات ‏الأمريكية تسيطر على قاعدة اسمها التنف تأتي ‏بداعش من مخيم الهول إلى منطقة التنف تقيم منطقة ‏بشعاع 50 كيلومتر ممنوع أحد أن يقترب. ‏من يقترب يخرج الطيران الأمريكي ويقصفه وحوّلتها إلى ‏قاعدة لداعش، لتعيد داعش إلى بادية ‏الشام من جديد ولتعيد داعش إلى أطراف دمشق من جديد، هذه ‏أمريكا.‏

هنا القاتل أمريكا، والشهيد هو كل من قاتل في سوريا ودافع في سوريا وعلى رأسهم القيادة ‏السورية، ‏والجيش السوري الشعب السوري، وهنا كان قاسم سليماني وأخوانه كان أبو مهدي ‏المهندس وأخوانه من ‏فصائل المقاومة العراقية وآخرون، وهنا دائمًا نحتاج إلى موقف بين ‏الصديق وبين العدو بين القاتل وبين ‏الشهيد. عندما نذهب إلى اليمن نفس الحكاية، هل يمكن لأحد ‏أن يصدّق الكلّ يقول اليمنيين على كل حال ‏هم يقولون العدوان الأمريكي السعودي، هذه الحرب هي حرب ‏أمريكية تنفذّها السعودية، الحرب على ‏اليمن وعلى شعب اليمن هذه المجازر سبع سنوات من ‏الحرب القصف الذي لم يترك شيئًا، وعاد ليستهدف ‏المدن والمنشآت المدنية بقسوة من جديد ‏للتغطية على العجز العسكري في جبهات القتال. من الذي يتحمل ‏هذه المسؤولية؟ بالدرجة الأولى هي اميركا، ‏السعودية هي منفّذ، هي أداة، هي شغيل عند المشغل ‏الأساسي، من يصدق إن قال الأمريكي ‏للسعودي أوقف الحرب هو يكمل الحرب، لكن الأمريكان قالوا ‏لدول الخليج أوقفوا الحصار عن ‏قطر، توقف الحصار عن قطر.‏

كنّا دائمًا نقول بسنوات الأزمة الخليجية هذا لعب الأمريكان، يلعبون بدول الخليج، يحلبون هذا ‏وذاك، ‏وينهبون هذا وينهبون ذاك، ويسرقون هذا وذاك. عندما تنتهي اللعبة يقولون لهم خلصت ‏اللعبة تصالحوا ‏تكاتفوا قبّلوا بعضكم يا شباب هناك قرار بالحب. اتخذ قرار بالحب، عاد مجلس ‏التعاون الخليجي، ويجتمع ‏ويلتقي وما شاء الله والوحدة الخليجية. هذا كلّه لعب الأمريكان يشنّون ‏حروب وينهبون الخيرات، هذا هو ‏القاتل الأمريكي. في كل مكان كان هذا القاتل وصولًا إلى ‏أفغانستان طبعًا، والجرائم المهولة التي ارتكبتها ‏القوات الأمريكية في أفغانستان أثناء احتلالها ‏لأفغانستان وأيام انسحابها من أفغانستان، أعراس بكمالها ‏كان يقتل فيها الرجال والنساء قال شو ‏بالخطأ! قبل عدة أيام شاهدتم بعض الصحف الأمريكية المعروفة ‏تحدّثت عن عشرات آلاف ‏الأفغان والعراقيين الذين قتلوا بالخطأ والبنتاغون لا يقوم بأيّ إجراء لأنّ هذا ‏ليس فيه مشكلة. ‏وصولا إلى القاتل الذي يحاصر 90 مليون 85 مليون يعيشون تحت الحصار في إيران ‏وتحت ‏العقوبات في إيران في ظل كورونا وفي ظل الصعوبات الاقتصادية هذا قاتل.‏
على كلٍ في كل مكان كان هذا القاتل الأمريكي، كان الشهيد قبل أن يستشهد حاضرًا، كان قاسم ‏سليماني ‏حاضرًا بمن يمثل وما يمثل. وكان حاضرًا يصنع الانتصارات، كان حاضرًا يبني ‏عناصر القوة، كان ‏حاضرًا يلحق الهزيمة بالقاتل، كان حاضرًا يُغيّر المعادلات. وفي نهاية ‏المطاف قدّم دمه وروحه لأنّ ‏القاتل أدرك أنّ هذا من أهم عناصر القوة التي تلحق به الهزيمة. هذا ‏التوصيف الذي أحببت أن أشير إليه ‏حتى أذهب إلى النتيجة.‏

