يتم التحميل...

المقسم به في سورة الفجر

القسم في القرآن

حلف سبحانه في سورة الفجر بأُمور خمسة: الفجر، ليال عشر، الشفع، الوتر، الليل إذا يسر. قال تعالى: وَالْفَجْرِ* وَلَيالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفعِ وَالْوَتْرِ* واللَّيلِ إِذا يَسْرِ* هَلْ في ذلِكَ قَسَمٌ لِذي حِجْر...

عدد الزوار: 54

حلف سبحانه في سورة الفجر بأُمور خمسة: الفجر، ليال عشر، الشفع، الوتر، الليل إذا يسر.

قال تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ. وَلَيالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفعِ وَالْوَتْرِ* واللَّيلِ إِذا يَسْرِ* هَلْ في ذلِكَ قَسَمٌ لِذي حِجْر . سور الفجر1-5.

اختلف المفسرون في تفسير هذه الاَقسام إلى أقوال كثيرة، غير انّ تفسير القرآن بالقرآن يدفعنا إلى أن نفسره بما ورد في سائر الآيات.

أمّا الفجر: فهو في اللغة، كما قال الراغب: شق الشيء شقاً، قال سبحانه: ﴿وَفَجَّرنا الاََرض عُيُون وقال: ﴿وَفجّرنا خلالها نَهْر ومنه قيل للصبح، الفجر لكونه يفجر الليل، وقد استعمل الفجر بصورة المصدر في فجر الليل، قال: ﴿أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْس إِلى غَسَقِ اللَّيل وَقُرآنَ الفَجْرِ إِنَّ قُرآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُود .

وقال سبحانه: ﴿حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيطُ الاََبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الاََسْوَد مِنَ الْفَجْر .

وعلى ضوء هذا فلو كان اللام للجنس، فهو محمول على مطلق الفجر، أعني: انفجار الصبح الصادق، وإن كان مشيراً إلى فجر ليل خاص فهو يتبع القرينة، ولعلّ المراد فجر الليلة العاشرة من ذي الحجة الحرام. وليال عشر  فقد اختلف المفسرون في تفسير الليالي العشر، فذكروا احتمالات ليس لها دليل.
أ: الليالي العشر من أوّل ذي الحجة إلى عاشرها، والتنكير للتفخيم.
ب: الليالي العشر من أوّل شهر محرم الحرام.
ج: العشر الاَواخر من شهر رمضان وكلّ محتمل، ولعل الاَوّل أرجح.

وأمّا الشفع: فهو لغة ضمّ الشيء إلى مثله،فلو قيل للزوج شفع، لاَجل انّه يضم إليه مثله، والمراد منه هو الزوج بقرينة قوله والوتر، وقد اختلفت كلمتهم فيما هو المراد من الشفع والوتر.
1. الشفع هو يوم النفر ، والوتر يوم عرفة وإنّما أقسم اللّه بهما لشرفهما.
2. الشفع يومان بعد النحر ، والوتر هو اليوم الثالث.
3. الوتر ما كان وتراً من الصلوات كالمغرب والشفع ما كان شفعاً منها.

إلى غير ذلك من الاَقوال التي أنهاها الرازي إلى عشرين وجهاً، ويحتمل أن يكون المراد من الوتر هو اللّه سبحانه، والشفع سائر الموجودات.

﴿وَاللّيل إذا يَسر : أمّا الليل فمعلوم، وأمّا قوله يسر ، فهو من سرى يسري فحذف الياء لاَجل توحيد فواصل الآيات، ويستعمل الفعل في السير في الليل، كما في قوله سبحانه: سُبْحانَ الّذي أَسرى بِعَبْدِهِ لَيلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الحَرامِ إِلى الْمَسْجِدِ الاََقصى فالليل ظرف والساري غيره، ولكن الآية نسبت الفعل إلى نفس الليل فكأنّ الليل موجود حقيقي له سير نحو الاَمام فهو يسير إلى جانب النور، فاللّه سبحانه حلف بالظلام المتحرك الذي سينجلي إلى نور النهار.

مضافاً إلى ما في الليل من عظائم البركات التي لا تقوم الحياة إلاّبها .1


1- الأقسام في القرأن/ الشيخ السبحاني _ سورة الفجر.

2011-10-24