يتم التحميل...

الحلف بأوصاف الملائكة

القسم في القرآن

لقد حلف سبحانه بأوصاف الملائكة في سورة المرسلات،وقال:وَالمُرسَلاتِ عُرْفاً*فَالعاصِفات ِعَصْفاً* وَالنّاشِراتِ نَشْراً *فَالفارِقاتِ فَرْقا*فَالْمُلْقِياتِ ذِكرا* عُذْراً أو نُذْراً*إِنَّما تُوعَدونَ لَواقعٌ...

عدد الزوار: 15

لقد حلف سبحانه بأوصاف الملائكة في سورة المرسلات،وقال:﴿وَالمُرسَلاتِ عُرْفاً*فَالعاصِفات ِعَصْفاً* وَالنّاشِراتِ نَشْراً *فَالفارِقاتِ فَرْقا*فَالْمُلْقِياتِ ذِكرا* عُذْراً أو نُذْراً*إِنَّما تُوعَدونَ لَواقعٌ. الآيات من 1_7.

حلف سبحانه في هذه الآيات بأُمور يعبّر عنها بـ:"المرسلات، فالعاصفات، والناشرات، فالفارقات، فالملقيات ذكراً عذراً أونذراً.

وقد اختلفت كلمة المفسّرين في تفسير هذه الاَقسام، وقد غلب عليهم تفسيرها بالرياح المرسلة العاصفة الناشرة، بيد أنّ وحدة السياق تبعثنا إلى تفسيرها بأمر واحد تنطبق عليه هذه الصفات، فنقول: ﴿المُرْسَلاتِ عُرْفاً أي أقسم بالجماعات المرسلات من ملائكة الوحي، والعرف ـ بالضم فالسكون ـ الشعر الثابت على عنق الفرس ويشبه به الاَُمور إذا تتابعت يقال جاءُوك كعرف الفرس، يقول سبحانه في سورة النحل الآية 2:﴿ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِه، ومع ذلك فقد فسر بالرياح المرسلة المتتابعة.

﴿فَالعاصِفاتِ ِعَصْفاً والعصف هو سرعة السير، والريح العاصفة بمعنى سرعة هبوبها، والمراد اقسم بالملائكة الذين يرسلون متتابعين فيسرعون في سيرهم كالرياح العاصفة، و فسّر بالرياح الشديدة الهبوب.

﴿وَالنّاشِراتِ نَشْراً قسم آخر، والمراد نشر الصحيفة والكتاب، والمعنى أقسم بالملائكة الناشرين للصحف المكتوب عليها الوحي للنبي ليتلقاه، ومع ذلك فقد فسّرت بالرياح التي تنشر السحاب نشراً للغيث كما تلقحه للمطر.

﴿فَالفارِقات فَرْقاً المراد به الملائكة الذين يفرقون بين الحقّ والباطل والحلال والحرام، وذلك لاَجل حمل الوحي المتكفّل ببيان الحقّ والباطل ومع ذلك فقد فسّر بالرياح التي تفرق بين السحاب فتبدّده.

﴿فَالْمُلْقياتِ ذِكراً المراد به الملائكة، تلقي الذكر على الاَنبياء وتلقيه الاَنبياء إلى الاَُمم،وعلى ذلك فالمراد بالذكر هو القرآن يقرأونه على النبي، أو مطلق الوحي النازل على الاَنبياء المتلو عليهم.

ثمّ يبّن انّ الغاية من إلقاء الوحي أحد الاَمرين إمّا الاِعذار أو الاِنذار، والاِعذار الاِتيان بما يصير به معذوراً، والمعنى انّه يلقون الذكر لتكون عذراً لعباده الموَمنين بالذكر وتخصيصاً لغيرهم.

وبعبارة أُخرى يلقون الذكر ليكون إتماماً للحجة على المكذبين وتخويفاً لغيرهم، هذا هو الظاهر من الآيات.1


وحلف سبحانه بأوصاف أخرى للملائكة وقال في سورة النازعات: ﴿وَالنّازِعـاتِ غَرْقــاً* وَالنّاشِطاتِ نَشْـطاً*وَالسّابِحاتِ سَبْحـا*فَالسّابِقـاتِ سَبْقــاً*فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً*يَوْمَ تَرْجُفُ الرِّاجِفَةُ*تَتْبَعُها الرّادِفَةُ* قُلُوبٌ يَومَئذٍ واجِفَةٌ* أَبْصارُها خاشِعَةٌ. النازعات الآيات 1_9.

حلف سبحانه في هذه السورة بطوائف وصفها بـ: النازعات، الناشطات، السابحات، السابقات، المدبرات.

النازعات من النزع، يقال: نزع الشيء جذبه من مقره، كنزع القوس عن كنانته.

والناشطات من النشط وهو النزع أيضاً، تقول: نشط الوحش من بلد إلى بلد إذاخرج.

والسابحات من السبح السريع في الماء وفي الهواء، ويقال: سبح سبحاً وسباحة، واستعير لمرّ النجوم في الفلك ولجري الفرس.

والسابقات من السبق والمدبرات من التدبير.

وأمّا الغرق اسم أُقيم مقام المصدر، وهو الاِغراق، يقال: غرق في النزع إذا استوفى في حدّ القوس وبالغ فيه.

هذه هي معاني الاَلفاظ، وأمّا مصاديقها فيحتمل أن تكون هي الملائكة، فهي على طوائف بين نازع وناشط وسابح وسابق ومدبر2، قال الزمخشري: أقسم سبحانه بطوائف الملائكة التي تنزع الاَرواح من الاَجساد، وبالطوائف التي تنشطها أي تخرجها، وبالطوائف التي تسبح في مضيها، أي تسرع فتسبق إلى ما أمروا به فتدبر أمراً من أُمور العباد مما يصلحهم في دينهم أو دنياهم. 3


1- الأقسام في القرأن / الشيخ السبحاني_ سورة المرسلات.
2- الأقسام في القرأن /الشيخ السبحاني _سورة النازعات
3- الكشاف/3/308.

2011-10-24