بالنتيجة حادثة الاغتيال التي حصلت قبل عامين في مثل هذه الأيام، وأسّست لمرحلة جديدة من ‏الوعي من ‏البصيرة من المعركة مع العدو من معرفة العدو الأساسي ومن الصراع في مستويين ‏اليوم ليس اليوم من ‏البداية تحدّث عنهم للثأر لهذه الدماء الزكية.‏
المستوى الأول هم الذين قَتلوا الذين أمروا بالقتل والذين نفّذوا القتل، هؤلاء معروفون وهؤلاء ‏سينالون إن ‏شاء الله جزاءهم في الدنيا قبل الآخرة، هذا وعد الثوار، وهذا وعد الشرفاء، وهذا وعد ‏الأحرار هذا ليس ‏وعد الإيرانيين والعراقيين فقط، هذا وعد كل ثائر وحر في العالم،هذا مستوى. ‏

‏والمستوى الثاني الذي أُعلن أن قيمة وثأر هذا الدم هو خروج القوات الأمريكية من المنطقة، الآن ‏بعد ‏عامين وكما ذكر قبل يومين سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) توصيف لوضع المنطقة. ‏الأمريكان خرجوا ‏من أفغانستان أذلّاء هاربين مربكين، وكان بمثابة الفضيحة التي مازالت ‏تداعياتها في أمريكا قائمة ‏وموجودة، ورأيناها كلنا، وأحدثت حالة إحباط هائلة لدى كل اصدقاء وحلفاء أميركا في ‏المنطقة الذين ‏بدأوا يعيدون النظر، لا أريد ان اقول أسماء، ولكن رؤساء دول ‏ووزراء دول على علاقة وتحالف مع ‏الولايات المتحدة الاميركية يقولون في ‏مجالسهم الداخلية لأصدقاء لنا، أن لم تعد أميركا حليفا موثوقا يمكن ‏الاعتماد عليه ‏من أجل ان نحمي أنفسنا يجب أن نُرتب علاقتنا في المنطقة، هذه هي اللغة السائدة ‏بعد ‏الخروج الاميركي من أفغانستان، في العراق، الاستشهاد أدى الى رد فعل في ‏الشارع العراقي، تظاهرة ‏مليونية في بغداد طالبت بخروج قوات الاحتلال، مجلس ‏النواب العراقي اخذ قراراُ يطالب بخروج قوات ‏الاحتلال، العلماء، القادة، الجميع ‏أخذ موقفا مناسبا وبمستوى الحادثة، وكان هذا الأمر يُتابع، الان ‏الاميركيون يقولون انهم انهوا المهام ‏القتالية لقواتهم في العراق، من المفترض بحسب الادعاء الاميركي ‏ان القوات ‏الاميركية خرجت من العراق، وان من يبقى أوسيبقى في العراق هم مجموعة او ‏عدد من ‏المدربين والمستشارين والفنيين والتقنيين، هذه ايضا اليوم مسؤولية الشعب ‏العراقي والقادة العراقيين، ‏الحكومة العراقية والمسؤولين العراقيين، إن التسامح او ‏التعمية أو التجاهل او التحريف والتزوير بقاء ‏القوات الاميركية في العراق هو قتل ‏جديد لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس والشهداء معهم، الوفاء ‏لهؤلاء الشهداء، ‏التلبية الحقيقية لنداء وإرادة الشعب العراقي الذي عبّرت عنه المليونية التي خرجت ‏في ‏ذلك الحين، هو أن يتابع هذا الامر حتى النهاية، حتى لا يبقى محتل في العراق ‏من هؤلاء القتلة الذين ‏شاركوا في عملية القتل. في شرق سورية في منطقة شرق ‏الفرات الاميركيون موجودون، نحن نشهد منذ ‏أشهر قليلة قيام بدايات مقاومة شعبية ‏وهذا هو الصحيح، المقاومة الشعبية في شرق الفرات بأشكالها ‏المختلفة المدنية، قطع الطرقات وحرق الدواليب ومنع القوات الاميركية من الحركة وصولا إلى ‏المقاومة ‏المسلحة من قبل أهل شرق الفرات هو الخيار الصحيح الذي سيؤدي أيضا ‏في نهاية المطاف الى خروج ‏القوات الاميركية من سورية. وأما في اليمن، اليمن ‏الصامد واليمن الثابت، هذا اليمن حيث هناك أنصار لله ‏ورجال لله لن يكون هناك ‏موطىء قدم للأميركيين في هذه الارض الشريفة والمقدسة، وهذا يصنع ‏اليوم ‏بالتضحيات الجسام وبالدم، مآل المنطقة ومآل القوات الاميركية في المنطقة الى ‏الخروج والى ‏الرحيل، لاسباب كثيرة، منها ما يرتبط بالوضع الداخلي الاميركي ‏أقول هذا لمن يراهن على هذا العدو، ‏هناك ما يرتبط بالوضع الداخلي الاميركي ‏الذي أدعو الى متابعته، لان بعض الناس يحاول ان يقدم لنا ‏أميركا انها هي ‏النموذج، فلتنظروا الى كورونا في أميركا، أنظروا الى الفقراء في اميركا، أنظروا ‏الى ‏الاحياء التي يجتاحها المحتاجون في أميركا، أنظروا الى عدد قتلى عنف ‏السلاح، أنا أتيت بأرقام لا أريد ‏أن أتكلم عنها اليوم، سأتكلم عنها في وقت لاحق، ‏أرقام مهولة، الجريمة في الولايات المتحدة الاميركية، ‏حوادث القتل، حوادث ‏السلب، حوادث الاغتصاب، هذا الواقع الداخلي، الثقافة العنصرية التي عادت ‏لتكبر ‏وتتعاظم،هل هذا هو النموذج التي تقدمونه لنا؟ّ! هذا هو النموذج المشرق! على كل ‏حال لما يتعلق ‏بداخل الولايات المتحدة الاميركية، لما يرتبط أيضا بأولويات ‏الولايات المتحدة الاميركية في العالم فيما ‏يتعلق بالصين وروسيا وما شاكل، وأيضا ‏بسبب وعي شعوب منطقتنا ورفض شعوب منطقتنا وصمود ‏محور المقاومة، ‏إنتصار حركات المقاومة، عدم الاستسلام، عدم القبول بالشروط والحلول ‏الاميركية، هذا ‏الصمود، هذا الثبات رغم تبعاته من دماء وآلام وجوع وعطش ‏ومرض، لكن نهايته ستكون نهاية عظيمة ‏جدا، الدرس اليوم الذي أريد أن أقف ‏عنده في هذه الكلمة، بين القاتل والشهيد ان دماء الشهيد قاسم سليماني ‏الكبير ‏والقائد العظيم، أن دماء الشهيد أبو مهدي المهندس الكبير والقائد العظيم ودماء الشهداء ‏معهم، هذه ‏الدماء المظلومة المجاهدة، هؤلاء بما يُمثلون ومن يُمثلون، وبما هم هم ‏كرجال لله، كقادة، كمخلصين ‏صادقين، صناع نصر، باعثي نهضة ووعي وحماسة ‏في هذه الامة، دماؤهم اليوم تستصرخ كل العقول ‏وكل القلوب وكل الضمائر على ‏إمتداد العالمين العربي والاسلامي لتقول لكل الشعوب وللنخب وللمثقفين ‏وللسياسيين ‏ولعامة الناس: أيها الناس دماؤنا تقول لكم: عدوكم الحقيقي، المستبد الحقيقي، ‏المستكبر ‏الحقيقي، الظالم الحقيقي، الفاسد الحقيقي، رأس العدوان أساس الإحتلال أم ‏الفساد والطغيان في منطقتنا ‏هي الولايات المتحدة الاميركية، هي عدو فإتخذوها ‏عدوا، هذه رسالة الدماء الزكية في مطار بغداد هذه ‏الايام وقبل عامين، والاشتباه ‏الخطير والاستراتيجي عندما تَعتبر العدو صديقا فلتجأ اليه، وتلوذ به، ‏وتضع ‏كمن يضع بين يدي الذئب زوجته وأطفاله الرضّع، من؟! هل هناك عاقل يفعل ذلك؟ ‏الرسالة تقول ‏لكم: أعرفوا عدوكم، أفضحوا عدوكم، قفوا في وجه عدوكم، لا تستسلموا ‏لعدوكم، لا تلجأوا لهذا العدو، بل ‏قاتلوه وحاربوه وصارعوه بكل اشكال المواجهة ‏والصراع.‏

أيها الاخوة والاخوات هذه الدماء تقول لنا: ما دامت أميركا هي التي ‏تهيمن على منطقتنا ونعتبرها صديقا ‏سيستمر الظلم والطغيان والاستبداد والاحتلال ‏والخطوط الحمراء التي ستمنع تحرير بلادنا ومقدساتنا ‏ومقدراتنا وخيراتنا ‏وثرواتنا، في هذه المعركة جزء منها هي معركة الوعي والاعلام، معركة ‏وسائل ‏الاعلام ومعركة مواقع التواصل الاجتماعي، هذه التي ذكرتها في البداية وقلت أعود ‏لها في آخر ‏الكلام، لا تستهينوا بهذه المعركة التي تُحوّل المقاوم المجاهد الشريف المدافع الى إرهابي الى "أزعر" الى ‏فاسد الى سارق الى لص الى تاجر ‏مخدرات، وليس لديهم مشكلة حتى لو ليس لديهم دليل وهذا خلاف ‏الواقع، ليس ‏لديهم مشكلة بأن يستمروا في الكذب والكذب والكذب ويخترعوا حتى لو كانوا ‏تافهين وسخفاء ‏ومفضوحين، على القاعدة المعروفة، "أكذب أكذب أكذب أكذب حتى ‏يصدقك الناس"، في الاعلام ومواقع ‏التواصل الاجتماعي يُصبح السفير الاميركي مثلاً في ‏بغداد حمامة سلام، وداعية صلح، وحامي وحدة ‏وعامل إستقرار في العراق، ويُصبح قاسم ‏سليماني مجرم وقاتل، يجب ان يُنفى ويجب‎ ‎أن تُحرق صورته، ‏طبعا شيء محدود وقليل لانهم اولاد السفارة، هذه ‏ليست ارادة الشعب العراقي، ارادة الشعب العراقي عبر ‏عنها بعد الاستشهاد وخلال العامين وخلال الايام والليالي الماضية، لكن ‏في نهاية المطاف نعم هناك جهد ‏هناك جيوش إلكترونية، لا تصدقوا كل ما ياتي ويُقال و"اعرف انا بعض الدراسات" ان هناك تفاعل ‏هائل على مواقع ‏التواصل، هذا كذب، يكون هناك ثلاث او اربع اشخاص جالسون وعاملون جيش ‏إلكتروني ‏ويقول لك: تفاعل هائل على مواقع التواصل، فقط للتاثير من اجل ان تقول انت "أووف"، هل ‏هذا رأي مئات الآلاف أو الملايين، كلا... حتى الآن ‏يجب البحث عن الآراء الحقيقية للشعوب والأمة ‏وللناس، كثير مما يقدم ‏في عالم الاحصائيات والاستقصاءات والارقام هي اكاذيب، هي جزء من ‏الحرب ‏النفسية، هي جزء من التضليل، هي جزء من توهين العزائم، مع ‏العلم أن المؤمين بالله سبحانه وتعالى لا ‏يهمهم القلة والكثرة، ولكن غالب ‏الناس يتأثرون بهذه المسائل. هذا جزء من المعركة التي يجب ‏أن ‏نَخوضها اعلاميا سياسيا ميدانيا اقتصاديا امنيا عسكريا، هذه هي المعركة ‏الحقيقية التي فرضها، قبل ‏ذلك وبعد ذلك جاء الاستشهاد، فرضها العدو ولم نفرضها نحن.‏

اليوم حين يأتي بعض الناس ويقولون انتم يا حزب الله تقومون بتخريب‏علاقات لبنان العربية والدولية، من ‏هذا الباب وان كان هذا يمكن ان ‏نتحدث عنه في الحديث المحلي، لكنه يتناسب مع حديث اليوم اكثر، ‏انتم ‏تُخربون العلاقات، علاقات مع من؟ مع أميركا التي ذكرت وافضت ‏وإذا تريدون نشرح ذلك، ‏اللبنانيين عايشين والله انني لا اتكلم تاريخ، ‏الشهداء وعوائل الشهداء والاسرى الذين خرجوا من السجون ‏والجرحى ‏والبيوت المهدمة، آثار الجرائم الامريكية الاسرائيلية ما زالت حاضرة أمام ‏أعيننا امام اجيالنا ‏الحاضرة، هذا هو العدو الذي تتهموننا بأننا نخرب ‏العلاقات معه؟! اريد ان اتكلم مع اللبنانيين قليلا.. كل ‏اللبنانيين أو على الأقل اغلبيتهم ‏الساحقة تُجمع ان داعش والجماعات التكفيرية كانت تُشكل خطرا ‏كبيرا ‏على لبنان، وكل اللبنانيين يعرفون اغلبيتهم لو سيطرت ‏داعش والحماعات التكفيرية على سوريا ‏ماذا كان يمكن ان يكون مصير ‏لبنان، هناك من يقول "يعنتر" ويقول: انتم قاتلتم ولو انهم أتوا لَكنا ‏قاتلناهم، ‏جيد، من الجيد انهم لم يأتوا، حتى لا تواجهوا هذا الامتحان، لكن هناك ‏شبه اجماع أنه نعم يوجد ‏هناك خطر كبير على وجود لبنان وعلى هوية لبنان وعلى ‏كرامته وعلى بقاء لبنان، على الدماء و ‏الأعراض والمساجد والكنائس ‏والحسينيات والكبار والصغار أليس كذلك؟ من كان يقف خلف داعش ‏في ‏سوريا والجماعات التكفيرية، التي لو نجحت ولو انتصرت لكانت الكارثة ‏التاريخية في لبنان، فقط ‏أميركا؟! وماذا عن السعودية ؟... الآن سوف يخرخ من ‏يقول، يا سيد أنت ترجع لتخرب لنا العلاقة مع ‏السعودية، كلا أنا أُوصف، ‏اللبنانيين يجب ان يقولوا الحقائق ويتعاطوا على اساس الحقائق، تأتي ‏وتقول ‏لي: نعم هو شريك في قتلي وفي مسحي وفي حصاري وفي ذبحي لكن ‏أنا مضطر أن أتعامل معه، هذا ‏بحث ثانٍ، لكن لا تقول لي: أخ وصديق وكريم ‏ومحب وانا اريد ان اتعامل معه، أُنظروا إلى التوصيف ‏الحقيقي أولاً.‏

خلال عشر سنوات في سوريا وفي جرود عرسال وجرود البقاع المقاومة ‏والجيش الذين قاتلوا وفي ‏سوريا هم الذين قاتلوا، من الذي كان يقف خلف هذه ‏الجماعات، التي لو انتصرت لفعلت ما فعلت في ‏لبنان، هذه الدول معروفة ‏وفي مقدمها السعودية، نحن لم نذهب لنعتدي على السعودية ولم ‏نهاجم ‏السعودية، هؤلاء هم كانوا شركاء في الموأمرة الكبرى وفي الحرب ‏الكونية التي كانت تُدمر ‏المنطقة، ونحن كان لنا شرف ان نقف في وجه ‏هؤلاء القتلة المتآمرين على بلدنا وعلى شعوبنا وعلى دماء ‏واعراض ‏الرجال والنساء في لبنان، لسنا نحن الذين خربنا العلاقات، من الذي بدأ ‏الاعتداء؟ من الذي بدأ ‏الحرب؟ من الذي تآمر؟ هم اللذين تآمروا. ‏

في الخطاب الأخير للملك السعودي الملك سلمان مع انه خطاب يقال عنه ‏انه خطاب سنوي ومهم ‏ومركزي خلال السنة، يُوجه خطاب للبنانيين ‏والقيادات اللبنانية ويطالبهم بالوقوف في وجه وهيمنة حزب ‏الله الارهابي، ‏اذا يوجد ناس خائفون من ان يفتحو أفواهمم في هذا البلد، نحن لسنا خائفين، نحن ‏لدينا ‏كرامتنا، يا حضرة الملك: الإرهابي هو الذي صدر الفكر الوهابي ‏الداعشي الى العالم وهو انتم، الارهابي ‏هو الذي أرسل آلاف السعوديين ‏لينفذوا عمليات انتحارية في العراق وفي سوريا وهو انتم، الارهابي ‏هو ‏الذي يشن حرباً لمدة سبع سنوات على الشعب المظلوم في اليمن ويقتل ‏الاطفال والنساء ويدمر البشر ‏والحجر وهو أنتم، الارهابي هو الذي يقف ‏الى جانب الولايات المتحدة الاميركية في كل حروبها ويفتح لها ‏أرضه ‏وقواعده العسكرية لتمارس جرائمها ضد الانسانية، وهم أنتم، الارهابي ‏هو الذي يُمول كل ‏جماعات الفتن والحروب الاهلية في لبنان وفي ‏المنطقة وهو أنتم، أما حزب الله فليس إرهابياً، حزب الله ‏مقاوم، حزب ‏الله هو مدافع ووطني وإنسان وشريف، حزب الله يدافع عن وطنه وعن ‏أمته وعن أهله وعن ‏شعبه وعن المقدسات، حزب الله رفيق قاسم ‏سليماني الذي يصنع الانتصارات في وجه الإرهابيين، هذا ‏هو حزب الله، وهنا أُريد أن أُلفت أيضاً لأنني أعرف أن غداً سوف تقوم القيامة، وأنه رجع ليخرب ‏لنا ‏العلاقات مع السعودية، الارهابي أيها اللبنانيون ولتسمعوني ‏قليلا، الذي يحتجز عشرات الآلاف او مئات ‏الآلاف لأنه لا يوجد رقم ‏دقيق ولا أعرف، كم هي بالضبط أرقام اللبنانيين الموجودين في السعودية، ‏او ‏اللبنانيين الموجودين في الخليج، البعض يقول مئات الالاف والبعض ‏يقول عشرات الالاف، الارهابي ‏هو الذي يحتجز مئات الالاف او ‏عشرات الالاف من اللبنانيين، يتخذهم رهائن ليهدد بهم لبنان ودولة ‏لبنان ‏كل يوم، إذا تكلمتم فإنني سوف أطردهم، وأحرمهم من أموالهم وممتلكاتهم ، إذا فتحتم فمكم سأرميهم ‏في السجون، هذا إرهاب ‏أو ليس إرهاب؟! دُلوني هذا السلوك على دليل وسند له، في الدين ‏والشرائع ‏السماوية، وفي القوانين الدولية، حتى في قوانين العشائر والقبائل، ‏حتى في الجاهلية الاولى، هذا ‏الارهابي، وهذا ليس جديداً، فلتعودوا الى ‏الصحف، هذا في الستينات كانت السعودية تفعله مع لبنان، وكل ‏يوم ‏تفعل ذلك مع لبنان، وإذا كان هناك من يظن انه إذا ضغط على وزير كي ‏يستقيل وإذا سكت وإذا طنّش ‏وإذا قبل الاهانة، هل هذا يغيّر بالموقف ‏السعودي والقرار السعودي؟ كلا، لا يغير شيء، لأن مشكلة ‏السعودية ‏واضحة أين، مشكلتها مع الذين منعوا أن يتحول لبنان الى إمارة ومشيخة ‏سعودية بعد عام ‏‏2005، مشكلتها مع الذين يقفون بجد في وجه صفقة ‏القرن التي كانت أضلاعها الثلاثة ترامب ونتنياهو ‏ومحمد بن سلمان، ‏مشكلتها مع الذين ساهموا في إلحاق الهزيمة بمشروعها في سورية ‏ومشروعها في ‏العراق، الذي لو نجح لذبح اللبنانيين ودمر مناطقهم ‏ومساجدهم وكنائسهم، وهذه مشكلة قائمة، هذه لا تحل ‏لا بكلام إيجابي ولا ‏بمديح ولا سكوت ولا في خيالات، دعونا كي نكون حقيقيين وواقعيين.‏

‏على كلٍ، اليوم نحن في حزب الله في الذكرى السنوية الثانية للشهداء ‏القادة، قادة المقاومة وقادة المحور ‏وقادة الانتصارات الحاج قاسم ‏سليماني والحاج ابو مهدي المهندس، نُؤكد إلتزامنا بهذا الوعي وبهذا ‏الخط ‏وهذا الطريق، ما ندعو اليه الشعوب وناسنا في لبنان، لا أن ‏يلتحقوا بهذا المحور او ذاك المحور، بالحد ‏الادنى أن يعرفوا العدو ‏فيتخذوه عدوا، وأن لا يشتبهوا في تعيين الصديق فيطعنوه في ظهره ‏ويتآمروا ‏عليه، هذه هي رسالة اليوم، وهذه الدماء سوف تبقى تصرخ ‏وتضج فينا، في عروقنا وفي أولادنا وفي ‏أحفادنا حتى التحرير الكامل ‏لأرضنا لفلسطين ولمنطقتنا من كل إحتلال أميركي وإسرائيلي إن شاء ‏الله. ‏السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ‏

2022-01-13